عناقيد الحكمة |
كتبها Administrator |
الجمعة, 12 مارس 2010 16:29 |
عناقيد الحكمة
تقديم سريع
هذا كتاب يقع في منطقة بين الشعر والقصة والفلسفة ، فهو من حيث الشكل يحاكى أسلوب الشعراء اليابانيين الذين كتبوا (الهايكو) وهى عبارة عن قصائد قصيرة جداً ، ترسم كل منها لوحة ، تترك انطباعاً معيناً في نفس القارئ . أما من حيث المضمون ، فإنه يقدم مجموعة متنوعة من الصور والمواقف الإنسانية والاجتماعية ، لكل منها خصوصيتها ، لكنها في مجموعها تعكس رؤية فلسفية عامة لقضايا العصر الحاضر ، والإنسان المصري الذي يعيش فيه .ولأنني أصبحت ألاحظ انحسار الرغبة في القراءة، وخاصة لدى الشباب ، فقد أصبح من اللازم أن أقدم رسالتي إليهم من خلال سطور قليلة ، تجذبهم إلى القراءة ، أو تحبب القراءة لهم ، راجياً أن يجدوا فيها ما ينفعهم ويسليهم في نفس الوقت . حامد طاهر
1 وصل القطار فلم يجد فيه من انتظره وزاد حزنه عندما وجد أكثر القادمين ممن لم ينتظر مجيئهم !
2 يقال : " إن الرزق يحب الخفيّه " لكن التمساح يظل ساكناً حتى تمر عليه الضحية ، فيبتلعها !
3 فى زمن السلم ، يكون القتل جريمة كبرى . . وعندما تنشب الحرب يصبح القتل واجباً وطنياً يستحق صاحبه أعلى النياشين !
4 راح يتحدث معها على الإنترنت وصف لها نفسه ، كما وصفت هى نفسها الطباع واحدة ، والهوايات متشابهة ولم يبق إلا اللقاء . . تبين أخيراً أنه شاب يلهو !
5 لا توجد قوانين فى الحب كل تجربة لها خصوصيتها تماماً . . مثل أزهار الحدائق التي تتفتح . . فى كل بلاد العالم !
6 أسوأ ما في أنظمة التربية أنها تعلم الصغار روعة الحق والخير والجمال . . لكنها لا تقدم لهم وسائل الوصول إليها ، أو الدفاع عنها !
أمسك ساعي البريد بالخطاب ، الذي لم يدون عليه عنوان ، وراح يقلّبه بين يديه . . حتى مر أحد الغرباء عن المدينه ، فتناوله منه . . ومضى !
جمعت الفتاه كل شجاعتها ، وقالت لأمها : - فعلاً أنا أحبه ، ولن أتزوج بأحد سواه خرجت الأم إلى الشرفة ، وراحت ترشف مع الأب . . فنجان القهوة .
رأى مدير الشركة في المنام كان يسأل ، فيجيبه بكل دقة . تعجب المدير من إلمامه الشديد ، وحسن استيعابه للأمور . عندما استيقظ ، حزن جداً لأنه لم يذكر له شيئاً ، عن ترقيته التي تأخرت كثيراً . .
حين تقابلا في الطريق ، قالت لها : - ما أجمل كلبك ! - وأنت أيضاً . . ما أجمل كلبك ! وبعد أن تبادلاً الطرائف عنهما : - ماذا تفعلين معه فى أجازة الصيف - أتركه في مركز رعاية متخصص !
كان يجلس وحده فى الحديقة وفجأة حطت على أقرب غصن منه فراشة ذات ألوان متعددة . . البني والأصفر والأزرق . . راح يتأملها بكل حواسه ، ولم يعد يفكر في شئ آخر !
لم يكن يطيق سماع الموسيقى الصاخبة لذلك أحجم عن قبول الدعوة لكثير من الأعراس . . ذات ليلة ، قرر أن يصمد حتى نهاية العرس لكنه عاد إلى منزله مثقلاً بصداع شديد
عندما جاء صاحبه فى الموعد كان متأكداً أنه سيرد المبلغ الذي أخذه منه لكنه اندهش . . من طلبه مبلغاً آخر ! اعتذر مقسماً بأنه لا يملك شيئاً تركه الصديق ، وهو يقول لنفسه : ما أثقل تبعات الصداقة !
سقط الليل على القرية فأخلد أهلها كلهم للنوم . . أما هو فظل مؤرقاً يزعجه نقيق الضفادع ، وكلما حاول أن يتذكر شيئاً جميلاً فى حياته . . هاجمته لدغات البعوض !
كان أحب مكان إلى قلبه ذلك المنزل الكبير في آخر الشارع فإلى جوار السور ، قامت شجرة التوت الضخمة ، وفى فنائه . . قضى فترة الصبا مع أجمل فتاة . . بضفيرة !
بعد الفجر بساعة استيقظت الأسرة كلها على صراخ الخادمة الصغيرة . قيل إن ثعباناً لدغها ، وقيل إنه عقرب ، وقال البعض إنه فأر متوحش ! وحتى الآن . . لم يعرف أحد سبب وفاتها !
ذات يوم ، فوجئ الفلاحون بأن بالنيل قد تحول عن مجراه ، وراحت مياهه تتدفق فى الصحراء ، بدون نظام ! قال أحد الحكماء : - لابد أنه غضب من معاملتكم ! !
18 طرده الشحاذون من منطقتهم ، قائلين له : - إن رأيناك هنا مرة أخرى . . قتلناك جلس على ناصية شارع قليل المارة واستغرق فى نوم عميق عندما صحا . . وجد حجره مليئاً بالنقود !
19 في وسط الشلة سهر حتى منتصف الليل ضحك كثيراً واستمع لأكثر من مائة نكتة عندما عاد إلى المنزل لم يكن في ذهنه واحدة منها !
20 تمنى أن يصبح طبيباً كبيراً ذاكر ، واجتهد ، وتفوق ، حتى التحق بكلية الطب . توقع له الجميع مستقبلاً زاهراً لكنه ما لبث أن أبغض الدراسة ، واشتغل بالتجارة . أصبح الآن . . تاجراً كبيراً !
21 دخلت أشعة الشمس من شيش الشباك ، فراح يتأمل الكائنات الصغيرة ، التى تتماوج فيها . . قال لنفسه : - إلى هذا الحد يمتلئ الكون بالحركة ؟ ! وظل راقداً فى سريره !
22 حين ابتسمت له شعر بأن الكون لا يسعه ، وراح يتجول فى شوارع المدينة ، حتى منتصف الليل أدمن ذلك ، حين لاحظت أمه مدى النحول الذى أصابه قالت له : - إذا كنت تحبها يا بنى . . خطبناها لك لكنه أجاب : - أنا يا أمى لا أطيق الزواج .
23 كانت الشمس تتهيأ للغروب وعلى ناصية الشارع ، وقف عدد من الصبية يتحدثون . . وفى الشرفة المطلة عليهم ، راحت فتاة جميلة تنظر بوداعة إلى نهاية الشارع . .
24 أين القمر ؟ بحث عنه فى كل مكان . لم يجده من النافذة . . وفوق السطوح . . صعد إلى هضبة المقطم . . وانطلق بسيارته إلى صحراء الهرم . . وعندما سأل ، قالوا له : إن القمر لم يعد يظهر فى هذه المدينة !
25 لازمه شعور بالكآبة عدة أيام ضاقت الدنيا فى عينه ولم يعد يطيق الجلوس مع الأصدقاء نصحوه بتغيير الجو . . لكنه ذهب إلى المطار ، وراح يتأمل حركة المغادرين والقادمين !
26 - لماذا تبدو الشمس بتلك القوة ؟ - لأنها فى أقرب مكان للأرض - وماذا يحدث إذا اقتربت أكثر ؟ - يحترق كل شئ !
27 الهرم الأكبر . . لا يبدو كبيراً من بعيد وعندما تقف تحته ، تهولك ضخامته ، وإحكام بنيانه إنه بحق . . أكبر جبل صنعه الإنسان !
28 استدعته الأسرة عند الفجر أشرف على عملية الغسل ، واستخرج شهادة الوفاة ، وقاد مسيرة الدفن ، وتعاقد على إقامة السرادق ، وعند كتابة النعى . . لم يذكر اسمه أحد !
29 فى ركن المقهى ، جلس العجوزان يلعبان (الطاوله) كانت أيديهما معروقة ، وأصابعهما تحرك الزهر بعصبية . وعلى الرغم من شدة الضوضاء حولهما ، فقد استغرقا بالكامل فى اللعب . . تماماً كما كنا نفعل ونحن أطفال !
30 حملت فى كلتا يديها ما يزيد على عشرة كيلو من الفاكهة ، والخضار . . كانت تمشى بجدية واضحة والعرق يتصبب من جبهتها لم يلتفت أحد إلى جمالها !
31 حين وضع يده فى يد الشاب ، وغطاها المأذون بالمنديل ، بدأ يدرك أن مسئولية ابنته ستنتقل إلى شخص آخر ، وأن الحياة . . لا تستمر به وحده !
32 دق جرسُ الباب عدة مرات ، فلم يفتح . رنّ التليفون أكثر من مرة ، فلم يرد . ظل يفعل ذلك عدة أيام ، حتى ساد الصمت تماماً فى المكان ! 33 انصرف المشيّعون ، ولم يبق على قبره سوى شخصيْن غامضيْن من هما ؟ وماذا يريدان ؟ عجز تماماً عن الإجابة ، حتى بدآ هما يسألان . .
34 جاءه الصوت من أعماق الماضى صديق لم يره منذ ربع قرن وعلى الفور ، حدّد موعداً للقاء . . وذهب مشوقاً لسماع الكثير . . بعد نصف ساعة . . كان يود أن يرحل !
35 بعد أن زار كثيراً من المدن جلس فى الشرفة ، يتذكر عراقة لندن ، ورشاقة باريس ، ومآثر روما ، وحيوية كوالالامبور أما القاهرة ، فكان لها من كل ذلك نصيب !
36 فتح عينيه من حلم ، كاد يكون واقعاً ! وجد ضربات قلبه تتسارع ، والعرق يتصبب من جبهته : كان يحاول الهرب من عصابة تريد قطع رقبته !
37 كانت شلة الأصدقاء عائدة من الإسكندرية . وعلى الطريق السريع ، وجدوا سيارة مقلوبة ، وقد علاها الصدأ . سكتوا قليلاً ، ثم قال أحدهم للسائق - لماذا أبطأت السرعة ؟ !
38 أحب أغانيها منذ زمن طويل . . وكان يتابع أخبارها فى المجلات حتى أصبح متأكداً أنه يعرفها . . كما تعرف هى نفسها ! وفجأة قابلها فى إحدى الحفلات التف الجميع حولها أما هو . . فظل واقفاً يتأملها من بعيد
39 توتر الموقف فى مجلس الإدارة وانفعل رئيسه ، حتى أنه ضرب الطاولة بيده عدة مرات . . كان على كل عضو أن يرفع يده فى التصويت وهنا بدأت الحسابات تختلف ووافق المجلس بالإجماع !
40 تزوجها عن حب وراح يتباهى بذلك أمام الجميع وحين دب الخلاف بينهما أخفاه فى البداية . . ثم أصبح يعرض تفاصيله على كل من يقابله !
41 انتهت نشرة الأخبار ، بعد أن عرضت كل ما يحدث فى العالم . . راح يقارن بين (متعة التسوق) لدى نساء أوربا ، وبين أطفال إفريقيا على صدور أمهاتهم فى طوابير المعونة الدولية !
42 بعد أن أنجبت ابنتها ظلت معها حتى قوى عودها وصارت قادرة على تحمل مسئولية الوليد الجديد . . أصبحت تجلس وحدها فى النادى وتنظر طويلاً فى الخضرة الممتدة أمامها . .
43 رن المحمول ، فاستبشر خيراً لكنهم أخبروه بوفاة قريب . . رن مرة أخرى ، فأخبروه بمرض صديق . . رن ثالثة فظل ساكناً ، دون أن ينظر حتى ليعرف من يطلبه !
44 فى البداية ، كان يبغض النوم أثناء النهار ثم راح ينام ساعة بعد الغداء وأخيراً . . أصبح ينام فى أى وقت وفى أى مكان ! 45 كيف يكون الحال والإنسان على المعاش ؟ كان يود أن يجد من يخبره إلى أن حان الوقت وعاش الفترة بكل ما فيها ومن العجيب أن أحداً لم يسأله ، لكى يقدم له خلاصة التجربة ! 46 عاد من عمله ، فوجد الشجرة الكبيرة أمام المنزل قد سقطت ، وعمال البلدية يقطعونها بالمناشير . . تشاءم كثيراً فقد كانت من عمر ابنه الأكبر ! 47 ما أشد صمت القرية فى المساء ! لكن فى كل مكان ، يوجد دائماً عدد من السمار . هناك على حافة الترعة . . جلسوا يشربون الشاى ، ويتحدثون فى كل شئ حتى مطلع الفجر . . 48 حين ضاقت بها الحياة فى القرية جرّت بناتها الثلاث ، وحملت ابنها الرضيع . . وجاءت إلى القاهرة . وعلى تخوم حىّ راق جلست تشوى الذرة استلطفها الجميع ، وأصبحت السيارات تتوقف للشراء منها ! 49 ماذا يوجد فى التلفزيون ؟ برامج مسلية ، ومناظر طبيعية ، وفتيات حسناوات . إلى جانب . . أحداث دامية ومتحدثين ثقلاء وانتهاك لخصوصية الإنسان ! 50 كتب نجيب محفوظ كثيراً عن فتوات الأحياء الشعبية فى القاهرة . كنا نحسب أن ذلك هو طابع الزمن الماضى فقط . . 51 انخفض منسوب المياه فى البحيرة ، وصارت أشد ملوحة . ماتت الأسماك . وطفا الكثير منها على السطح . . رحل عنها الصيادون وراحوا يعرضون أنفسهم ، للعمل فى الحقول ! 52 منذ سنوات طويلة لم يشهد البيت الكبير حادثة واحدة سعيدة . عندما تمت خطبة الشاب للفتاة وانطلقت الزغاريد أدرك العجوز أن نهر الحياة يجدد نفسه بنفسه ! 53 هجم الشتاء قبل الموعد واشتدت برودة الليل أغلق نافذة الغرفة ، لعدة شهور وعندما فتحها وجد على حافتها . . زهرة يانعة 54 بدأ الشجار فى النادى ، وامتدت المعركة إلى خارجه . حوالى مائة شاب فى كل فريق ! وفى المنتصف سقط جرحى كثيرون . . عندما سألنا عن حقيقة الأمر ؟ قيل كالعادة إنه بسبب فتاة ! 55 قالت الأم : نسميها نسرين وقال الأب : جلنار وقال الطبيب : أخشى ألا تعيش . . لذلك عندما ولدت ، سمتها الجدة : عائشة ! 56 جلسا على شاطئ النيل يصطادان السمك قال الأول : - رسالة المبيدات صودرت فى الميناء ! وقال الثانى : - ومزايدة الدجاج ضاعت منى ! أما السنّارتان فظلّتا ساكنتين تماماً فى الماء 57 توالت المشاغل فلم يستمع لنشرة الأخبار خلال عدة أيام . عندما زار الطبيب اندهش من انضباط مستوى الضغط ونصحه بالتوقف عن تناول الدواء ! 58 خرج من السجن ، مصمماً على الانتقام ، من الثلاثة الذين أوقعوا به . . فوجئ بأن أحدهم قتل فى حادث ، والثانى طريح الفراش ، والثالث هجرته زوجته . . إلى ألدّ أعدائه ! 59 أمام الفيللا الجديدة ، جلس تحت التكعيبة كانت العناقيد تتدلّى وكلما انعكست عليها أشعة الشمس تلألأت حبّات العنب حدث نفسه قائلاً : - لم يكن الوصول إلى ذلك سهلاً على الإطلاق ! 60 قطرات الندى تنتشر على أوراق النبات وأشعة شمس الصباح تظهر وتختفى خلف غمام كثيف وراح يتنقل فى أرجاء الحقل مستحضراً زواج ابنه . . بعد بيع المحصول ! 61 تعاهدا على أن يتساندا معاً فى السراء والضراء . تحدث الكثيرون عنهما لكن عند ظهور أول فرصة ، هجر أحدهما الآخر ! 62 لأكثر من عشر سنوات . عاشت العجوز فى كوخ صغير . . على طرف الحىّ ، ولم تنزعج أبداً من معايشة ثعبان كبير كان يسكن أحد الثقوب ، وغالباً ما كان يطل برأسه . . من فتحته ! 63 فى حديقة الحيوان جلس يتأمل الأسد إنه حزين ومنكسر . . كما أنه يتحاشى النظر فى عيون المتفرجين ! 64 كانت جميلة جداً إلى حد أن أحداً من زملائها لم يفكر فى الزواج منها أما هى . . فظلت تنتظر أن يفاتحها أى واحد منهم ! 65 نظر إلى صندوق الأدوية على الكومودينو وجده يمتلئ بشرائط الضغط ، والسكر ، والروماتزم . . تساءل : هل حقاً أنه لن يعيش إذا أوقف تناول هذه الحبوب ؟ ! 66 فوجئ بسيارة فارهة تتوقف إلى جانبه فتح صاحبها له الباب ، فدخل . . كان أحد زملاء الجامعة استمع إلى قصة نجاحه وعند باب الحارة ، طلب منه أن يتوقف ، ومشى إلى منزله . . دون أن ينظر خلفه ! 67 كانت اللكمة أقوى مما يحتمل سقط على الأرض مغشياً عليه لم يستيقظ إلا فى المستشفى وكان أجمل خبر يسمعه أنهم قبضوا على الجانى ! 68 لم يشعر بأى تهديد على حياته لكنه وظف اثنين من البودى جارد تماماً كما يفعل منافسوه ! ذات يوم ، اقترب منه شخص قام الرجلان على الفور بإبعاده تبين أنه يستجدى شيئاً لطعامه ! 69 بمجرد أن سألتها أمها عن أحوالها انخطرت فى البكاء . . بعد أن هدأت ، قالت : - إنه لم يعد يحبها أكدت لها الأم أن هذا غير صحيح ، وأنه لا يمكن أن يتخلى عنها أبداً عادت ابتسامتها من جديد . . 70 تبدأ الحرب بالكثير من الثقة لكنها تنتهى دائماً باللوم ، واتهام كل فريق للآخر ، باتخاذ قرارات عشوائية وارتكاب أفعال لا إنسانية ! 71 عندما تقدم لخطبتها ، رفضوه تزوج وتزوجت صار لهما أبناء وأحفاد . . وعندما توفى زوجها لم تسمح له الأسرة أيضاً بتقديم العزاء لها ! 72 رسب عدة مرات أخرجوه من المدرسة ، وأصبح ميكانيكى سيارات امتلأ جيبه بالنقود وأصبح يدعو زملاء المدرسة فى يوم عطلته على الغداء ! 73 أسرّت لأختها الكبرى أنها تحبه وأوصتها جيداً بعدم إفشاء السر علمت أمها ، وأبوها ، وإخوتها الكبار . . منعوها من الخروج ، وألا تنظر من النافذة ! 74 أُعجب بعشرات النساء لكنه لم يحب سوى القليل . . وفى كل واقعة حب ، كان يمر قبلها بحالة ضعف ، أو مرض ، أو حرمان ! 75 تجمعت حول القمامة عشرات القطط . . وراح الأقوى يطرد الأضعف ارتفع المواء وزاد الصراخ ، حتى أقبلت الكلاب . . وبدأت معركة أخرى ! 76 منذ أودع المعلم السجن أصبح المقهى أشد ازدهاراً بفضل إدارة المعلمة عاونها أحد الصبيان بجدية حتى نال رضاها . . فتزوجته تركت له المقهى . . وعادت للمنزل ! 77 حل الربيع ، فتفتحت الأزهار من كل نوع خرج إلى الشرفة ، وملأ صدره بالهواء المنعش رن جرس التليفون ، فعاد لمتابعة البورصة من جديد ! 78 منذ الخمسين ، تجرى سنوات العمر أسرع مما كانت عليه قبلها ما أثقل حلول أعياد الميلاد . . على قلبه ! 79 منذ طفولتها وهى تبغض الفقر والإهمال لم تمض سنوات ، حتى كونت ثروة ، وصار يشار إليها فى المجتمع ومازال ألد أعدائها : الفقر والإهمال ! 80 قالت لصديقتها : إنها سوف تنفصل - لماذا ؟ - لم أعد أطيق الحياة معه - هل يوجد رجل آخر ؟ - أجل 81 فى عصر كل يوم كان يجلس أمام زوجته فى الشرفة يشربان الشاى ، ويلعبان الكوتشينه تعجب الأزواج ، وعايرتهم الزوجات ذات يوم . . فوجئ الجميع بأنه تزوج من أخرى ! 82 فى ليالٍ معينة ، تمتلئ السماء بالنجوم بعضها أشد لمعانا والكثير منها بعيدة ، ومنطفئة كان مستلقياً عل ظهره فوق السطح وراح يتساءل : - ماذا يوجد فوق هذه النجوم ؟ ! 83 تشاجرت المستشفى والمقبرة قالت الأولى - أنا أحافظ على صحة الناس - وأنا أستقبلهم منكِ ؟ 84 حين دخل عليه المكتب رأى إنساناً حطمته السنين والأمراض . راح يصغى إليه ، وهو يفكر فى نفس المصير ! 85 جاء يسعى لخدمة ابنه الوحيد استجاب لطلبه ، ونفذه على الفور خانت الرجل كلمات الشكر ، فبكى . . ما أجمل أن يسامح الإنسان أعداء الأمس ! ! 86 كان يتمنى أن يتولى الإدارة أى شخص . . سوى صاحبه وفجأة أقعده مرض طويل لم يكن يعوده فيه أحد . . سوى هذا الصاحب ! 87 ظل ساهراً طوال الليل يجهز سيناريو لقائها ويضع كل كلمة فى مكانها وحين رآها . . قالت له ببساطه إنها قد خطبت منذ أسبوع ! 88 بدأ الهجوم عليه من شخص واحد ثم زاد واتسع ، حتى خرج من محيط العمل وتناولته وسائل الإعلام ! ترك لهم كل شئ . . وهاجر إلى كندا 89 وقفت القطه على طرف الشرفة وراحت تنظر إلى المارة فى الشارع كان يهمها جداً أن تتابع الكلاب ، وزميلاتها من القطط الحرة ! 90 بعيداً عن أى تأثير ، قرر أن يقرأ التوراة والإنجيل والقرآن استغرقته التجربة أكثر من ثلاثة شهور بعدها جلس يتساءل : - لماذا يتصارع أتباع هذه الأديان ؟ 91 بعد رحلته الطويلة مع التلفزيون والفيديو والكمبيوتر ، عاد للراديو الترانزستور يصغى للأغانى القديمة ويستمع إلى نشرة الأخبار ! 92 ظل يتساءل عن سبب ارتباطها به : القوة ، أم الشهرة ، أم المال ؟ وعندما صارحها ، أقسمت : إنه الوحيد ، الذى منحها الحنان ! 93 سأل الأستاذ - لماذا ندرس التاريخ ؟ وتعددت إجابات التلاميذ : - لنأخذ العبرة من الماضى - لنفهم الحاضر - لكى لا نخشى من المستقبل . . 94 الفأر الذى تحاول الإمساك به يقاومك . . والقطة التى تحاول إبعادها عن ركنها . . تخربشك . . والحاكم الذى تسعى لإخراجه من قصره لا يتردد فى أن يقتلك ! 95 ما أجمل تمثال أبى الهول ! وجه إنسان وجسد أسد وهو ينظر إلى الأمام فى خط مستقيم ليس إلى أعلى . . وليس إلى أسفل ! 96 الشبان الذين تحرروا من الوظيفة الحكومية ، واشتغلوا بالعمل الحر يشبهون أولئك الذين خرجوا من كهف أفلاطون ، وشاهدوا الحياة على حقيقتها ! 97 - لماذا يستمر الظلم فى العالم ؟ سأل المريد شيخه فأجاب : - لكى يدرك البشر أنهم لا يعيشون فى أفضل عالم ممكن ! 98 ظلت المرأة تطلب من زوجها قسط الجمعية وزيادة مصروف البيت ، وتحدثه عن أحذية الأولاد ، حتى ضمها إلى صدره فسكتت تماماً . . عن الكلام ! 99 امتلأ بيت العمدة بالمعزين وتعالى من الخلف نواح النساء كان الحزن حقيقياً فالرجل كان حكيماً وكريماً وعادلاً أما شيخ البلد . . فقد راح يفكر فى المنصب الخالي ! 100 قبل أن أن يترك الإدارة بأسبوع عينه فى منصب كبير ، وبراتب محترم عندما جاء المدير الجديد فصله منه ! 101 مشى التلميذان جنباً إلى جنب ، يتحدثان . وفجأة سأل أحدهما : - لماذا انفصل والداك - لا أدرى سكتا قليلاً ، وازداد اقتراب أحدهما من الآخر ! 102 فى البداية ، كان يكره الرسم وذات يوم ، اشترى لوحة من معرض علقها فى المنزل ، وراح يتأملها طويلاً . . أدمن بعد ذلك شراء اللوحات ، وصار يتكسب منها ! 103 كان معروفاً عنه أنه يخاف من الأماكن العالية ! وعندما عرضوا عليه الوظيفة الكبيرة كان مكتبها فى الدور الثانى والعشرين ! لم يعد يتحدث عن خوفه لكنه أوصى عامل المكتب بإغلاق الستائر ! 104 كانت أقصى مناه أن يتزوج زميلته فى الجامعة وبعد أن تحقق حلمه تركها فى عش الزوجية ، وسافر للعمل فى إحدى دول الخليج ! 105 اهتز قارب الصيد بصاحبه ولم يكن معه أحد ، ليساعده فى جذب الشبكة من الماء . أما الشمس ، فقد ركزت أشعتها اللاهبهّ . . على جبهته . 106 بدأت الرحلة مريحة ، ورائعة وكانت الصحبة . . أجمل ما فيها بعد عدة أيام حل التعب على الجميع وأصبحنا نتوق للعودة إلى منازلنا ! 107 انطلق الباص بأقصى سرعة استولى الخوف على الأطفال ، والنساء . توجه بعض الرجال إلى السائق ، ورجوه أن يقود بهدوء لم يستمع إليهم . . حتى وقعت الكارثة ! 108 في النادي ، جلست مجموعة من النساء يتشاكيْن مما يفعله الأزواج بهن وبعد أن عرضت كل واحدة ما لديها وأجهشت بعضهن فى البكاء نادين على أولادهن . . وافترقن مبتسمات ! 109 صار متجهماً طوال الوقت وحين سألته عن السبب رفض أن يجيب وبعد إلحاح شديد أجاب بتلعثم : - أزمة صحية ! 110 من عادة الثعابين إذا التقى منها اثنان أن يقيس كل منهما حجم صاحبه . . والقاعدة : ألا يتصارعا إلا إذا كانا كفئين ! 111 الرفق بالحيوان فى مصر أكثر منه فى أوربا . . فالناس تطعم القطط والكلاب لكنها لا تحبسها فى المنازل ولا تتحدث عنها فى التلفزيون ! 112 كان يسكن فى الدور الخامس ويعانى من كثرة انقطاع المياه وفى وسط الشلة ، على المقهى راح يتأمل حركة الصبى الذى يرش الشارع بمياه الشرب !
113 تعطل الكمبيوتر فتوقف العمل تماماً . . فى المصلحة استمر الحال على ذلك عدة أيام حتى قال أحد الموظفين : - لماذا لا نعود إلى العمل بأيدينا ؟ ! 114 مضى وقت طويل حتى أدرك أن الحيوانات تعقل وأن بعضها أكثر ذكاء مما يتصور ثم مر وقت آخر أدرك فيه أن الجماد يموج من الداخل بالحركة والحياة ! 115 - لماذا نحب الأغانى ؟ - لأنها قد تكون جميلة ، ولكن فى الأغلب لأنها ترتبط بلحظات خاصة جداً فى حياتنا ! 116 عندما اشترى شقته الجديدة تمتع بالهدوء لمدة عام كامل ثم راحت البنايات ترتفع من حولها وخلاطات الأسمنت تعمل طوال الليل وأخيراً وضعوا مكبرات الصوت فى اتجاه غرفة نومه ! 117 مرت أكثر من عشر سنوات دون أن يلتقيا وأخيراً رآه فى سرادق عزاء كان ظهره قد تقوس وأطلق لحيته واستبدل بالميدالية الذهبية فى يده سبحة طويلة من الخشب ! 118 فى الشقة المطلة على القطار كان يسكن زوجان بدون أطفال ولم يلاحظ الجيران أحداً يزورهما على الإطلاق فقط عند المغرب . . كان الزوج يقرأ الجريدة والزوجة تنهمك فى التطريز ! 119 ظل يؤكد لها أنه لا يعيش إلا من أجلها وأن غيابه الطويل عنها من أجل تكوين نفسه ، لكى يتقدم بكفاءة إلى أهلها وفى إحدى المرات ، رحل . . ولم يعد ! 120 عاد إلى القرية بعد طول غياب وجد معالمها التى كان يعرفها قد اختفت ، والمبانى ارتفعت ، وعلى الجدران ، إعلانات لتأجير أفلام الفيديو !
انتهت فترة الدراسة وأقيم حفل التخرج ولم يكن يدرك الطلاب أنهم يودعون أجمل فترات عمرهم ، ويتجهون لمعاناة الحياة العملية ! 122 سألته بعد أن استلم عقد المحل : - ماذا ستفعل به ؟ - مطعم أفرنجى يبيع البيتزا ، والشاورمه ، والهامبرجر . . لم ينجح المشروع ، وتحول بهدوء لبيع الفول والطعمية ! 123 عانى كثيراً فى طفولته وكان شبابه قاسياً جداً وعندما اقترب من الشيخوخة بدأت الأحوال تتحسن ولكن الأمراض تراكمت فحجبت أشعة السعادة ! 124 كان الأربعة يعملون فى مكتب واحد ويتحاسدون فيما بينهم ولم يُسكت الحقد فى صدورهم سوى الوفاة المفاجئة لأصغرهم سناً ! 125 ظلت محتفظة بالسلسلة الذهبية التى أعطتها لها أمها يوم زواجها وكلما طلبتها إحدى بناتها اعتذرت بأنها تمثل ذكرى عزيزة حتى ولدت حفيدتها ، فألبستها لها ! 126 ظل يكره الشارع الذى يسكن فيه بسبب تعرج الأرصفة ، وكثرة الأتربة وتراكم القمامة . . وذات يوم ، قامت البلدية بسفلتته فصار من أنظف الشوارع وتحولت الكراهية . . إلى حب !
كان المجذوب يتجول حافياً ولا يستر جسده إلا ثوب قصير تبرك به أصحاب المحلات ، فكانوا يمنحونه المال والطعام وفجأة اختفى من الحى . . وقيل إنه شوهد فى موسم الحج ! 128 سكتت الأسرة كلها من المفاجأة حين أخبرها الأب أنه قرر بناء مقبرة . . - أين ؟ ولماذا ؟ وكم تتكلف ؟ لكن كثرة الوفيات بعد ذلك أثبتت كم كان حكيماً . . قرار الأب ! 129 عندما بلغنى أنه من أصحاب الطائرات الخاصة انسدت نفسى منه ولم أعد أريد أن أراه ، أو أسمع عنه لماذا ؟ لا أدرى ! 130 عشنا حتى وجدنا الأشياء تُعرف بغير أسمائها : فمقاومة الاحتلال : إرهاب ! والحصار الاقتصادى : عقوبات ذكية ! والفن الرخيص . . فيديو كليب ! 131 بعد الحرب العالمية الثانية ، نهضت ألمانيا بفضل معونة أمريكية وتقدمت اليابان بفضل رعاية أمريكية لكن . . ما رأيكم فى تقدم الصين ؟ ! 132 انتهى الأسد من تناول وجبته وأقبلت زوجاته مع الأشبال ، لتكمل على ما تبقى من الفريسة . . كان الوقت قريباً من الغروب ، والطيور . . لم تعد بعدُ إلى أعشاشها . 133 سأل المريد شيخه - ماذا أفعل إذا رغبت فى شئ ولم أستطع الحصول عليه ؟ - تحاول إخماد رغبتك ببعض قطرات من الزهد ! 134 تقع الحوادث فتهزنا بعنف وتكاد تزلزل الأرض من تحتنا ثم يتحرك بنا قطار الزمن فيبعدنا عنها وشيئاً فشيئاً ننسى تفاصيلها وأحياناً أسماءها ! 135 ركب كل منهما رأسه فتم الطلاق ! وعندما سألوها بعد ذلك قالت : - كان أطيب الرجال أما هو فقال : - لن أجد امرأه أخرى . . مثلها ! 136 استقبلوه بحفاوة وأجلسوه فى صدر السرادق تماماً بجوار المقعد المخصص لمندوب رئيس الجمهورية أحسّ بالزهو ولم يعد يفكر . . فى الموت ! 137 راحا يرشفان الشاى ، وكل منهما يفكر فيما سيقوله لصاحبه وفجأة نطقا فى وقت واحد : - هل كانت المواصلات صعبة ؟ وما لبث أن ذاب الجليد بينهما ! 138 تحولت كلمة المسئول فى اللهجة المصرية من الضد إلى الضد تماماً فهى تعنى موظف الدولة الذى يخضع لمساءلة القانون وأصبح يشار بها إلى الموظف الذى لا يحاسبه أحد ! 139 عمل ، وخطط ، ونافق من أجل الجائزة وبعد أن حصل عليها . . راح يهاجم الذين لم يهنئوه بها ! 140 كان قادة الحزب يتنافسون فيما بينهم ، وأحياناً يتخاصمون أما هو فقط ظل يقوم بدور حمامة السلام بينهم حتى جاء اليوم الذى أجمعوا فيه على اختياره رئيساً للحزب ! 141 كانت هوايتها الأثيره أن تتشفى فى مصائب الآخرين وأن توقع بين صديقاتها وأخيراً أصابتها فضيحة جعلتها موضع حديث الجميع ! 142 حين التحق للعمل بالقصر زادت أهميته فى الحى وكثر تودد الجيران . . لزوجته لكن أحداً لم يعرف أبداً مدى المعاناة ، والجحود ، واللامبالاة التى كان يعانى منها فى العمل !
حين قال له الأطباء : إنه السرطان ! لازم بيته لعدة أسابيع دون أن يرد على التليفون وفى لحظة فارقه . . قرر أن يتحدى ، ويعاود حياته من جديد . . مّرت عشر سنوات ، ومازال يعيش بيننا ! 144 طردها زوج أمها من المنزل ، بعد أن حاول اغتصابها ! ولم يفتح لها الأقارب أبوابهم اصطحبها أحد الرجال إلى مدينة الرذيلة وفيها أصبحت امرأة مشهورة كلما قابلت رجلاً سألها : - ما الذى قادك إلى هذا الطريق ؟ ! 145 كان يفكر فيها ، وهى تعيش فى قارة أخرى وذات يوم تساءل : - كيف يمكن أن يستمر الحب بينهما ؟ ! تلفن لها ، فوجدها تقول له : - هل تصدق أننى كنت سأتلفن لك فى نفس اللحظة ! 146 اشتهر بين أصدقائه بأنه لا يحب سوى مصلحته ولم يعرف عنه أنه ساعد أحداً منهم . . وعندما حان وقت سداد الدَّيْن واشتدت حاجته إليهم انصرفوا جميعاً عنه ! 147 فى ليلة شتوية ماطرة جلس على المكتب ، وقرر أن يكتب وصيته استعرض أقاربه وزملاءه ومعارفه لم يجد أحداً منهم يستحق . . أوصى بثروته لإحدى الجمعيات الخيرية ! 148 جلس فى الشرفة دون أن يتفرج على المارة فى الشارع أو يمد يده إلى كوب الشاى أو يتصفح الجريدة فقط . . راح يتابع السحب البيضاء وهى تتدافع بهدوء . . فى السماء ! 149 كان بيته فى القرية يطل مباشرة على النيل وكلما زاره زملاؤه فى المدينة اندهشوا من روعة المكان أما هو . . فكان قد تعود عليه إلى حد الملل ! 150 قالت وهى باكية : - هذه آخر مرة ترانى فيها سكت ، فاستمرت : - وسوف أرسل إليك كل هداياك ظل صامتاً ، فأضافت : - اسمح لى فقط . . أن أحتفظ بخاتم الفضة ! 151 فى الحياة توجد كائنات قوية ، وأخرى ضعيفة ومن طبيعة القوية أن تسحق غيرها . . أما الضعيفة فحسبها أن تتساند فيما بينها ! 152 يقال : إن العرب قوم بلا ذاكرة بمعنى أنهم لا يستفيدون من التاريخ والواقع . . أنهم لا يقرأون التاريخ أساساً لكى يستفيدوا منه ! 153 - ما الذى يهد الجبابرة ؟ - الزمن - ألا يوجد شئ آخر ؟ - دعاء المظلومين 154 الفرق بين الحالم والمتفائل يتوقف على المدى الزمنى الذى يضعه كل منهما لمشروعه . فالمتفائل يقول إن الوضع السىء قد يتغير غداً والحالم يقول : بعد عشرات السنين ! 155 - لماذا يموج العالم بكل هذه المظالم ؟ ! - ولماذا تموج الطبيعة بكل هذه الكوارث ؟ ! 156 - هل توجد وصفة سريعة للتخلص من الكآبة ؟ - أجل . . إذا استطاع الإنسان أن يتزود بقدر من الرضا فى المساء ، والقناعة طوال النهار ! 157 لا يعرف قيمة فراشه إلا مَنْ بات يتقلب طوال الليل على فراش الغربة ، ولا يعرف قيمة وطنه إلا مّنْ تشرد وحيداً فى أوطان الآخرين ! 158 ليس المهم فقط أن يحترم الصغير الكبير وإنما المهم أيضاً أن يحنو الكبير على الصغير فالاحترام والحنان وجهان لعملة واحدة تماماً مثل الأبوة والبنوة ! 159 فى اليوم الذى يعيد فيه المصريون الاعتبار لقيمتى النظام والنظافة سوف تصبح بلادهم أطيب مكان على ظهر الأرض !
160 لا يقطع قلبى مثل مشاهدة المظلوم ، الذى لا يقدر أن يبوح لأحد بشكواه تماماً مثل الحيوانات التى يقسو عليها أصحابها ، ولا تستطيع أن تشكو لهم . . أو منهم !
أسوأ المجتمعات الذى لا يحصل فيه المعلم على حقه من التكريم لقاء ما يقدمه لأبنائه من عصارة ذهنه ، واحتراق أعصابه !
162 يقال: أن الثقافة تبدأ بعد المدرسة لكننى أقول : إن الثقافة ينبغى أن تبدأ مع الإنسان . قبل المدرسة ، وأثناءها ، وبعدها . . الثقافة هى روح الحياة !
163 أفضل ما يمكن أن تحصل عليه من الحياة : صديق تناجيه ، وامرأة تحبها ، وعمل تتقنه ، ومجتمع تشعر فيه بالأمان !
164 مسكين مدرب كرة القدم : إذا انهزم فريقه ، انهال عليه لوم الجمهور ، وإذا فاز الفريق ، صفق الناس للاعبين وحدهم !
165 من قال : إن النسر ملك الطيور ؟ ! لو كان حقاً كذلك لامتنع عن أن يجعل طعامه وطعام أفراخه . . من لحوم رعيته !
166 عشت طويلاً أخاف من الأماكن المظلمة حتى اكتشفت أخيراً أن ظلمة بعض صدور البشر أشد وحشة من ظلمة بعض الأماكن ! 167 متى يقلع المصريون عن استخدام الحيوانات فى العمل ؟ أتمنى أن يحدث ذلك لأن الآلة عندما حلت محل الحيوانات حررت تلك المخلوقات . . من عبودية الإنسان !
168 لم نكن نعرف من قبل سوى مصطلحى الحرب والسلام الآن أضيف إليهما الإرهاب والأمن وهكذا كلما تعقدت الحضارة ظهرت مصطلحات . . تكاد تفقدنا شهية الطعام !
169 - كيف نتخلص من الكراهية ؟ - إذا تعودنا أن نسامح أنفسنا حينئذ سوف تتسع صدورنا لمسامحة الآخرين ! 170 الصوفية قوم نحبهم ونحسدهم نحبهم لأنهم لا يتنافسون معنا على زخارف الدنيا ، ونحسدهم لأنهم يتحدثون أمامنا عن سعادة روحية . . لا نستطيع أن نجاريهم فى الوصول إليها !
171 يدهشنى أننا جميعاً نطالب بعضنا بالحوار وعلى الرغم من ذلك فإن كلا منا لا يمارس الحوار مع نفسه ، قبل أن يمارسه . . مع الآخرين !
172 المجتمعات نوعان : أحدها مثل النمل ، لا يعمل إلا لمصلحة نفسه ، والثانى مثل النحل ، يعمل لفائدة الآخرين ! 173 طبائع الحيوانات موجودة فى الإنسان فهناك من يشبه الأسد . . فى عزة النفس ، ومن يشبه الفيل فى الوقار ، ومن يشبه الدب فى الشراسة ، ومن يشبه الضبع . . فى الدناءة !
174 سيظل سقوط الحضارات وقيامها يثيران فى النفس الكثير من الحزن والأمل : الحزن على تجربة الإنسان الفاشلة ، والأمل . . فى إمكانية نجاحها من جديد !
175 أروع ما فى قصة إيزيس وأوزوريس مغزاها الذى يؤكد أن التمسك بالحق لابد أن ينتصر ، وأن المثابرة نتيجتها النجاح ، وأن إحياء الموات . . ممكن !
176 فرحة العروس واحدة لا فرق بين من يقام زفافها فى حارة برجوان ، أو فى قرية مشتول السوق وبين من يقام فى فندق خمسة نجوم المهم بعد ذلك : هو كيف تستمر الفرحة ؟
177 الذى يعقّ والديه يعقّه أولاده . تلك قاعدة منضبطه ويبدو أنها فعلاً من قوانين العدالة الإلهية ! 178 فى كل أنحاء العالم يجعلون المدافن فى أماكن بعيدة أو منفصلة تماماً عن الأحياء السكنية أما فى مصر فالحياة والموت صنوان يتجاوران ، ويتلاصقان . . وأحياناً يتداخلان !
179 لا يستطيع أن يفهم لغة الحصان سوى فارسه ، ولا يستفيد من خيرات الحقل سوى من يفلحه ، ولا تذهب أرباح التاكسى . . إلا لمن يسوقه !
180 ساكنو الأدوار العليا يتمتعون بالهواء . أما الماء . . فهو من نصيب أصحاب الأدوار السفلى!
181 مات الملك مينا نتيجة عضة من فرس النهر (سيد قشطه) وانتحرت كليوباتره بلدغة الأفعى أما شجرة الدر فقد قتلت بالقباقيب ما أشد التنوع فى مملكة الإنسان !
182 المجتمع المتقدم مثل الجسم الصحيح كل عضو فيه يؤدى وظيفة محددة ولا يتدخل فى عمل عضو آخر هل وجدت الأذن تدعى النظر ؟ ! أو العين تدعى السمع ؟ !
183 من أعجب الحكمة أن الله تعالى وهب الإنسان العقل الذى كلما ملأه بالعلم ازداد صحة ، كما وهبه المعدة ، التى كلما ملأها بالطعام ازدادت مرضاً!
184 يقال : إن السياحة هى السلعة الوحيدة التى لا يغرم المجتمع فى صنعها وهذا وهم كبير فالسياحة تحتاج إلى شعب يحسن استقبال الزائرين . . كما يحسن وداعهم ! 185 لا يتحدث عن الأخلاق عادة سوى الضعفاء كما لا يطالب بالعدالة الاجتماعية سوى الفقراء !
186 - كيف يمكن للإنسان أن يعض اليد التى ساعدته ؟ ! - ومن قال : إن الذى يفعل ذلك أصلاً إنسان ؟ !
187 الإنسان المثقف هو الذى لا تصدمه الآراء المخالفة ، ولا وجهات النظر الأخرى لأن همه الأساسى أن يعرف قدراً ولو بسيطاً عن كل شئ !
188 هناك علامتان لمعرفة الصديق الحقيقى من المزيف : الشهامة عندما يسلفك نقوداً، والخجل حينما يطالبك بسدادها ! 189 الذى يركب حصاناً يسمى : فارساً أما الذى يركب حماراً فلا يسمى إلا . . راكب حمار !
190 لماذا سميت القناطر بالخيرية ؟ هل لأنها من أعمال الخير ؟ أما لأنها تفيض بالخير على منطقة الدلتا كلها ؟ !
191 قيل لأحد قدماء المصريين من كبار الموظفين : - لماذا لا تبنى منزلك على النيل مباشرة ؟ - لأن متعتى به طوال العام لا تساوى لحظة واحدة من فجيعتى فيه عندما يطيح به الفيضان !
192 الطريق إلى النجاح ملئ بالأشواك فى حين أن طريق الفشل مفروش غالباً بالورود !
193 - لماذا يبدو البخيل دائماً مقطب الوجه ؟ - لأنه يدرك جيداً أن الوجه البشوش هو الذى يدفع الناس إلى الطمع فى صاحبه !
194 التلفزيون وحش صغير ربيناه فى بيوتنا وعندما كبر استولى علينا حين نتعب منه ونغلقه يسرع الأصدقاء بإخبارنا . . عن كل ما شاهدوه فيه !
195 طباع النباتات موجودة أيضاً فى الإنسان هناك من ينهض معتمداً على نفسه وهناك من لا يصعد إلا من خلال التسلق على غيره !
196 كان الشجاع فى الزمن الماضى هو الذى يمتطى حصاناً ، ويشهر سيفه فى وجه خصمه أصبح الشجاع الآن هو من يوقع خصمه فى أزمة اقتصادية !
197 عاد من رحلته الطويلة فى آسيا وجلس يستعرض ما رآه من حيوية شعوبها ، ودماثة أخلاقهم وكان أهم ما لاحظه عدم ملء بطونهم . . بالطعام !
198 راح الفتيان الثلاثة يتحدثون عن المستقبل قال الأول : سأكون ضابطاً وقال الثانى : مهندساً وقال الثالث : طبيباً ومن الغريب أنهم أصبحوا جميعاً . . من رجال الأعمال !
199 فاجأت صديقاتها بخبر خطوبتها - كيف حدث ذلك ؟ - بسرعة لم أكن أتوقعها - ماذا يعمل العريس ؟ - فى السلك الدبلوماسى - وكيف سيكون وقع الخبر على صاحبنا ؟ ! - هو حرّ . . أعتقد أنه أضاع الفرصة !
200 جلس الخمسة حول المائدة : الأب والأم ، وثلاثة أبناء وأمامهم دجاجة واحدة . . كان عليهم أن يقتسموها فيما بينهم !
201 قدمته المذيعة على أنه خبير فى الشئون الاستراتيجية بدأ يتحدث بكلام كبير ، لاحظ أن المذيعة لا تتابعه . . تحول للحديث ببساطة عن هموم الحياة اليومية !
202 فى آخر العمر وعندما يسقط الليل ، ويحل الظلام كان يجلس فى منطقة ، بين اليقظة والنوم . . ويحاول أن يستحضر ما مرّ به من لحظات السعادة والشقاء ، والحب والبغض ، والنجاح والفشل . . كل ذلك لم يكن يستحق !
203 سئم نوح عليه السلام من عناد قومه فى عدم قبول الحق بعد أن ظل يدعوهم إليه ما يقرب من تسعمائة سنة ! ونحن نغضب ممن يعاندنا . . خلال جلسة واحدة !
204 مر الشحاذ على رواد المقهى فأعطاه من أعطاه ، واعتذر له الباقون وكان بجوارى رجل يتناول إفطاره فعرض عليه سندوتشاً لكن الشحاذ رفض بشدة قائلاً إنه لا يأخذ طعاماً !
205 بعض المقاهى تغالى كثيراً فى أسعارها وعندما علم رب الأسرة بأن ثمن فنجان القهوة ستة جنيهات وربع طلب من الجرسون فنجانين فقط ، له ولزوجته وأضاف قائلاً : إن أبناءه الأربعة صائمون !
206 عندما دخلت السائحتان المطعم صارتا بسبب ملابسهما القصيرة جداً موضع نظرات الجميع ! ثم بعد فترة وجيزة راحتا تتفحصان ملابس المحتشمات ، وتتعجبان !
207 أوصلها زوجها بالسيارة الفارهة إلى المقهى مع أطفالهما الثلاث . . ومضى جلس الأطفال لفترة هادئين ثم راحوا يلهون بين المقاعد لاطفهم أحد الجالسين فابتسمت الأم الشابة دخل معها فى حوار طويل . .
208 دخلا المطعم واجميْن أما هى فكانت جميلة جداً وأما هو . . فقد راح يتابع بغضب كل مَنْ ينظر إليها . فلا هو أسعدها ولا تركها تسعد الآخرين !
209 المتزوجون هم الذين يقبلون العالم كما هو نهار وليل ، صحة ومرض ، سعادة وشقاء . . أما غير المتزوجين فهم الذين يصممون على رؤية جانب واحد من العالم
210 صاح الديك قبل الفجر بساعتين قال الرجل لزوجته : - هذا الديك يحتاج إلى بطارية جديدة وإعادة ضبط !
211 فى المقهى الذى أفضله على كورنيش الإسكندرية قدم شابان بصحبة فتاتين شاب وفتاة طويلان والآخران قصيران ومن الغريب أن الحديث الحميم أخذ يجرى بين الطويل والقصيرة ، وبين الطويلة والقصير !
212 نظرت السيدة لنفسها فى المرآة وحين وجدت جمالها يتلألأ قالت : هل يمكن لزوجى أن يعجب بامرأة أخرى ؟ ولم تكن تدرك المسكينة أن زوجها لا يجد متعته الكاملة إلا فى أحضان الخادمة !
213 كان فى الحديقة بلبل يجيد الغناء حاولت كل الطيور الأخرى أن تنافسه أو حتى تقلده فلم تستطع وبدلاً من أن تكون خلفه جوقة موحدة راحت تصخب عليه حتى سكت عن الغناء !
214 جوز أو فرد ؟ يعرضها عليك بائع الفستق على كورنيش الإسكندرية يمسك بكفه عدة حبات وأنت تختار عددها فإن خرج كما قلت كسبت كمية من الفستق وإلا خسرت مبلغاً من المال فى اليوم الأول الذى تعلمتها كسبت كثيراً وفى اليوم الثانى كان المكسب متواضعاً أما فى اليوم الثالث فقد خسرت عندها أدركت أنها الخطوة الأولى على طريق القمار !
215 السرعة . . كانت هى الحد الفاصل فى انقراض الحيوانات الضخمة وبداية عصر جديد من الحيوانات الصغيرة والسريعة التى لا تمكث لحظتيْن فى مكان واحد .
216 عندما تعلم الإنسان كيف يبيع ويشترى كان يتعلم فى نفس الوقت كيف يخدع ، ويغش ، ويناور . .
217 كان من المقدور أن أكتب بالعربية أبناء لغتى لا يقرأون بها وأبناء اللغات الأخرى لا يترجمون منها وهكذا بقيت فى مكانى . . حيث لا يسمعنى أحد !
218 الإنسان لا يدرك حجمه الصغير إلا أمام البحر والجبل ومع ذلك ، فقد ظل يحاول التغلب عليهما حتى اخترع الطائرة التى رفعته كثيراً فوقهما ! !
219 هناك بيوت لا يدخلها الموت إلا مؤخراً لكنه عندما يدخلها مرة فإنه يعاود زيارتها عدة مرات !
هناك شعوب تعشق الرقص والغناء وشعوب لا تعرف سوى الحزن والبكاء وهناك نوع ثالث من الشعوب التى تفرح فى مصائب الآخرين !
|
آخر تحديث الجمعة, 18 أكتوبر 2019 14:29 |