السَّابِعة دائمًا |
كتبها Administrator |
الأحد, 24 فبراير 2013 13:33 |
السَّابِعة دائمًا [يوم كامل من حياة موظف صغير .. وهو نموذج لأيام كثيرة شهِدها المصريون في أعقاب نكسة 1967] يدق « المنبِّه » في السابعهْ فأفتح عينيَّ من حلم ليلٍ ثقيلْ وأسحب من تحت بابي الجريدَهْ فتمسحها نظرة خاطفهْ يحدثني « الحظ » عن « صفقة رابحهْ ! » وأني أُوفَّق في « جانب العاطفهْ » ولكنني أحمد اللهَ ، حين أشد قميصي فألقاهُ .. لم تتسخْ بعدُ .. ياقتُه الناصِعَهْ ! * * أجيء المحطةَ .. أحشر نفسي بين الزحامِ ، أدافعُ رائحة الواقفينَ ، أفكرُ: كيف تَسير بنا المركبهْ ؟ وحين تلوحُ .. أهب بكل اندفاعي منتزعًا مقعدًا وبينا أعالج أنفاسي المجهدَهْ أُشاهد جارتيَ الجامعيَّة تصعدُ ، هادئةً ، وادعهْ على صدرها تستريح الكتبْ وفي شَعرِها .. وردة يانِعَهْ ! أسارعُ أمنحها مَقعدي .. لتمنحني بسمةً رائعةْ ! * * وفي « المصلحَهْ » أعيشُ بكفَّي وعينيّ بين الدفاترِ ، ليس لهم غيرُ هذا .. لديّ ! مئات المطارق في الصدر تُهوي على كل حلم جميلْ ويخنقني أن دَيْني ثقيلْ خطابُ أبي عن « ضرورة إرسال بعض النقودْ » حِذائي الجديد يُؤجَّل للمرة الرابعهْ .. * * أحبُّك يا قاهرهْ أحبُّ شوارعك الواسعهْ أحبُّ ميادينك الفاخرهْ مقاهيكِ .. نِسوتَك الفاتناتِ ، يُضيّقن خُطواتهنّ ، ويفهق منهنَّ أغلى العطورْ أحبُّك .. لكنّ رأسي يدورْ ! * * مع الليل .. تأوي خُطاي إلى الحجرة القابعهْ عَشَائِيَ خبز وجُبْنْ ! وبعض الفواكه .. آكلها قارئًا في كتاب عن « الحبّ » ، أو عن « مغامرةٍ ضائعهْ » يغالبني النومُ ، تضبط كفّي المنبّه .. للساعة السابعهْ ! * * *
|
آخر تحديث الأحد, 24 فبراير 2013 13:34 |