رحلتى إلى السعودية طباعة
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 09 يونيو 2015 23:24

رحلتى إلى السعودية

 


زرتها ثلاث مرات : من الله على فى الأوليين منهما بأداء العمرة . أما الأولى فكانت بحمد الله تعالى على نفقتى الخاصة مع زوجتى وابنتى ، حيث قضينا فى المدينة المنورة أربعة أيام ، ثم فى مكة تسعة أيام .. وكان فى كل خير . ومن جانبى كنت تواقا لمشاهدة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، والصلاة فى نفس الموضع الذى كان يؤم المسلمين فيه بالروضة الشريفة ، وتنسم أجواء المكان المبارك مع استرجاع صورة الزمان الذى شهد اللحظات الأولى لمولد دولة الاسلام ، ومنه امتدت إلى كل أنحاء العالم .


أما فى مكة ، فكانت لحظة روحية بالغة العمق ، حين وقفت أشاهد الكعبة بكسوتها السوداء المهيبة وسط الحرم ، والمسلمون من كل بلاد الأرض يطوفون حولها ، وكل منهم يدعو ويبتهل لله الواحد الأحد ، مستغفرا من ذنوبه ، وطامعا فى تحقيق مناه أو حل مشكلاته .


وخارج الحرم ، الحياة تموج بالحركة . والبضائع والتحف والعبايات والسجاجيد والسبح والخواتم .. الخ ، وكلها بالطبع واردة من الصين وتايوان وتايلاند . وقد أصبح الحجاج والمعتمرون ملزمين بحكم العادة ــ التى يحسبونها من الدين ــ بشرائها لإهدائها إلى أقاربهم وأحبائهم عندما يعودون إليهم على اعتبار أنها من بركات الحرم الشريف !


ومن اللمحات الجميلة ما تجده يلقى إليك وأنت جالس فى الحرم أو حتى واقف خا رجه من كيس صغير به تمر ، أو زجاجة مياه معبأة من بئر زمزم المبارك ، وهذا من الرزق الذى يسوقه الله إليك من حيث لا تحتسب . ولو أن أمثال هذه اللمحة البسيطة جدا تم تعميمها بين المسلمين فى كل أرجاء العالم الإسلامى لأنتجت ما يدعو إليه الاسلام من مودة وتعاطف ، ولكانت من أهم العوامل التى تخفف حدة الاحتقان بين فقراء المسلمين وأغنيائهم .


أما العمرة الثانية فتمت فى إطار دعوة كريمة وجهت إلى مؤتمر الجنادرية الذى كان يرعاه المرحوم الأمير عبد الله بن عبد العزيز ، والذى أصبح ملكا فيما بعد . وهنا لم نتمتع بكرم الأمير فقط ، وإنما برعايته للمشاركين فى الوفد فى تسهيل إجراءات العمرة ، حيث كان يخلى لنا مكان الزيارة تماما ، وهنا أتيح لى شخصيا الصلاة بكل هدوء واطمئنان فى الروضة الشريفة ، كما توقفت طويلا أمام قبر حبيبى وحبيب المسلمين جميعا : رسول الله ، عليه أفضل الصلاة والتسليم ، وبجواره قبر الصديق أبى بكر ، وعمر بن الخطاب ، رضى الله عنهما .


وأما المرة الثالثة فكانت ضمن وفد مصرى رسمى لانتخاب الأمين العام لمنظمة الأيسسكو العربيىة ، وكانت فى العاصمة الرياض ، وقد عوملنا بكل حفاوة ، كما كانت تحركاتنا محسوبة تماما بسبب أننا ضيوف المملكة . وفى أثناء عملية الانتخاب ترشح فقط د. عبد العزيز التويجرى ، وهو شاب سعودى مثقف ، لكن ما حدث أن بعض الأصوات المنافقة من بعض البلاد العربية دعت إلى أن يكون انتخابه لدورتين متتاليتين بدلا من دورة واحدة ! واعترض البعض لكن الاتجاه كان قويا ، وساعتها أعلنت رأيى : ما دمتم مصممين على ذلك فلتكن لمرة واحدة لا تتكرر، اى هذه المرة فقط . قالوا نعم . لكن الدكتور الأمين العام ظل لأكثر من عشر سنوات ، أى حتى الآن . ولله فى خلقه شئون !

 


عودة

 

 

آخر تحديث السبت, 20 يونيو 2015 20:49