بريطانيا والعالم الاسلامى |
كتبها د . حامد طاهر |
الثلاثاء, 28 ديسمبر 2010 22:57 |
بريطانيا والعالم الإسلامي
بقلم د . حامد طاهر
لا يوجد بلد غربي استفاد من خير المسلمين مثلما استفادت بريطانيا، كما لا يوجد بلد غربي أفسد فى حياة المسلمين مثلما فعلت بريطانيا ، والدليل على ذلك أنها بدأت بإسقاط الدولة المغولية (الإسلامية) فى الهند ، ثم ضمتها إلى ممتلكاتها بصورة غير شرعية حين أعلنتها إمبراطورية فى عام 1876م، ونصبت عليها ملكة انجلترا . ولكي تؤمن طريقها إلى هذه القارة المليئة بالخيرات الطبيعية ، والأيدي العاملة الرخيصة ، كان عليها أن تغتصب ما يسمى بمنطقة الشرق الأوسط من الدولة العثمانية ، التى كانت قد بدأت تدخل فى دور الضعف ويطلق عليها اسم : "الرجل المريض" وفى عام 1882م احتلت بريطانيا مصر ، وطمعت فى السودان (83-1898) ، وعقب الحرب العالمية الأولى 1919م وضعت يدها على العراق وفلسطين ، وأنشأت إمارة شرق الأردن تابعة لها . يقول مثل عالمي شهير : إن الأسد ليس إلا عدة خراف مهضومة . وقد كان الأسد البريطاني بالفعل تطبيقًا لهذا المثل . فبريطانيا ليست هى أغنى الدول الأوربية ؛ بل أنها أبعد من غيرها عن العالم الإسلامي ، فهي ليست مثل إيطاليا أو فرنسا ، ومع ذلك فقد جاءت من جزيرتها البعيدة لتحتل عالمًا بأكمله ، واستطاعت بقوتها حينًا ، وخداعها للمسئولين فى المنطقة أحيانًا أخرى من فرض سيطرتها خلال قرنين كاملين من الزمان . فإذا جئنا إلى مشكلة فلسطين ، أو بالأحرى مأساتها ، وجدنا أن بريطانيا هى المسئولة بالكامل عن تسليمها لليهود ، وإجبار أهلها على أن يتركوها لهم . وفى الوقت الذي كانت تبتسم فيه للعرب خلال الحرب العالمية الأولى ، كان بلفور وزير خارجيتها يقدم وعده الشهير لليهود بموافقة بريطانيا على إنشاء وطن قومي لهم فى هذا المكان .
|
آخر تحديث الأحد, 01 فبراير 2015 15:04 |