رحلتى إلى ايطاليا

زرت ايطاليا مرتين : احداها مع زوجتى ونحن عائدان من فرنسا حيث قضينا عدة أيام فى مدينة ميلانو ، ثم فى فينسيا التى تقوم على الماء ، وتنساب فيها المراكب السياحية الجميلة . وكان أهم ما يشغل بالى : كيف تستمر المبانى المنغرسة أساساتها فى المياه المالحه دون أن تتآكل من الصدأ ، وتنهار؟ لكننى علمت بعد ذلك أن الإيطاليين ماهرون جدًا فى عمليات الترميم التى تشمل إيطاليا كلها ، وتستوعبها من الجنوب إلى الشمال مرة فى كل عام ، ولذلك تظل أبنيتها وتماثيلها وكل تراثها المعمارى الفائق الروعة والجمال كما هو هو لا يتغير ، أما جنوب ايطاليا ، ويشمل روما ، فهو أكثر شبها بالمدن المصرية، وخاصة مدن الشواطئ عندنا كالاسكندرية . وناسها طيبون وبسطاء لكنهم أيضا نشطاء، ويتكلمون بسرعة ، وإذا سألت أحدهم عن شارع ظل يصفه لك عدة دقائق متواصلة .. أما شمال ايطاليا ومنه ميلانو ، فهو أقرب إلى أوربا : المحلات راقية جدا ، وهى إما لعرض الأزياء الغالية جدا ، وخصوصًا كرافتات الرجال ، وإما عبارة عن بنوك.

لكن الايطاليين شعب يحب الحياة ، كما تحبه الحياة ، فهو فى المساء ، وبعد يوم العمل ، ينتشر فى المطاعم كل رجل مع سيدة جميله جدا ، ويظلون يأكلون ويضحكون ويتسامرون .. وإذا حدث ونظرت إلى امرأة جميلة مع رجل وجدته ينظر إليك متباهيا بأنها فى صحبته.

إيطاليا أيضا بلد عجيب . توجد فيه كنيسة الفاتيكان التى تسير شئون المسيحيين الكاثوليك فى العالم كله . فهى رمز التدين . كما يوجد حولها أتباع الحزب الشيوعى الذى لا يؤمن بالمسيحية ولا بأى دين . لكنهم فى النهاية يتعايشون ولا تنشب بينهم معارك.

أما البوليس الإيطالى فيستحق التنويه بملبسه الأنيق جدا ، وخاصة سيدات الشرطة المنتشرات فى المطار .. يخطرن بأناقة ، لكنهن يتمتعن بمهابة القانون الذى يتم تنفيذه على الجميع بكل حسم وصرامة .

كثيرون من الشباب المصريين يعملون فى ايطاليا ، ويعيشون فيها ، ويتعاملون مع أهلها حتى بدون أن تكون لهم اقامة رسمية .. إنهم يفيدون الايطاليين بعملهم لقاء أجر زهيد ، لكنه يمكنهم من توفير جزء مما يربحونه ليرسلوه إلى أهلهم فى مختلف القرى المصرية .

عودة