"مصر التى" |
كتبها Administrator |
الثلاثاء, 26 مارس 2013 01:13 |
مصرُ التى ..
[إلى شباب الثورة الذى أزاحهم ضجيج السياسيين..] مصر التى نثرت ضفائرها ، وثارت فى ميادين الكرامة والصمودْ عادت من الإعياء مرهقة ، فأسلمت الخطى ، وتمددت فى ظل منعطف صغيرْ وتجمع المتكالبون ليقطعوا من ثوبها علَما ، ويفتعلوا تواريخًا لهم معها ، ولا يترددونْ أن يشربوا نخب انتصار الثائرينْ ! لكنها راحت تحدّق فى الوجوه ، فلا ترى مَنْ كان فى الميدان مشروخَ الجبينْ أو مطفأ العينين من سيل الرصاص المنهمرْ مَنْ هؤلاء إذن ؟ وأين الآخرونْ ؟ أين الذين تجمعوا من حولها ، زمنَ المهانة والأسى ، حتى أزالت سطوة المتجبرينْ ؟ أين الذين استبسلوا قتلا ، وفازوا بالشهادة فى سماء الخالدينْ ؟ أين الذينْ .. ملأوا الميادين الفسيحةَ ، واستطاع هتافُهم أن يُسقط المتكبرينْ ؟ * * نظرتْ الى عمق الوجوه ، فلم يكن فيها شريف أو أمينْ ! نظرت الى أكتافهم .. كانت كأكتاف الذين استنزفوا بالأمس خيرات الوطنْ نظرتْ الى قمصانهم .. كانت هى القمصان ناصعةَ البياض ، وتحتها اسودّت قلوب من عفنْ ! نظرتْ طويلا .. ثم غابت فى مصيبتها التى امتدت لآلاف السنينْ ما عاد يطفئها البكاءُ او الأنينْ وتوجهت نحو الجدار ، لكى تدارى دمعة ، سقطت أمام الشامتينْ ! |
آخر تحديث الخميس, 20 يونيو 2013 22:15 |