الجريدة |
كتبها Administrator |
الأحد, 24 فبراير 2013 13:37 |
الجريدة [كُتِبت في الثَّمانينيات بمدينة الدَّوحة في قطر .. وكنت أنتظر شيئًا يحدُثُ في عهد مبارك ، ولكنَّ كلَّ الأمور كانت مستقرة على نحو سيِّئ !] أخشى مِن الإدمان ، لكنِّي أمارسُهْ كل صباحٍ .. عندما يمر بائع الجرائدْ فألتقيه جائعًا .. مبتسمًا كأنَّما أؤانسُهْ ! * * أسلِّمه النقود ، كي يُسلِّمني الجريدهْ ولا أضيع لحظةً ، فأنحني .. مفتشًا عن خبرٍ أفتقدُهْ أقرأُ كل الأعمدهْ من اليمين للشمالْ من الشمال لليمينْ لكنَّني .. لا أجده ْ! * * وكالة الأنباءْ تحمل من شؤون الكونِ ، والفضاءْ ما يملأ الفؤاد رعبًا ! * * ويعكُف المحلِّلونْ على قضايا الفقر والديونْ يناقشون .. سياسة الرغيف ، وانطلاقة الدولارْ لكنهم ينتظرون مجاعةً في آخر القرن .. تحوِّل المسارْ ! * * وفي اجتماع قمة المصالحهْ ينقسم العالم قطعتينْ غارقةً ، وسابحهْ ولا نرى لأين .. ؟ * * لكنَّما يدفعني حقيقةً إلى التفكيرْ أنَّ هناك مَنْ لا يُريد لاسمه التغيير من ( حَنَفي ) إلى ( سمير ) ! * * وأنَّ ( ست الدارْ ) قد فقدت أختامها بجانب الحُسيْن ! * * وأنَّ أولاد الحلالْ لو أرجعوا لأمها صغيرةً .. تغيَّبت من ليلتيْن ! * * وفي رحاب صفحة الأموات ، ما أشد قسوةَ المفارقهْ ! الناس يُعلنون عن فقيدهم .. بأنه « كانَ .. وكانْ » وأنهم أيضًا من الأعيانْ ! مناصبٌ .. وأوسمهْ وعزوةٌ مقسَّمهْ وكلَّما طال عمود النعي ، أو تعدَّدا تخيل الجميع أن ذلك الميت .. يستحق مسجدا ! ! * * وفي ختام الصفحة الأخيرة حيث حكايا الفن دائمًا مثيرة تكون غالبًا هناك صورةٌ .. لامرأة مبتسمهْ ذات بهاء ، وأَلَقْ كأنها تقول لكْ: « لا شيء يستحق أن يكدِّركْ .. » « لا شيء يستحق أن يكدِّركْ .. » * * *
|
آخر تحديث الأحد, 24 فبراير 2013 13:41 |