عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الشعوب العربية قرفانه


الشعوب العربية قرفانه صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
السبت, 12 مارس 2011 16:02

 

 

الشعوب العربية قرفانه



أ . د . حامد طاهر




والسؤال ما سبب هذا القرف ؟ والواقع ان هناك عدة اسباب وليس سببا واحدا . فقد استاثر الحكام بالسلطة ، وحصروها فى حاشية منافقة ، اندفعت بجنون الى الثراء الفاحش ، فى حين ظلت جميع طبقات الشعب محرومة ، وكثير منها تحت خط الفقر .. ثانيا : ان السياسة الخارجية والداخلية التى اتبعها الحكام لاتحقق مطالب الشعوب ، ولا طموحاتها . وحين تنقطع الصلة بين الشعب وسياسة حكامه فان هذه القطيعة تؤدى الى الغضب ، وعدم التعاون . ثالثا : ان بقاء الحكام العرب فى مناصبهم لفترات طويلة جدا ، وما اصبح يستتبع ذلك من محاولات توريث الحكم لابنائهم قد جعل تداول السلطة ، الذى هو امر طبيعى جدا ، غير وارد بالنسبة لهذه الشعوب ، مما افقدها الامل فى مستقبل اخر افضل .. واخيرا : فإن شعور الملل ، الذى لايدركه الحكام المتربعون فى كراسى الحكم لسنوات طويلة ، يتمكن من الشعوب التى تنام وتصحو على نفس الوجوه ، وتسمع نفس الكلمات ، وترى نفس التصرفات .. وهذا كله يؤدى الى ما اطلقت عليه مصطلح ( القرف ) ، وهو شعور اقرب الى الاحساس بالغثيان والقئ .. لذلك عندما تندلع اى شرارة للثورة على هؤلاء الحكام فإن الجميع ينطلقون بكل قواهم للمشاركة فيها ، على يقين ان ماسوف يحدث لهم ، ايا كان عنفه وسطوته ، افضل بكثير من حالة القرف والغثيان التى يشعرون بها .


سؤال اخر : كيف يمكن للحكام ان يخلصوا الشعوب العربية من حالة القرف ؟ هنا لابد من التفصيل . فهناك ممالك وإمارات يسير نظام الحكم فيها على مبدأ التوريث لولى عهد ما .. ونصيحتى الى هؤلاء الاتزيد مدة حكمهم عن اربع او خمس سنوات ثم ينصبون ولى عهدهم .. اما الجمهوريات فلا بد  ان تتضمن دساتيرها  تحديد مدة الرئاسة باربع سنوات فقط ( لاغير ) حتى تتاح الفرصة لرئيس منتخب جديد يتمكن من السلطة ، وبذلك نضمن عدم شعور شعبه بالقرف من بقائه لاكثر من ذلك .


وهنا قد يقال : اننا يمكن ان نحظى بملك او رئيس جمهورية متميز ، نتيجة افعاله وسياسته . لكن هذا القول هو الذى يؤدى الى الاستبداد ، والبقاء السرمدى فى السلطة ، وبذلك تعود حالة القرف من جديد .


لقد صحت الشعوب العربية اخيرا على انها كانت مريضة ، وان مرضها يتمثل فى حالة القرف من حكامها الذين جعلوها تظل فى مكانها لعشرات السنين ،بينما تقدمت شعوب اخرى كانت اشد منها فقرا وتخلفا . وقد هالها مايتمتع به حكامها من ملذات الدنيا الزائدة عن الحد . فما معنى ان يمتلك الحاكم مليارات الدولارات ؟ وما معنى ان يستثمرها فى الخارج ، او يخبئها فى بنوك سويسرا ؟ وما معنى ان يستولى على واردات الثروة الوطنية  لنفسه ولعائلته ؟ ثم مامعنى ان يعلن للشعب من فترة لاخرى انه منحاز للطبقات الفقيرة ؟!


لقد عم القرف العربى ، ولابد من التقيؤ لكى تتخلص الشعوب منه .. وعلى الرغم من ثمن ذلك قد يصل الى اراقة الدماء فى المظاهرات الا انه هو الطريق الوحيد للتخلص من حالة القرف ، التى لاتداينها حالة اخرى فى حياة الشعوب .