الأستاذ عبدالحليم طباعة
كتبها Administrator   
الخميس, 08 أكتوبر 2015 15:22

 

فى مدرسة الجمالية عام 1952  أ. عبدالحليم الثاني من  شمال الاساتذة

 

الأستاذ عبدالحليم


مدرس واحد يمكن أن يحبب التلاميذ فى العلم ، فى مقابل مدرسين آخرين يغلقون أبواب العلم فى وجوههم . كان الأستاذ عبدالحليم ، مدرس اللغة العربية بمدرسة الجمالية فى بداية الخمسينات من هؤلاء المدرسين الذين يعتبرون نماذج رائعة، مازلت أذكرهم ، وأسعد بذكراهم .


كان صبوح الوجه ، أنيقاً جداً فى ملبسه : البدلة والكرافتة والقميص المكوى وكأنه يدرس فى الجامعة ، وليس لتلاميذ مدرسة ابتدائية ! وكان يحترمنا ويحنوا على ضعفائنا ، ويأخذ بأيديهم لكى يحسنوا مستواهم .


وكنا نعرف ذلك منه فنبادله إخلاصا بإخلاص . فإذا زارنا المفتش يوماً بذلنا أقصى جهدنا لكى نقدم أفضل صورة للفصل ، ويظل كل واحد منا يرفع يده لكى يجيب على سؤال المفتش ، حتى ولو لم يكن متمكنا تماما منه . وكان يسعدنا أن نرى الفرحة على وجه الأستاذ عبدالحليم الذى كان يدرك جيداً مدى حرصنا على إرضائه .


مازلت أذكر له موقفا فريدا لا يتكرر مثله مع مدرسى اليوم . فقد كان يجلس بعد انتهاء اليوم الدراسى ليعطى حصص تقوية للتلاميذ. وذات يوم أرسل الفراش لكى يشترى له رغيفاً وجبنة رومى . أما نحن فكان لدينا فائض فى التغذية التى كانت المدرسة تقدمها لنا . وقد عرضنا عليه أن يأخذ شيئا منها ، لكنه رفض بشدة ، وراح يتناول غداءه الذى اشتراه من ماله الخاص ، رغم أنه أقل قيمة ونوعية مما عرضناه عليه !


تلك هى عفة المدرس ، وقناعته ، واحترامه لذاته فإذا أضفنا إلى تلك الأخلاق الحميدة اخلاصه فى العمل ، وحرصه على فائدة تلاميذه ، وانضباطه فى الحضور، ويقظته فى المتابعة كان من حقنا أن نحتفظ له بذكرى لا تنمحى . .

 


عودة

 

 

آخر تحديث الثلاثاء, 20 أكتوبر 2015 21:03