مدخل العالم فى هذه اللحظة |
كتبها د . حامد طاهر |
الجمعة, 31 ديسمبر 2010 17:09 |
العالم في هذه اللحظة
من هذا المنطلق، سوف أحاول أن أرسم هنا ملامح تلك الصورة الحالية عن عالمنا المعاصر، وهو يصارع أزماته، ويحاول أن يتصدى لحل مشكلاته، ويتطلع مع ذلك لتحقيق آماله وطموحاته. فإذا بدأنا بالسيدة الأولى في العالم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وجدناها بعد انتهاء عهد بوش الكئيب تمر بأزمة مالية واقتصادية طاحنة، فقد أفلست فيها حتى كتابة هذه السطور (72) مؤسسة مالية كبرى، وانهارت فيها صناعات عملاقة أشهرها صناعة السيارات، وزادت نسبة البطالة عن معدلاتها بكثير، وهبط مستوى حياة الأسرة الأمريكية هبوطًا حادًا، جعلها تضغط نفقاتها، وتستبعد الكثير من الكماليات. ومع ذلك كله، فمازالت أمريكا مشتبكة في حرب يائسة ضد ما يسمى بالإرهاب في أفغانستان، كما أنها مازالت عالقة في مستنقع العراق، الذي جاءت إليه للإصلاح، فأفسدت فيه كل جوانب الحياة! وفي المقابل، بدأت (روسيا- بوتين) تقف من جديد على قدميها، وتحاول استعادة مجدها العسكري في الأقل، ولم يعد يهمها أن تلقي الرعب ببعض تصريحاتها في كل الدول الأوربية التي تقع في مرمى صواريخها، بل أن تتحرك عسكريا لتأديب إحدى جارتها وهي جورجيا. ولم يعد خافيا مدى الخلاف بين أمريكا التي (تريد) أن تكون القطب الأوحد في العالم، وبين روسيا التي لا توافق أبدا على تلك الإرادة. أما الدول الأوروبية في القارة العجوز، فقد أنهكتها هي الأخرى الأزمة الاقتصادية والمشكلات القديمة والمحلية، وكانت تظن أن انضمامها للاتحاد الأوربي يجعل منها قوة كبرى ولكنها كانت مخطئة، فالاتحاد في مجمله ضعيف، والشعوب الأوروبية نفسها غير مرتاحة له. وأسوأ عيوبه أنه أفقد كل دولة فيه شخصيتها السابقة، ولم يعد بمقدروها أن تتحدث بنفسها عن أي مشكلة في العالم إلا من خلال منسق للسياسة الخارجية يشبه مندوبي التعازي في سرادقات الموتى! أما في مشرق العالم، فهناك العملاق الذي كان نائما، ثم صحا وبدأ العمل الجاد بكل همة ونشاط، حتى أصبح يمثل إحدى أكبر القرى الاقتصادية في العالم، وهو الصين. وأهم ميزات الصين موقعها الجغرافي البعيد، وتماسك شعبها، تم التهديد المباشر لبعض الدول التي تساندها أمريكا مثل اليابان وكوريا الجنوبية، ولذلك فإن أمريكا حاليا تسعى لمزيد من التقارب مع الهند في مواجهة الصين، لكن الهند رغم نجاحها في المجال الفضائي، وبعض ميادين الإلكترونيات مازالت مثقلة بأعباء التنمية الاجتماعية، وأهمها حالة الفقر الشديد لدى غالبية أفراد الشعب! فإذا جئنا بعد ذلك إلى المنطقة العربية، وجدناها- في هذه الأيام- هادئة جدا ومستقرة، ولا يعكر صفوها سوى التهديدات الإسرائيلية الصادرة من حكومتها الجديدة المتعصبة. وإذا كان لكل فعل رد فعل فإن التعنت الإسرائيلي يقابله تشدد عربي بل وتماسك في المواقف إلى جانب غضب فلسطيني لا يهدأ.. ومع الأسف، لا تريد أمريكا، التي أبعدت كل وسطاء التسوية وانفردت هي وحدها بها، أن تساعد في حل المشكلة الفلسطينية، بل الواضح أنها حريصة على أن يستمر الوضع كما هو عليه، لكي لا تتفرغ البلاد العربية لتحقيق رغبتها في التنمية، التي هي في واقع الأمر تمثل تهديدًا للمصالح الأمريكية والأوروبية! * * *
العالم في هذه اللحظة
من هذا المنطلق، سوف أحاول أن أرسم هنا ملامح تلك الصورة الحالية عن عالمنا المعاصر، وهو يصارع أزماته، ويحاول أن يتصدى لحل مشكلاته، ويتطلع مع ذلك لتحقيق آماله وطموحاته. فإذا بدأنا بالسيدة الأولى في العالم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وجدناها بعد انتهاء عهد بوش الكئيب تمر بأزمة مالية واقتصادية طاحنة، فقد أفلست فيها حتى كتابة هذه السطور (72) مؤسسة مالية كبرى، وانهارت فيها صناعات عملاقة أشهرها صناعة السيارات، وزادت نسبة البطالة عن معدلاتها بكثير، وهبط مستوى حياة الأسرة الأمريكية هبوطًا حادًا، جعلها تضغط نفقاتها، وتستبعد الكثير من الكماليات. ومع ذلك كله، فمازالت أمريكا مشتبكة في حرب يائسة ضد ما يسمى بالإرهاب في أفغانستان، كما أنها مازالت عالقة في مستنقع العراق، الذي جاءت إليه للإصلاح، فأفسدت فيه كل جوانب الحياة! وفي المقابل، بدأت (روسيا- بوتين) تقف من جديد على قدميها، وتحاول استعادة مجدها العسكري في الأقل، ولم يعد يهمها أن تلقي الرعب ببعض تصريحاتها في كل الدول الأوربية التي تقع في مرمى صواريخها، بل أن تتحرك عسكريا لتأديب إحدى جارتها وهي جورجيا. ولم يعد خافيا مدى الخلاف بين أمريكا التي (تريد) أن تكون القطب الأوحد في العالم، وبين روسيا التي لا توافق أبدا على تلك الإرادة. أما الدول الأوروبية في القارة العجوز، فقد أنهكتها هي الأخرى الأزمة الاقتصادية والمشكلات القديمة والمحلية، وكانت تظن أن انضمامها للاتحاد الأوربي يجعل منها قوة كبرى ولكنها كانت مخطئة، فالاتحاد في مجمله ضعيف، والشعوب الأوروبية نفسها غير مرتاحة له. وأسوأ عيوبه أنه أفقد كل دولة فيه شخصيتها السابقة، ولم يعد بمقدروها أن تتحدث بنفسها عن أي مشكلة في العالم إلا من خلال منسق للسياسة الخارجية يشبه مندوبي التعازي في سرادقات الموتى! أما في مشرق العالم، فهناك العملاق الذي كان نائما، ثم صحا وبدأ العمل الجاد بكل همة ونشاط، حتى أصبح يمثل إحدى أكبر القرى الاقتصادية في العالم، وهو الصين. وأهم ميزات الصين موقعها الجغرافي البعيد، وتماسك شعبها، تم التهديد المباشر لبعض الدول التي تساندها أمريكا مثل اليابان وكوريا الجنوبية، ولذلك فإن أمريكا حاليا تسعى لمزيد من التقارب مع الهند في مواجهة الصين، لكن الهند رغم نجاحها في المجال الفضائي، وبعض ميادين الإلكترونيات مازالت مثقلة بأعباء التنمية الاجتماعية، وأهمها حالة الفقر الشديد لدى غالبية أفراد الشعب! فإذا جئنا بعد ذلك إلى المنطقة العربية، وجدناها- في هذه الأيام- هادئة جدا ومستقرة، ولا يعكر صفوها سوى التهديدات الإسرائيلية الصادرة من حكومتها الجديدة المتعصبة. وإذا كان لكل فعل رد فعل فإن التعنت الإسرائيلي يقابله تشدد عربي بل وتماسك في المواقف إلى جانب غضب فلسطيني لا يهدأ.. ومع الأسف، لا تريد أمريكا، التي أبعدت كل وسطاء التسوية وانفردت هي وحدها بها، أن تساعد في حل المشكلة الفلسطينية، بل الواضح أنها حريصة على أن يستمر الوضع كما هو عليه، لكي لا تتفرغ البلاد العربية لتحقيق رغبتها في التنمية، التي هي في واقع الأمر تمثل تهديدًا للمصالح الأمريكية والأوروبية! * * *
|
آخر تحديث الجمعة, 29 مايو 2020 15:59 |