عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
تحية لثورة يناير


تحية لثورة يناير صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
السبت, 12 فبراير 2011 22:20

 

 



تحية لثورة يناير

 

أ . د . حامد طاهر

نائب رئيس جامعة القاهرة السابق


هذه فعلا هى الثورة الحقيقية .. الثورة النابعة من الشعب ، والمندفعة الى اهدافها بقوة الشعب ، والمنتصرة اخيرا بارادة الشعب . لم تقض هذه الثورة الشعبية الخالصة على حكم مبارك وحزبه الوطنى الذى استمر ثلاثين  عاما فقط ، وانما قضت على شعور الخوف الكامن فى اعماق الشعب المصرى ، والذى كان يختلط مع الاسف بفضلية الصبر . ولما كان للصبر حدود ، فقد كان من اللازم ان يكون للخوف حدود . وقد استطاعت هذه الثورة المصرية الشعبية الخالصة ان تتجاوز حواجز الصبر والخوف ، وان تنهى للابد تجاعيد التردد والخضوع والطاعة العمياء للحاكم المطلق .. منذ الان فصاعدا ، سوف يعرف الشعب المصرى طريقه للخلاص ، كما سبق ان عرف الشعب الفرنسى فى ثورته الشعبية نفس الطريق ، ومازال يسير علىه حتى اليوم .. ومع ذلك فان الثورة الشعبية المصرية تعتبر بالمقارنة مع الثورة الفرنسية اروع بكثير . فهى لم تسل قطرة دم واحدة من الذين امتصوا دماء شعبها .. وقد كان ميدان التحرير هو المكان الطاهر الذى تجرى عليه وقائع هذه الثورة : شباب مصرى خالص تجاوز كل حواجز الخوف والصبر والخضوع ومحاولات القتل والبلطجة كما تحدى عناد حاكم مطلق ، لم يكن يحدث اى امر على ارض مصر الا باذنه ، وبتوجيهات منه . سقط من هذا الشباب الطاهر النقى اكثر من ثلاثمائة قتيل ، بل شهيد ، واكثر من ثلاثة الاف جريح ، واعتقل الكثيرون منهم ، ورغم الجوع والعطش والبرد وحملات الاعلام المصرى الفاسد ضدهم ، فقد ظل هذا الشباب صامدا ، ولم يفقد ، فى لحظة واحدة ، تصميمه على فرض ارادته ..شاهد الشعب المصرى  هذا العمل من تلك الفئة الصادقة المخلصة الطاهرة النقية التى تبنت قضاياه ، ورفعت صوتها باسمه فاسرع بالانضمام اليها : ملايين وملايين ، واتسع ميدان التحرير ليشمل ميادين مماثلة فى الاسكندرية والسويس ، والاسماعيلية وبورسعيد ، ودمياط والمنصورة ، واسيوط والاقصر ، وباقى المدن المصرية الرائعة .. وصار صوت المصريين جميعا موحدا ، ويهتف بنفس الكلمات ، ويردد الشيوخ والشباب والاطفال والرجال والنساء نفس الشعارات التى تنادى بإسقاط النظام : نظام الظلم الاجتماعى ، والفساد الاقتصادى ، والخضوع السياسى .. وظل الحاكم متشبثا بمقعده الذى كان قد تهرأ من تحته نتيجة جلوسه عليه لثلاثين عاما كاملة ، تخلفت فيها مصر كثيرا ، وتراجعت كثيرا ، حتى بلغ بشبابها الامر الى ان يلقوا بانفسهم فى مراكب الصيد للهجرة منها الى بلاد يمكنهم ان يجدوا فيها لقمة عيش .. وهذا بينما كانت ثلة من الفاسدين الذين رباهم النظام وساعدهم على التخمة والصمم تستأثر بثروة الشعب المصرى ، الذى وصل به الحال الى شراء ارجل الدجاج لكى يطبخها لاولاده !!
تحية لهذه الثورة المصرية الشعبية الطاهرة ، ودعائى من الله تعالى ان يوفق القائمين على المرحلة الحالية ، والمقبلة الى خير مصر ، والمصريين .

آخر تحديث السبت, 12 فبراير 2011 23:07