عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الذى يحدث الان


الذى يحدث الان صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
الجمعة, 13 مايو 2011 14:49

 

الذى يحدث الان ..

 

أ . د . حامد طاهر


مضى حتى الآن أكثر من مائة يوم على ثورة 25 يناير . المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدير البلاد ، والحكومة منهمكة فى عملها . والأحزاب السياسية القديمة تستعيد مقوماتها ، والجديدة تتأهب لدخول المعركة البرلمانية القادمة . والتيارات الدينية أطلت برؤوسها وعلت أصواتها وراحت تقدم نفسها للجماهير .. أما شباب الثورة فقد بدأوا يذوبون فى هذا كله ، ولا يكاد يذكر الناس اسم واحد منهم على الرغم من بطولتهم التى فاقت الحد .. أما سائر المصريين فهم كالعادة ينظرون وينتظرون .. ينظرون إلى المشهد الجديد باستغراب ودهشة ، وينتظرون أن تتحسن أحوالهم المعيشية وتخف عنهم أعباء مصاريف الأولاد ، وتختفى الدروس الخصوصية من حياتهم إلى الأبد .. أما الشباب المتعطل عن العمل فإنه أيضا ينتظر الفرج : وظيفة أو عمل يؤهلة للزواج من الفتاة التى يحبها ويرغب بشدة فى إقامة عش سعيد يجمعهما .. البنات العانسات ينتظرون أيضا أزواجًا مناسبين لهن . ولا يوجد زواج بدون قدرة مالية ، وشقة ولو من حجرتين فقط ..

لكن ما زال هناك الكابوس الجاثم على قلوب الجميع ، وهو المتمثل فى مجموعة كوادر النظام السابق ، الذين أفسدوا الهواء ، واستباحوا الأراضى ، واستنزفوا الأموال ، واستأثروا بالمناصب ، وكبتوا الحريات ، وتمددوا          حول حمامات السباحة الخاصة فى فللهم يفكرون ويدبرون اقتناص ما بقى من لحم الوطن ... هؤلاء تم القبض على بعضهم وإيداعهم الحبس ، وما زال معظمهم فى الخارج ينتظرون نفس المصير ، ولذلك فإنهم يعملون بكل الوسائل لإحداث الفوضى



لكى يبعدوا عنهم الأنظار ، ويفوزوا بما استطاعوا أن يقتنصوه فى غيبة القانون . وهنا يتساءل الناس : متى تصدر الاحكام النهائية فى حق المحبوسين ، ويتم القبض على باقى المشتبه فيهم ؟!

وبين ضجيج المطالب الفئوية وفرقعات الفتنة الطائفة يقوم الإعلام وخاصة المرئى بعملين متنافضين تماما : الأول يسعى إلى تكبير الظواهر والتهويل منها، والثانى يحاول تهدئة الأوضاع من خلال برامج الحوار التى لا تخرج عن كونها سواقى للكلام المكرر ، والآراء الفارغة من المضمون . وهكذا تكمن المأساة فى كثرة الكلام وقلة العمل .

أما الهموم الكبرى والأكثر الحاحا ، فهى التى تتوزع بين أمرين هما : الأمن والاقتصاد . وكل منها فرع متشابك فى ضفيرة واحدة . فلن يوجد اقتصاد بغير أمن، كما لن يتوافر الأمن بدون الاقتصاد ، ويخطئ من يعمل على أحدهما دون الآخر . أما الأمن فالذى يخرقه هى أعمال البلطجة ومحاولات بعض التيارات الدينية والطوائف فرض أرائها وسيطرتها بالقوة ، وأما الاقتصاد فقد أورثنا النظام السابق تركة منقلة بالدين الداخلى والخارجى (مجموعه الف ومائتا مليار جنيه) الذى لم نعد نستطيع سد فائدته السنوية (140 مليار جنيه) أما أرقام وزارة المالية السابقة فقد تبين أنها كانت كلها مضروبة .. لذلك فإن الوضع بحاجة إلى معجزة ، وليس اصلاحًا !

ومع ذلك كله ، فسوف يظل الشعب المصري الأصيل صابرًا ومتفائلاً، وهما الشعوران اللذان استطاع بها خلال أشد العصور ظلمة وجفافًا أن يتغلب على كل الصعاب ، وأن يبقى صامدًا متماسكًا .. والله يتولانا برحمته .