حوار مع شاب ملحد طباعة
كتبها Administrator   
الجمعة, 18 سبتمبر 2015 22:16

حوار مع شاب ملحد

للدكتور حامد طاهر


ــ هل يمكن أن تقول لى بكل صراحة :

ما هى دوافعك الحقيقية للإلحاد ؟

ــ عدة دوافع :

أولها أننى لا أرى الله فى حياتى اليومية

ــ وثانيا ؟

ــ أننى أتحكم بنفسى فى أعمالى

وأحصل على نتيجة كل منها

بدون تدخل من قوة عليا

ــ وثالثا ؟

ــ أن الذين يؤمنون بالله

يعانون من المصائب

ولا أجد من ينقذهم منها

ــ وهل تسمح لى بمناقشتك فى هذا ؟

ــ طبعا .. لكن بشرط :

أن يكون حديثك معى عقليا وواقعيا

ــ حسنا ..

أما أنك لا ترى الله فى حياتك اليومية

فهذا أمر طبيعى

لأن الله لا تمكن رؤيته بعيوننا المجردة

وخذ مثالا بسيطا على ذلك من قرص الشمس

التى يستحيل عليك النظر إليها بصورة مباشرة

لكنك تشاهد ضوءها على الأشياء

وتحس بأثرها فى كل المجالات .

وأما بالنسبة لتحكمك فى نتائج أعمالك

فإن الله قد وضع سننا فى الكون

ومنها أنه جعل لكل نتيجة سببا

فالماء الذى يتبخر من البحار المالحة

يتجمع فى غيمات عذبة

تدفعها الرياح إلى أماكن محددة

ولا تسقط ما بها من المطر

إلا فى اللحظة التى ترتفع من تحتها

درجة حرارة الأرض .

لذلك فإنك إذا أخذت بالأسباب

على نحو جيد

فسوف تحصل بالضرورة على نتيجة جيدة

والعكس بالعكس .

وهذا كله من السنن ، أى القوانين ،

التى وضعها الله فى الكون .

***

ــ حسنا .. لكن ما رأيك

فى المصائب التى تنزل بالإنسان

والكوارث الطبيعية التى تهلك آلاف البشر ؟!

ــ إنها من أجل الابتلاء والاعتبار

ــ كيف ؟

ــ حتى يدرك (باقى البشر) وهم الأغلبية

وأنت وأنا منهم

الهدف الحقيقى من وجودهم

وأهم ما فيه :

الاعتراف بقدرة الخالق ، والإيمان به

ثم إنك هنا لا تحاسب شخصا مثلك

وإنما عليك أن تدرك الأمر فى شموله

وأن الذى خلق الحياة قد خلق الموت

والذى أوجد الخير

قد سمح بوجود نسبة من الشر

وأن الذى خلق الإنسان وكرمه

قد أتاح للشيطان

أن يعاديه حتى يوم القيامة !

***

ــ كذلك فإننى أرى الموت

هو نهاية الإنسان

حيث يحول جسده إلى تراب ، فرماد ..

ــ لكن الإنسان ليس جسدا فقط

إنه جسد وروح

والجسد مخلوق من التراب ،

وإليه يعود .

أما الروح فهى من الأسرار الإلهية

التى نفخها الله فى هذا الجسد

وجعلها مصدر حياته

وهو عندما يموت

تصعد إلى خالقها فى انتظار لحظة البعث .

***

ــ وهذ البعث الذى تتحدث عنه

ليس عندى دليل عليه

ــ الدليل أمام عينك ،

لكنك لا تريد أن تراه

ــ وأين هو ؟

ــ أنت نفسك : من أين أتيت ؟

ومن الذى أوجدك فى هذه الحياة ؟

ومن الذى يبث فى جسدك الروح ؟

ويجعل قلبك يدق بصورة منتظمة ؟

أليس هو الله المحيى والمميت ؟!

وهو كما يميتك ، سوف يحييك .

ثم إذا أردت أن تتتبع علامات البعث

فانظر إلى شفائك بعد مرضك

ومكسبك بعد خسارتك

وقيامك من النوم

بعد أن تكون فى أثنائه فاقد الوعى !

***

وأخيرا

فإنك لست أول من يلحد ،

ولا آخرهم

وقديما تحاور الملك النمرود

مع إبراهيم ، عليه السلام ،

الذى قال له :

ــ إن الله يحيى ويميت

فرد عليه قائلا :

ــ وأنا أحيى واميت

(يقصد أنه يعفو عن محكوم عليه بالاعدام ،

ويأمر بإعدام إنسان بريء)

فقال له إبراهيم :

ــ فإن الله يأتى بالشمس من المشرق ،

فأت بها من المغرب . .

فبهت الذى كفر .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

 

آخر تحديث الجمعة, 18 سبتمبر 2015 22:17