الحادث.. وسواقى الكلام |
كتبها د . حامد طاهر |
الثلاثاء, 04 يناير 2011 19:05 |
الحادث .. وسواقى الكلام فى اول يناير 2011 )
بقلم د . حامد طاهر
والمشكلة هنا أنه كلما وقعت حادثة إرهابية فى أى مكان فى العالم ارتفعت أصوات الإدانة والتنديد ، وجرى الحديث قليلاً عن الظاهرة فى نتائجها دون البحث العميق عن مسبباتها ، ولا عن كيفية المواجهة المجتمعية الشاملة لها . وقد نلاحظ أن الدول كلها وبدون استثناء قد أصبحت تلقى بمسئولية هذا الملف على أجهزة الأمن ، التى تحاول التصدى ، وتقوم بجمع الأشلاء ، ولكنها حتى الآن لم تستطع تجفيف المنابع، ولا اجتثاث الجذور ! إن الارهاب – أيها السادة – تقف وراءه فكرة ومعتقد ، وتدفعه للعمل أسباب وظواهر ، وتساعده على التنفيذ أفراد وفئات لها مصالح ، كما يتيح له فرصة التخفى والاختباء تعاطف من الوسط الذى يوجد فيه ، ويحتمى به . وهذه هى أبعاد الحقيقة التى لا يريد أحد أن يواجهها بصراحة ، وغالبا ما يتهرب القائمون على وسائل الإعلام من طرحها للمناقشة . وبالطبع هناك العديد من البحوث والدراسات القيمة ، التى وضعت يدها على مكمن الخطر ، وحاولت تشخيص الظاهرة الارهابية ، بل واقترحت حلولاً مناسبة لها . لكن الدول والمجتمعات ما زالت غافلة أو متجاهلة لهذه الدراسات ، وفى كل مرة يقع حادث إرهابى بغيض تتحرك سواقى الكلام الهلامى ، والانفعالات المتأججة ثم ما تلبث أن تتوقف بعد لحظات .. والخلاصة : هل تريدون مواجهة الإرهاب ؟ إذن تعالوا نجلس سويا لبحث أسبابه ودوافعه ، وبيان مدى تطوره وانتشاره ، ومحاولة التعرف على داعميه ومشجعيه ، مع عدم إغفال من يستفيد أخيرًا من جرائمه .. ثم تأتى بعد ذلك مرحلة وضع الحل ، الذى ينبغى أن يشارك فيه الجميع ، وأن يقوم كل فرد ودولة بمسئوليته المحددة تجاه هذا الخطر الداهم ، والذى قلت فى بداية التسعينات من القرن العشرين إنه سوف يستمر إلى منتصف القرن الحادى والعشرين ، وأنا أقول الآن : ربما امتدّ إلى أبعد من ذلك .
|
آخر تحديث الأربعاء, 24 يونيو 2015 23:20 |