عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
ادعو لمركز ابداع علمى


ادعو لمركز ابداع علمى صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
الاثنين, 14 يونيو 2010 18:34

أدعو لمركز إبداع علمى

 

 

بقلم

د. حامد طاهر

 

بدون منشآت ضخمة وتجهيزات فخمة ، يمكن أن يقوم هذا المركز فى عمارة بسيطة مكونة من عشرة أدوار فقط . الدور الارضى للمكاتب الادارية ، والثانى يضم قاعات الاجتماعات فى حين توزع الادوار الثمانية الباقية على السادة المبدعين : لكل واحد حجرة تحتوى على ما يلزمه من أجهزة الكمبيوتر والفاكس والتليفون مع مكتبة متخصصة فى مجاله يقوم هو بأختيارها .

من هو المبدع العلمى ؟ هو الشخص الذى يمتلك موهبة قادرة على اختراع أفكار جديدة ، أو طرح مبادرات غير مسبوقة ، أو اكتشاف حلول مبتكرة لمشكلات مزمنة فى مجتمعه . ومن المعلوم أن الابداع منحة من اللـه تعالى يختص بها بعض الافراد من مختلف شعوب العالم . ومن الواجب على مجتمعاتهم أن يحافظوا عليهم ، ويقدروا مكانتهم ، ويتيحوا لهم كل ما يحتاجونه لكى يحققوا أفكارهم وينفذوا المشروعات التى يحلمون بها .

وقديماً كان هؤلاء المبدعون موضع شك واستنكار وهجوم من مجتمعاتهم الجاهلة أو الغافلة ، إلى أن تنبه العالم إلى أهمية دورهم فى تطور البحث العلمى وتقدم الانسانية كلها فأصبح يكرمهم ويمنحهم أعلى الجوائز ، ومنها جائزة نوبل الشهيرة فى مجال العلوم بالذات

هل تخلو مصر من المبدعين فى مجال العلوم ؟ كلا بالتأكيد . والدليل على ذلك ما نسمع عنه من كثرة أعداد براءات الاختراع التى يسجلها اصحابها فى ادارة منزوية وملحقة بوزارة البحث العلمى الملحقة بوزارة التعليم العالى !! والملاحظ أنه بعد تسجيل تلك البراءات لانسمع عن واحدة منها أنها دخلت حيز التنفيذ . لماذا ؟ لأن الجو العام لايشجع البحث العلمى ولا التجارب العلمية ولا الافكار العلمية ، وهذا هو السبب الحقيقى وراء حالة الركود العلمى السائد حالياً والذى جعل الشعب المصرى يتابع مظاهر التقدم فى مختلف أنحاء العالم ويظل ينظر بحسرة إلى عدم مساهمته فيه . صحيح أن هناك رغبة فى التقدم العلمى وخاصة منذ حصول احمد زويل على جائزة نوبل ، لكن هذه الرغبة تشبه رغبة المريض الراقد على السرير وهو يتمنى أن ينهض ويشارك فى مبارة رياضية يمارسها الاصحاء والذين سبق لهم وقت طويل من الاعداد والتدريب !

كان فى المانيا منذ زمن طويل ومازال مركز للاختراعات يطلقون عليه بيت الابداع وهو الذى يقف وراء التطور المستمر فى الصناعة الالمانية التى تفوقت على مثيلاتها فى كل انحاء اوربا ( ومن ابداعاته تلك السيارة الوحيدة فى العالم التى تعمل بتبريد الهواء وليس الماء ) وفى اليابان يوجد نفس المركز بل العديد منه . وقد شاهدت بنفسى فى الصين اكاديمية العلوم الاجتماعية التى يصفونها هناك بأنها ( عقل الصين ) ولها فروع فى كل المدن الصينية تضم شباب العلماء إلى جانب شيوخهم المخضرمين يبحثون معاً ويقدمون الحلول مباشرةً لمجلس الوزراء الذى يوزعها على جهات الاختصاص للتنفيذ .

ايها السادة : إن الصعود الى درجة اعلى فى السلم يتطلب قدراً من الارادة وسلامة الاعضاء والتمرين اللازم ، وبدون ذلك فأن الشخص سوف يظل واقفاً فى مكانه ، بينما يتجاوزه الاخرون .

آخر تحديث الاثنين, 07 فبراير 2011 02:00