الثورة ومتطلباتها طباعة
كتبها د.حامد طاهر   
السبت, 10 نوفمبر 2012 20:02

 


الثورة ومتطلباتها
الجمعة، 14 سبتمبر 2012
د . حامد طاهر

الثورة فى تعريفها البسيط جدا : انفجار الغضب الشعبى ضد النظام القائم بسبب مافيه من ظلم وعسف واستبداد . ولان النظام القائم يكون دائما مستغرقا فى اوهام السلطة التى يمسك بهراوتها فى يده ، فانه لايدرك تماما درجة غليان الماء فى القدر ، ولايكاد يقيم اعتبارا لاحتجاجات المعارضين السياسيين له ، ولذلك عندما تقوم الثورة يقال انها فاجأت الجميع ، لكنها فى الحقيقة لم تفاجئ الا اولئك المستبدين الذين عزلوا انفسهم ، وصموا اذانهم عن انين الشعب واوجاعه . وهكذا عندما تهدا الامور قليلا ، ويمضى وقت ليس بالطويل نبدا فى وضع ايدينا على مواطن الفساد التى كانت وراء الغضب الشعبى الذى فجر الثورة .
ومن الواضح ان هذا القانون الاجتماعى يصدق تام الصدق على ثورة 25 يناير 2011 ، التى بداها الشباب ، ولحقت بها سائر الجماعات والاحزاب ، ومعهم جموع الشعب المقهور ، فاسقطت راس النظام وعصابته الفاسدة . وقد تم ذلك بحصيلة الف شهيــد ، وخمسة الاف مصاب ، الى جانب مايقرب من خمسة عشر الف معتقل .. لكن الثورة المصرية ظلت ترفع شعار " السلمية " فلم تقتل  ، او تخرب ، او تحرق .. بل هى التى كانت تكنس ميدان التحرير وتنظفه ، كما انها طالبت بمحاكمة رموز النظام السابق من خلال محاكم مدنية ، وليست ثورية او استثنائية .
لقد استحقت الثورة المصرية ثناء العالم كله ، وسوف تتجزر فى التاريخ الحديث باعتبارها واحدة من اهم الثورات البيضاء والنظيفة بل والحضارية ، اذا صح اطلاق هذا الوصــف عليها .
والسؤال الان : ماالذى يستحقه الشعب المصرى الذى قام بهذه الثورة الرائعة ؟ انه يستحق اولا : تنحية كل رموز الفساد ، سواء كانوا موظفين تنفيذيين ، او رجال تشريع ، ام كانوا رجال اعمال ممن حصلوا على اموال الشعب واراضيه بغير وجه حق . ثانيا : رفع مستوى معيشة افراد الشعب المصرى من خلال رفع رواتب الموظفين ، وارساء العدل فى نظام المعاشات ، وبسط مظلة التامينات الاجتماعية على الجميع . ثالثا : وفى مجال الصحة ، ينبغى ان تضمن الدولة العلاج اللازم والدواء المقرر لكل مواطن لايقدر عليهما . رابعا : النهوض بالتعليم الذى قصرته الحكومات السابقة على تخريج جيش من الموظفين الاداريين وليس كفاءات بشرية تقتحم مختلف مجالات العمل الخاص والاقتصاد الحر . خامسا : ازالة كل انواع واشكال الظلم الاجتماعى الذى يسحق الطبقة الفقيرة فى المجتمع ، ويجعلها تعيش عالة على الطبقة المتوسطة التى تاكلت تماما خلال الستين سنة الماضية . سادسا : التحول الاستراتيجى من مفهوم الاقتصاد فى خدمة السياسة الى المفهوم المضاد والاصح وهو : السياسة فى خدمة الاقتصاد . وقد دعا الى ذلك المرحوم احمد لطفى السيد فى مقال نشر سنة 1913 . سابعا : اقامة علاقات متوازنة مع كل دول العالم ، مع التركيز على التحالفات الاقليمية النافعة لمصر ، ومنها – كما سبق ان دعوت – انشاء تحالف اقتصادى كبير يجمع  بين ( مصر وتركيا وايران ) .

آخر تحديث السبت, 28 فبراير 2015 00:27