رحلتى إلى سلطنة عمان طباعة
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 09 يونيو 2015 23:21

رحلتى إلى سلطنة عمان

 


دعيت إلى سلطنة عمان من قبل إدرة الشباب والرياضة هناك ، لألقى ثلاث محاضرات ثقافية خلال أسبوع فى ثلاث مدن مختلفة . وعندما نزلت فى مطار مسقط وجدت استقبالا حافلا . لماذا ياجماعة ؟ لأن أى زائر فى مهمة مماثلة يصبح ضيف جلالة السلطان . وعلى الفور خصصت لى سيارة مرسيدس بسائق محترم ومثقف من الديوان السلطانى ، وتمت استضافتى فى فندق الكونتنتال الفخم بالعاصمة .


ما هذه النظافة البالغة ؟ وما هذا الانتظام الدقيق فى المرور ؟ وما كل هذه الخضرة والزهور التى تفيض بها الميادين والشوارع ؟ وأى جمال يكسو الأبنية سواء كانت منشئات حكومية أو منازل مواطنين ؟ وما هذا اللون الأبيض الذى ينتشر فى كل مكان ويمتص جزءا لا بأس به من أشعة الشمس ؟ أما الرجال فكلهم تقرييا يرتدون الزى الوطنى العمانى : العمامة الملفوفة جيدا على الرأس والجلباب الشاهق البياض والواسع الأكمام عند الرسغين ، وحين يكون الشخص فى عمل رسمىى أو احتفالى يتمنطق بحزام من القماش به خنجر، تعلو فى الغالب قيمته تبعا لأهمية الشخص الحكومية أوالاجتماعية . أما المرأة العمانية فعلى الرغم من عدم ظهورها فى الشورع والمحلات ، إلا أنها تعمل بكل همة فى المصالح الحكومية والبنوك ، وهناك رابطة للأدب مخصصة لها .


فى الندوات الثقافية التى حضرتها ، أشهد بأن الشباب العمانى على درجة عالية من الأدب وجودة الاصغاء ، وفى الختام يطرح أسئلته بوعى وذكاء . إنهم بالفعل ثروة عمان القومية ، وهى فى رأيى أغلى من أى مخزون للبترول .


فى عمان تتجلى بكل وضوح عظمة الخالق الذى أرسى الجبال فى الأرض لتكون رواسى ، أى لتحفظ توازنها . الجبال العمانية عالية جدا وضخمة جدا ومختلفات الألوان : فمنها الأصفر والأخضر والداكن . وقد توارث الانسان العمانى عن أجداد أجداده طريقة مدهشة لجعل مياه الزراعة تصعد من الأسفل للأعلى بدون آلات رفع ويسمونها ( الأقلاج )، وهو أمر يتحدى الجاذبية ، ولا تصدقه إلا إذا رأيته !ّ


لكن روعة عمان المعاصرة تتجلى أكثر فى شق طرق طويلة ومسفلتة بين جبالها الشاهقة ، وبذلك أصبحت متواصلة الآركان .


وفى لحظة هدوء نفسى عميق ، جلست قريبا من شاطئ عمان الذى يمتد على كل من الخليج والمحيط الهادى، وتساءلت : لماذا لا يستغل العمانيون هذا الجمال الالهى الساحر ويمدون خط سكة حديد سياحى .. إذن لقدموا لعشاق الجمال فى العالم أروع منظر طبيعى على سطح الأرض يجمع بين مشاهدة الجبال والصحراء من ناحية ، ومياه الخليج والمحيط من الناحية الأخرى ؟!


وحين صارحت أحد العمانيين بذلك ، أخبرنى بكل أدب أن مثل هذا العمل يمكن أن يجعل السياحة تشوش على هذا البلد هدوءه المعتاد وقد تعكر على أهله تقاليدهم الموروثة . وحاولت أن أقتنع ، لكن فكرتى البريئة ما زالت مطروحة .

 


عودة

 

 

آخر تحديث السبت, 20 يونيو 2015 20:48