عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
التطهير بعد الثورة


التطهير بعد الثورة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
السبت, 19 فبراير 2011 17:17



التطهير .. بعد الثورة

أ . د حامد طاهر


قامت الثورة الشعبية المصرية لكى تسقط النظام ، وفى سبيل ذلك ضحت بمئات الشهداء ، والاف الجرحى .. ونجحت فى الصمود والتحدى حتى كتب لها النصر ، ورحل الرئيس الذى ظل ثلاثين عاما فى السلطة ، واعتمد نظامه على الاستبداد والقمع واهمال الفقراء ومجاملة شلة من رجال الاعمال الفاسدين .. وكانت الطامة الكبرى فى تزوير الانتخابات على كل مستوياتها البرلمانية والرئاسية ، وكذلك فى المحليات والنقابات . لقد كان الشعب يدرك ذلك كله وهو حزين مقهور لايستطيع ان يعترض ، والمعترضون يجرى التنكيل بهم او اسكاتهم بكل الوسائل الرخيصة ..
والمهم الان ان الثورة التى تعنى انقلابا كاملا على مجمل الاوضاع السائدة والفاسدة ، لابد ان تتجه بعد ذلك الى اعادة بناء صحيح وسليم ، وقبل اى بناء لابد من تنظيف المكان ، وتطهيره من كل المعوقات والمعوقين .. لذلك كان من اللازم ان تتم الخطوات التالية :
1-    اقالة الحكومة التى شكلها الرئيس السابق بنفسه قبل رحيله .
2-    حل مجلس الشعب والشورى الذين قاما ايضا على التزوير ،والتعيين الفاسد
3-    اقالة المحافظين الذين عينهم الرئيس السابق خلال حكمه.
4-    حل مجالس المحليات الموجودة والتى تم انتخابها على اساس التزوير الفاضح .
5-    استبدال جميع سفراء مصر فى الخارج بسفراء جدد تعينهم الثورة .
6-    اقالة جميع رؤساء الجامعات الذين اصدر الرئيس السابق قرارات بتعينهم .
7-    اقالة جميع رؤساء مجالس ادارات البنوك ، والشركات الكبرى الذين عينهم الرئيس ، او رئيس وزارته السابق .
8-    اقالة رؤساء النقابات الذين تم اختيارهم بالتزوير الفاضح .. ثم بعد ذلك تبدا حركة بناء جديدة ، على اسس الطهارة الثورية المأمولة ، والتى ينبغى ان تظل هى المعيار الصحيح لاستمرار اى شخص فى منصبه . فالناس تدرك اكثر من الاجهزة الرقابية : من هو الانسان الصالح الذى يخدمها ، ومن هو الفاسد الذى يكدس ثروته من عرقها ودمها لصالحه ..
يقال احيانا اننا شعب طيب ، وعلينا ان نسامح . لكن المسألة هنا لاتتعلق بالمجالات ، ولكنها ترتبط مباشرة بوضع الامور فى نصابها . فكيف نعفو عن السارق ، والمختلس ، والغشاش ، والنصاب ، والذى نزح اموال الشعب المسكين الى الخارج ، بينما الاحوال الاقتصادية فى مصر كانت تتطلب كل دولار لسد حاجاته الضرورية .

ونحن هنا لانطالب بمحاكمات شعبية كالتالى حدثت فى اعقاب الثورة الفرنسية ، وكانت دموية ، ولكننا نلجا الى القانون المصرى ، والقضاة المصريين الذين يمكنهم انصاف الشعب من جلادية وناهيبة ..  لقد بلغ الفساد ذروته فى عهد مبارك وبالتالى ينبغى ان يوضع له حد ، لكى لايعود مرة اخرى بهذه الصورة المتوحشة ، التى ربما لم يشهدها التاريخ المصرى من قبل . ان القانون الالهى يقرر ان لنا فى القصاص حياة . ومعنى هذا ان قتل القاتل يؤدى الى ايقاف القتل ، والتنعم بالحياة . ونحن حين نطالب بالتطهير فاننا لانسعى الى الانتقام لمجرد الانتقام ، وانما لكى نضع القواعد الصحيحة لحياة معتدلة وكريمة ، ينعم بها كل افراد الشعب المصرى .