صفحة من الرِّيف المِصري |
كتبها Administrator |
الاثنين, 25 فبراير 2013 14:15 |
صفحة من الرِّيف المِصري
كانت الأرض غارقة في الضَّباب ، وفي آخر الحقل : بعض البهائم تجترُّ ، والأفق ممتلئ بالغيوم ، التي أطفأتِ الشمس ، وبعض الصَّبايا يتابعن محرقة القش ، وبين الغصون غراب عجوزْ * * غراب يتابع زحف الهوام ، وخفق العصافير في الجو ، نوع الطعام المعلَّق في شجر السَّنط ، وكان الهواء ثقيلاً ، ثقيلاً . . كما يرقد الصيف في مقبرهْ * * كانت الأرض عَطْشى لقطرةِ ماءْ وما كان في النيل إلا القليل ، وما كانت السُّحْب . . إلَّا خواءْ ! * * وعند الظهيرة ، فكّ الجياعُ المناديل ، راحوا يلوكون خبزًا وجبنًا ، ويزدردون الطعام بقُلَّة ماء وبعض الأحاديث عن مرض الموت ، ومَنْ يتزوج في موسم القطن ؟ كم عدد التلاميذ حين يجيء الشتاء ؟ * * عاد نصْل المحاريثِ يخترق الأرض ، يضرب أحشاءَها بالحديدْ وتحت الحوافر والقدم الحافيهْ تعوَّدتِ الأرض أن تستجيب . . لحملٍ جديد ! * * وعندَ حلول المساء الكئيب ، تعالَى نَقيقُ الضفادع في التُّرع الضيقهْ وجاءَ مِن البُعد نوْح الذِّئاب ، فهاج كِلاب القُرى والنُّجوعْ لقد حان وقت الرجوعْ بيوت من الطِّين تُؤوي الجميعْ وفيها تُعِدُّ النساء طعام العَشاء ، وتُتحف أزواجهنَّ ببعض الحِكايات ، عما جرى في النهار البَليد ! * * مع الصُّبح يبدأُ يومٌ جديدْ جديد قديم ، قديم جديد . .
* * * |