قال فى رثاء حماره |
كتبها Administrator |
الثلاثاء, 25 نوفمبر 2014 15:44 |
قال فى رثاء حماره : نفق الحمار ، فمن أصاحب وأخل بى زين الركائب وبـقيــت وحــدى فــوق قــارعــــة الطـريـق كظــل راهــــب أمشــى فتعثـــر خطــوتـى أعيا ، فلا أجد المصاحب وأشـــيـــر للركـــبـــان لا يتــــلـفــــتــون ، ولا مجـــــاوب ! *** كـــان الحمـــار سفينــتـى تجتاز بى أعتى المصائب ويــقــلنــى بــــكــفـــاءة ويشــيل مختـــلف الحقائـب وإذا شعــرت بــوحــدتى حدثــــتــه عـــمـا أغـــالــب فيــظــل يسـمـعـنـى بــــلا ضــجـر ، ويـجتنب المقـــالــب (1) *** كــان الحــــمار يحـــس مثــــلى بالصعــوبـة والمصـــــاعب ولطـــــالما هــطلت مدامـــــعـــه على ذكــــــر الرواتــــــــب ورثــى لضـعــف وســائــــلى عـــــما أروم مــن الرغــــائب *** كـــــان الحمــــار مثقفـا من طول ما شهد العجائب (2) وتـــشـد أذنـيــــه أحــــاديـــث الجــوائــــز والمنــــــاصـــب وإذا رآنـــى غاضبــا ألقــى بنظــــرتــه يعــــاتــــب وكأنـــــما يفضـــى إلى بـــــأن هــذا العصر ( ضـارب ) (3) وبـــأن أحكـــام الزمــان على المواهب ( ضرب لازب ) (4) وبــأن أغنية السقــــوط تـــقول للبنـــاء ( حـــــاسب ) ! (5) وبـــأنـــهـم يتـــهافــتــــون مــواكــــبا تــتـــلو مــواكــــب ! *** بـــالأمــس لـم يـذق الشعيـــــر ، وكـــان منتفخ الجـــــوانب وبـــدا كــــأن به اكتئابا والكـــــآبـــة لا تـــغــالـــــب حــاولت أن أمضى بــه فــى نـــزهة بيـــن الملاعب فأبى المسير ، ولم يكن يــأبى ، وفضــل أن يـراقب ومع الصبــاح وجدتـه ملقى ، على إحدى المصاطب أخــرجتــه ، ودفـنـتــه وتــركتـــه ، والدمــع غـالب أصبحت وحدى فى الطريق ، وليس لى فى الدرب صاحب ! ( 1 ) المقالب هنا جمع مقلب ، والمقصود بها أكوام القمامة العالية التى تعترض طريق الراكب والسائر على السواء . ( 2 ) ورد عند الجاحظ فى كتاب ( الحيوان ) وصف كل من الديك والكلب بأنه مثقف أو ذو ثقافة . والمقصود بذلك أنه ماهر فى أداء العمل . أما وصف الحمار بالثقافة عند النباحى فيقترب كثيرا من المعنى المعاصر لكلمة مثقف ! ( 3 ) ضارب : غير منضبط العقل ، ولا منطقى التفكير . ( 4 ) ضرب لازب : صدفة . ( 5 ) حاسب : فعل أمر بالتوقف أو التنبه . |