وقال فى طبيب مدينة نباح |
كتبها Administrator |
الثلاثاء, 25 نوفمبر 2014 15:30 |
وقال فى طبيب مدينة نباح ( وكان مشهورا بالمغالاة فى أجر العلاج ) (1) أسلمت نفسـى للطبيب ، ولـم أكــن أدرى بـــــأن الـــداء فـــــى كفيـــــه وإذا بمبضــعه البليـــد يشــق فــى جســــدى ، ويمضـــى غائــرا بيديه سـاءلتـه : مـاذا يـدور ؟ فــلم يجب وأشـــاح عــنــــى لاويـــا كشـحيـــه نــاشــدتــه ، وظــلـلــت أرجــــو ، والدماء تسيل من جرحى على زنديه فأجاب : هل ترجو الشفاء حقيقة ؟ فــتســــمرت عينـــــاى فـــى عينيـه فــأضــاف : هذا يقتضيك مبــالغا ! وانـــهالت الأرقـــــام مــــن شــفتيه أدركــت أنـى قـد غـدوت فريـســــة الذئــــب يــعرضـــــها علـــى فكيـــه مــازال بــى حــتى كتبـت تنـــــازلا عــن كـــل أمـوالـــى لـــــه ، وإليــه وإذا ممرضـــــه يـوقــع شـــــاهـدا ويـخبــئ الأوراق فــــــى جـــيــبــيه وأتى الطبيب يخيط جرحى بــاسما ويــقول إنـــى قـد ( صـعبت عليــه ) غـالبت غيظى ، واحتبست مدامعى وخــرجــت محمــــولا علــى كتفيــه ويــقـول عــوادى : هنيــــئا للــذى نـزع الطبيــب الــداء مــن جنـبـيـــه فــأرد : بــل قـولــوا وداعـــا للـذى نـــزع الطبيـــب القلــب مـن رئـتـيـه
( 1 ) تأثير النباحى واضح للعيان فى قصيدة الشاعر السورى المعاصر نزار قبانى التى يقول فى مطلعها : أيظن أنى لعبة بيديه ... ... ... ... ... وهنا تجدر الاشارة لتنبيه شباب الباحثين إلى أهمية تتبع أثر النباحى فى الشعر العربى المعاصر وخاصة لدى أعلامه الكبار ، ابتداء من البارودى ، وعلى الغاياتى ، ومرورا باسماعيل صبرى .. |