فى انتظار الآتي |
كتبها Administrator |
السبت, 28 مارس 2015 15:08 |
فى انتطار الآتى
كانوا متجمعين فى فناء مبنى كبير شيوخ وشباب ونساء وأطفال .. ويكاد عددهم يتجاوز الألف وقد قام فيهم بعض الخطباء والشعراء فحركوا النفوس ، وألهبوا المشاعر وفجأة ، ارتفع صوت جهورى - هيا بنا إلى الخارج وصاح آخر : - إلى متى الانتظار ؟ لكن الجالسين على المنصة ، قالوا لهم : - إننا ننتظر قدومه فهو الذى يعرف جيدا الطريق المؤدّى .. من بين جميع الطرق المسدودة عاد الجمهور المنفعل إلى الهدوء وراحوا : يسكت بعضهم بعضا ودخل كل اثنين منهم فى أحاديث جانبيْة وانشغل النساء بإرضاع أطفالهن والقليل جدا هو الذى ظل يراقب أبواب المصنع متطلعا لكى يحظى برؤية القادم .. قبل الآخرين ---- عند حلول المساء .. تفرق الجمع ، وعادوا إلى بيوتهم كل منهم أصطحب عائلته ، ومشى من طريق مختلف لكنهم ما زالوا يتحدثون .. عن أهمية التجمع ، والانتظار .. ---- وعلى مائدة العشاء سأل طفل برىء أباه : - كيف شكله يا أبى ؟ - مَنْ هو يا صغيرى ؟ - الرجل الذى تنتظرونه ؟ - إنه أطول من كل الرجال ، وأقوى من كل الرجال ، وهو الذى سيخلصنا مما نحن فيه .. - وماذا ستفعلون إذا لم يأت يا أبى ؟ تدخلت الأم بسرعة : - لا تقل هذا يا حبيبى حتى لا يسمعنا أحد من الجيران لأن ذلك لو حدث .. يخرجوننا من البلد ! |