عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
شبابنا والثقافة العالمية


شبابنا والثقافة العالمية صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
الأربعاء, 28 أبريل 2010 18:53

 

 

شبابنا والثقافة العالمية

بقلم

د . حامد طاهر


تلعب الثقافة دوراً هاماً فى تشكيل أسلوب حياة الأفراد والمجتمعات . وهى ترسخ فى الإنسان التصورات والأفكار والمعتقدات التى على أساسها يتصرف ، ومن خلالها يتعامل مع الآخرين . وقد ثبت أن الثقافة عملية تبادلية بين الفرد والمجتمع ، فكل منهما يأخذ من الآخر ويعطى له . وإذا كان كل مجتمع قد كون لنفسه ثقافة محلية خاصة به ، فإن هناك ثقافة عالمية تأتى إليه من الخارج ، وتصبح بالضرورة جزءاً من الثقافة المحلية . ومن الملاحظ أن هذه الثقافة العالمية قد تزايدت خلال السنوات القليلة الماضية بصورة لم يحدث لها مثيل من قبل ، وذلك بفضل وسائل الإعلام ، وتكنولوجيا الاتصال التى أتاحت لأى إنسان فى العالم ، إذا ما عرف كيف يتعامل مع هذه الوسائل ، أن يتواصل مع الثقافة العالمية ، وأن ينقلها بالتالى إلى المجتمع الذى يعيش فيه .

لم يعد أى إنسان بمعزل عما يقع فى العالم من أحداث ، أو من تطورات . كما لم تعد أى دولة قادرة على إقامة أسوار عازلة لمجتمعها عن هذه الأحداث والتطورات، وقد أتاحت هذه القدرة على التواصل مع العالم إمكانية كبيرة للمقارنة ، وفتحت المجال أمام إعادة النظر فيما رسخ من عادات ، وفيما تأصل من تقاليد . ولا شك أن أى شريحة تتعرض لذلك هى شريحة الشباب ، لسببين اثنين : الأول أنهم الأقدر على استخدام تكنولوجيا الاتصالات ، والثانى أنهم الأكثر استعداداً لقبول الجديد والتأثر بالمبهرات . وهنا تظهر مشكلة على قدر كبير من الأهمية والخطورة معاً ، وهى أن جيل الشباب – فى كل المجتمعات وليس فى مجتمعنا وحده – هو الجيل الأكثر تعرضاً لتأثير الثقافة العالمية سواء كان هذا التأثير إيجابياً أم سلبياً ، وأقصد بالتأثير السلبى ما تحتوى عليه هذه الثقافة من أمور تتعارض تعارضاً صريحاً مع ثوابت الثقافة المحلية ، وفى مقدمتها المعتقدات الدينية والأخلاقية . والمثال على ذلك أن شبكة الإنترنت تحتوى على إمكانية ضخمة للتزود بالمعلومات الدقيقة فى كل مجالات الحياة المعاصرة ، ولكنها تشمل أيضاً قدراً كبيراً من المعلومات غير النافعة تماماً ، بل الضارة جداً ، وذلك بدءاً من كيف تصنع قنبلة ؟ إلى ما يتعلق بعالم الإباحة والجنس . .

ولا شك أننا سنلتقى بمن يقول لنا إن حصانة شبابنا فوق مستوى الشبهات ، وأن أمثال هذه الظواهر العارضة لن تؤثر فيه ، لأن قيمنا وتقاليدنا أرسخ من أن تهزها مجرد ريح عابرة . لكن هذه النظرة التقليدية المتفائلة تظل فى حدود الأمانى الطيبة ، وهو الأمر الذى يجعلها غير قادرة على مواجهة الواقع القاسى الذى بدأ ينتشر ويتغلغل فى قطاعات كبيرة من الشباب . وهنا لا بد من الإجابة بصراحة عن سؤالين : ما هى العناصر الضارة فى الثقافة العالمية ؟ وكيف نحمى شبابنا من تأثيراتها ؟ وبالطبع ، ينبغى على المجتمع كله أن يشارك فى الإجابة عنهما.

 

آخر تحديث الاثنين, 07 فبراير 2011 02:17