ردة البلاستيك

فى البدءْ ..
خلق الله الكون مفيداً للإنسانْ
ولكى يبدو أجمل
خلق الأطيار لتصدح فيه ،
وخلق الأزهار ،
تبثّ العطر بكل حواشيه ،
وتطبع فوق خطوط اللوحة ..
أزهى الألوانْ !

*    *

الوردة مخلوق حسّاسْ
قد تتكلم أحياناً 
وتغنى أحياناً 
ولقد تبكى فى أحيانِ أخرى
وكما المرأهْ
يحييها الإعجابُ ، فتخجلُ ،
تحّمر ، وتبهرُ 
أو .. 
يطرحها الإِهمالُ ،
فتذوى فى حزن مكوبتْ
تزدان الوردة أحياناً ،
فتبوح بكل مفاتنها ،
وتطأطئ حينا ،
فيجفّ بهاء نضارتها ،
تسّاقط أوراق صباها ،
تذبل ، وتموتْ !

*    *

الوردة تحتاج لمن يعشقها 
عشق الوردة رحلهْ 
سَفَرٌ يحدوه الوجد، 
وتدفع الأشواقْ
دوران حول المحبوب،
عيون تشربه، وتناجيه،
فناءٌ فيه!

*    *

فى بيتى ..
أحضرت صنوف الورد المصنوعة فى اتقانْ
رتّبتُ الأحمر ، والأصفر ، والأبيض ..
نسّقت الفاقع والوسنانْ 
يحسبها الزائر من دقتها 
قد قُطفت فى نفس اليوم ..
من البستان!
لكنى حين أشاهدها ..
وأنا فى ساعات الوحدة والحرمانْ 
أشعر أنىّ فى مستشفى ..
يغرق فى صمت التعقيم،
ويفتقد الألوانْ !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ