القرية النائية |
كتبها Administrator |
السبت, 28 مارس 2015 15:05 |
القرية النائية
أن تلك القرية النائية ، التى عين فى الوحدة الطبية بها سوف تشكل جزءاً أساسياً من حياته . فى الشهور الأولى . . رأى كل شئ حوله يبعث على القرف والاشمئزاز ، حتى أنه لعن اليوم الذى تفوق فيه ، والتحق بكلية الطب . أين الآمال الكبرى فى عيادة فسيحة بوسط البلد ، والتردد مع زملائه على النادى ، وتكوين صداقات وعلاقات مع أرقى عائلات العاصمة ؟ تبخرت كلها وهو يجلس فى تلك العيادة الحقيرة ، التى توجد فى سقفها مروحة لا تعمل ، ويقف على بابها تمرجى بجلباب أزرق ، وطاقية صوف ! أما المترددات على العيادة فكلهن بلا استثناء سيدات عجائز، أو متوسطات العمر بكروش منتفخة ، ورائحة ممزوجة بالطين وروث البهائم دخلت مع خالتها فتاة فى حوالى العشرين عيون خضراء واسعة ، وضفيرتان تتدلـى إحداهما على صدرها ، والأخرى على ظهرها حتى أسفل الوسط . لم يستطع ان يرفع عينه عنها طوال الوقت أما هى فكانت تبتسم بهدوء ، وتنظر إليه بثبات . فور خروجها نادى على التمرجى ، وراح يمطره بالأسئلة عنها . . بنت عم فاضل ، صاحب الطاحونة ، ناس طيبين وفى حالهم . ولهم ولد سافر إلى العراق منذ عدة سنوات وانقطعت أخباره
راح يتلذذ بكل التفصيلات ، التى لم يخرجها التمرجى الملعون إلا بصعوبة *** فى الزيارة التالية لخالتها سألها عنها ؟ ولماذا لم تحضر معها ؟ ثم تجرأ ، وسأل : هل هى مخطوبة ؟ وإذا تقدم هل يوجد مانع ؟ كان الطريق خالياً ، ولم تمض عدة أيام حتى كان يجلس إلى جوارها فى كوشة الفرح . . ولم يعد يكره القرية التى عين فيها .
ــــــــــــــــــــــــــــــ |
آخر تحديث الأحد, 29 مارس 2015 01:00 |