الكِتابة |
كتبها Administrator |
الأحد, 24 فبراير 2013 13:52 |
الكِتابة
[كُتِبتْ في حالةِ يأسي مِن الكتابة ، وهي السِّلاحُ الوحيد الذي كنتُ أستخدمُه لمقاومة الفسادِ والمُفسدين !] الكتابهْ ما الكتابهْ ؟ إنها مَحضُ تَخاريفٍ ، وأوهامُ ( غَلَابهْ ) إنَّها طَفحٌ على الجلد ، وشكٌّ وكآبهْ إنها نوعٌ من السُّم الذي يغرس في الأضلع نابهْ ! * * الكتابهْ كلماتٌ وحروفٌ ، وسطورٌ تتنامى .. إنها نقشٌ على الماء ، وإزجاءُ فَراغٍ ، وسآمهْ تارةً تعلو مع الرِّيح ، وحينًا تتهاوى في تضاعيف القمامهْ ! * * الكتابهْ مثلما تدوي ذبابهْ ! يتلاقى حولها الأجربُ ، والأعرجُ ، والمخمورُ ، والشيخُ المهاترْ كلهم يُقسِمُ أنَّ الحرفَ يسمو في يديه .. ويُسافرْ كلُّهم يحسَب أن الكونَ مُصْغٍٍ والحيارَى تتلقَّى من محيَّاه البشائرْ ! * * الكتابهْ ملأتْ كلَّ المراحيض ، وصارتْ تتمطى في كراريس المدارسْ أصبحتْ أحجبةً تحت المناديل ، وغابتْ بين طِيَّات الملابسْ ! أثقلت كل ملفات المحامين ، وباتت في تقارير ( المباحسْ ) ! * * الكتابهْ لحنوها ، فغدت أغنيةً يشدو بها الجائعُ ، والعريانُ ، والمُلقَى بأحضان الرصيف زيَّنوها بالتصاوير ، فجاءت في مقالاتٍ ، وصارت كُتُبًا .. لم تقدِّم للذين ازدردوها .. غيرَ وصفٍ خارجيٍّ للرغيف ! * * الكتابهْ حينما كانتْ على صخر المعابدْ ظنَّها الناسُ عقائدْ ! ثم لمَّا أقبل السلطانُ ، صارتْ فرمانًا .. يتحدى كلَّ صامدْ ! كَتمت في صدرها الحزن .. وما عادت تُجَاهِدْ ولأنَّ الدهرَ قاسٍ ، قصَّرت فستانَها ، دارت على كلِّ الموائدْ .. واشتراها ألفُ قاصِدْ ! * * الكتابهْ خرجت عن طوعهم ذات صباح ، حَبسوها .. هرَبت من سجنها ، حطَّت على بعض الحوائط .. شطبوها ! وعلى أعمدة النور ، استفاقوا .. مزَّقوها ! كَسرت أقلامها وانكفأت تَبكي من القهر ، وتحت الليل .. تسري همسات في القصائد ومع الفجر ، تمسُّ الأرض في دعوة ساجد ! * * * |