عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
المعتقد والمآل .. لجامعى الاموال


المعتقد والمآل .. لجامعى الاموال صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
الأربعاء, 02 مارس 2011 22:39

 

 

 

المعتقد والمآل .. لجامعى الاموال



أ . د . حامد طاهر

كنت اتعجب من سلوك بعض كبار المسئولين ورجال الأعمال المصريين الذين يضعون اموالهم خارج البلاد ، فى صورة ارصدة بالبنوك ، او مساهمات فى مشاريع استثمارية ، وكان الغرض من ذلك حماية هذه الاموال من المصادرة فى مصر ، او على الاقل محاولة اخفائها عن عيون المصريين الذين يعانون الفقر والمرض والاهمال .. ولاشك ان هذا السلوك المصرى المعيب كان يقف وراءه ويدعمه معتقد راسخ بان تهريب الاموال المصرية الى خارج البلاد يعد اكبر ضمانة لحمايتها من ايدى المصريين انفسهم ، وكذلك من السنتهم وعيونهم .. لكن هذا المعتقد بدا يظهر فساده وخطؤه الكبير عندما قامت الثورة الشعبية الظافرة التى كشفت المستور ، وازاحت الغطاء عن ذلك الكم الرهيب من تلك الثورة الهائلة التى تم نزحها بصورة منهجية من البلاد ، وهى احوج ماتكون الى كل جنيه او دولار منها ، ووضعها فى خزائن البنوك السويسرية ، وفى مختلف المشروعات الاستثمارية الاوربية والامريكية . ومما شجع العديد من المصريين على الاندفاع فى هذا الطريق قيام رئيسهم وعائلته بهذا العمل عن طريق سفرائه الذين ينتشرون فى عواصم العالم ، وكنا نحسبهم  يعملون على تحسين علاقة مصر السياسية بالبلاد التى كانوا يمثلون مصر فيها ، لكن تبين انهم كانوا يقومون بدور السماسرة والمستشارين التجاريين لاقتناص اى فرصة ربح حتى يساهم فيها الرئيس ، ومن يتبع خطاه .. وهكذا عندما قامت الثورة الشعبية المجيدة ثم كشف الغطاء عن هذا ( المجرور ) الكريه الرائحة ، وليته كشف من دوائر مصرية ، وانما من جانب الدول الاجنبية التى اعلنت عن حجم ثروة الرئيس ، واسرته واعوانه والتى بلغت مئات بل الاف المليارات .. ومن العجيب ان المصريين كانوا يعلمون ان مطار القاهرة ( الجديد ) يحتوى على صالة رقم اربعة ، التى يدخل ويخرج منها اصحاب الطائرات الخاصة بكبار المسئولين ورجال الاعمال الفاسدين ، وهم يحملون حقائب الدولارات ، والذهب ، الى مختلف بلاد العالم ، وليس عليهم رقيب او حسيب ، بينما يقف المصريون الغلابة فى طوابير للكشف عن امتعتهم بقصد تحصيل الضرائب على ما يحملون !!


ما الذى يشعر به الان اولئك المصريون الذين وضعوا اموال مصر المسكينة فى الخارج ، وتمت مصادرتها من جانب الدول الاجنبية ، ومعرفة حجمها من جانب المصريين الذين كانوا يخبئونها عن اعينهم ، ويبعدونها عن ايديهم ؟! لاشك انه شعور مرير بالخيبة والحسرة والفشل ، ولا اكاد  ارى فيه صحوة ضمير او احساسا بالندم ، فان هؤلاء حفنة من البشر قد انعدم فيهم الاحساس بالاخرين ، وزاد فيهم تضخم الذات الى حد جعلهم لايرون الا مصلحتهم الضيقة جدا .. لكن المهم ان معتقدهم الذى كان راسخا قد تهاوى وسقطت اركانه بالكامل ، واصبحوا معرضين لغضب الجماهير ، وشماتة الناس ، ولعنة الوطن ..

 

لقد استتبع الفساد السياسى معظم مجالات الفساد الاخرى ، التى اشرنا اليها . وكانت قاعدته راس الدولة الذى وجده مرؤوسوه يجمع الثروة ويكدسها ، ثم يرسلها الى الخارج ويستثمرها ، فما كان منهم الا ان قاموا بمحاكاته ، كل على  قدر مايستطيع ، وما تتيح له اجهزة الفساد الادارى ، التى غطاها فساد تشريعى ، وفساد اعلامى . وهكذا كثرت اعداد الفاسدين والمفسدين ، وتحول كل منهم الى حوت كبير ، تتضخم ثروته على حساب الشعب المسكين الذى كان يعانى ابناؤه من البطالة ، وقلة الرواتب للعاملين منهم ، الى جانب بلوغ نسبة الفقر الى مايقرب من الخمسين فى المائة . ومن العجيب ان هؤلاء المفسدين لم يرمش لهم جفن وهم يمرون بسياراتهم الفارهة والمصفحة على العشوائيات فلا يشعرون نحو ساكنيها باى تعاطف ، بل ان المحافظين الفاسدين راحو يصنعون حول هذه العشوائيات اسوارا ملونة لكى لاتؤذى عين تلك الحفنة الفاسدة ، لقد انتهى الامر بهذه المنظومة الفاسدة الى افتضاح اسرارها اللعينة ، وعرف الشعب كله انها قد امتصت دمه على مدى عشرات السنين ، فاستحقت لعنته ، وغضبه ، وشماتته ، وخاصة بعد ان القيت فى السجون ، وتعرضت للمحاكمة ، التى ستنتهى باذن الله الى رد ما امكن من اموال الشعب ، وحقوق المساكين من عموم المصريين .