حكاية الديموقراطية فى العالم |
كتبها د . حامد طاهر |
الثلاثاء, 28 ديسمبر 2010 22:44 |
حكاية الديمقراطية في العالم
بقلم د . حامد طاهر
وعندما سقطت اليونان تحت قوة روما العسكرية ، تبنت هذه الأخيرة الديمقراطية ، ولكن بأسلوبها الخاص ؛ مخصرتها على النبلاء ، وحرمت منها العبيد والفقراء ، ولم يكن صوت أحد من نوابها يعلو على صوت الإمبراطور، الذى اعتبروه صاحب حق إلهي ، لا يخطئ ، ولا يجوز أن يعترض على قراراته أحد . ثم بعد الرومان ، دخلت أوربا في عصورها الوسطى ، التي حكم فيها الأباطرة والملوك بصورة استبدادية كاملة ، وساعدتهم الكنيسة على ذلك ؛ لذلك لم يكن يتصور وجود أي أثر للديمقراطية طوال تلك الفترة ؛ وإذا ما ظهر صوت معارض كان يتم إخماد روح صاحبه بالحرق أو الإعدام العلني ؛ لأنه لم يكن يعارض النظام السياسي فقط ، بل الإلهي كذلك . ومن خلال هذه الظلمة الضاربة ، راح العلم يتقدم ببطء ، والأفكار الفلسفية تحرك العقول ، حتى هبت الثورات الكبرى فى أوربا ، كالفرنسية التى أطاحت بالملكية ، وأحلت محلها الجمهورية ، وفي بريطانيا التي حددت سلطات الملك ، ووضعت نظامًا برلمانيًا محكمًا ، وقد لمست الشعوب التي أخذت بالديمقراطية مزاياها ، وخاصة فى أوربا الغربية بينما ظلت أوربا الشرقية ، وعلى رأسها روسيا ، متخلفة نتيجة وجود نظام القياصرة فيها . وبالطبع تطورت الديمقراطية كثيرًا عن شكلها اليوناني القديم ، فقد أصبح الشعب فى كل منطقة يختار ممثلاً له ، وهؤلاء الممثلون هم الذين يشكلون البرلمان (والكلمة بالفرنسية تعنى مكان الكلام) ، فإذا اجتمع عدد منهم أكثر من غيره ، تشكلت منهم الحكومة ، وأصبحت الأقلية معارضة ، وعندما تفشل هذه الأغلبية فى تحقيق مصالح الناخبين ، يسقطونها فى الدورة التالية .. وهكذا تسير الأمور . أما فى العالم العربي ، فما زالت بعض بلاده لم تأخذ بالنظام الديمقراطي أساسُا ، والتي تأخذ بها لا تطبقها كما ينبغي .
* *
|
آخر تحديث الأحد, 01 فبراير 2015 15:03 |