شهداء ثورة يناير

أ . د . حامد طاهر


اكتب فى هذه اللحظة وقد تجاوز عدد الشهداء الذين سقطوا فى مظاهرات يناير بمختلف المدن المصرية اكثر من ثلاثمائة وستين شهيدا .. ومازالت المشرحة تحتوى – كما قيل – على مائة وعشرين جثة مجهولة الهوية . والذى اريد ان اؤكد عليه ان دماء هؤلاء الشهداء – وهم جميعا من زهرة شباب مصر – هى التى ساهمت فى نجاح الثورة .. فقد كانت قطراتها الحمراء تسقط على مشاعر المتظاهرين فتزيدهم حماسة ، وتصميما على مواصلة الكفاح الذى توج اخيرا بزوال الكابوس الاكبر الذى ظل جاثما على راس مصر وصدرها ثلاثين عاما كاملة .  وقد قدرت ، كما قدر الشعب المصرى كله ، تعظيم سلام الناطق العسكرى عندما ورد فى حديثه ذكر هؤلاء الشهداء الابرار ، ومن هنا فإننى أطالب القوات المسلحة من ناحية ، كما اطالب وزارتى المالية والتضامن الاجتماعى من ناحية اخرى بضرورة معاملة هؤلاء الشهداء وعائلاتهم بالطبع معاملة شهداء الحروب ، ولا مانع ابدا من ان يحصلوا على اوسمة ذات عائد مادى كالتى اعطيت لشهداء حرب 73 ، مثل نوط الشجاعة ، او نجمة سيناء .. ولعل جميع المصريين يتفقون  معى فى ان تضحية شهداء ثورة يناير لاتقل بحال من الاحوال عن تضحية شهداء نصر اكتوبر .. فقد مهد هؤلاء لنصر مشرف على العدو الخارجى ، ومهد ابناؤنا فى مظاهراتهم السليمة  الرائعة لتحرر مشرف من نظام مستبد لم يكن من الممكن احتماله .. لاينبغى ان يعطى فقط لعائلة كل شهيد مبلغ من المال وكفى .. وانما لا بد من اجراء معاش شهرى لكل من لهم حق شرعى فى ميراث الشهيد .. كذلك ينبغى على الوحدات المحلية ان تبدا من الان فى اختيار الشوارع والميادين لكى تطلق عليها اسماء هؤلاء الشهداء الابرار ، بل لا استبعد ان تقام لهم تماثيل بدلا من تمثال لاظغولى على سبيل المثال ! فهم يستحقون منا كل التقدير والتكريم .. ومن حقهم على الاجيال القادمة من ابناء مصر وبناتها ان يتذكروهم دائما بالفضل والعرفان .. ان هؤلاء الشهداء هم الذين مهدوا لانتصار ثورة يناير ، وبالتالى لاخراج مصر من حالتها الراكدة والفاسدة الى فضائها الرحب الذى تستحقه من الحرية والديمقراطية والحياة السياسية النظيفة ، التى يشارك الشعب كله فى صنعها ، ويقف الجيش حاميا لها ، وحافظا لانجازاتها.