عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
المدونات


المدونات صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
الأحد, 23 يناير 2011 23:58

المدونـات

 


بقلم د. حامد طاهر




المدونات مفردها مدونة . وهى بكل بساطة عبارة عن الموقع الالكترونى الذى يصنعه أى شخص لنفسه على شبكة الانترنت ، ثم يقوم بنشر كل ما يتراءى له فيه من أراء أو تعليقات ، أو صور ، ومعنى هذا أنه يمكنه أن يصنع جريدته بنفسه ، ويصبح هو رئيس تحريرها ، دون أى سلطة عليه من أحد ما أو من جهة ما .. وقد أقبل الشباب بصفة خاصة على المدونات بكل أشكالها الجادة والساخرة ، الدسمة والهزيلة ، نظرًا لما لاقته من إقبال زملائهم الشباب على قراءتها ، والتواصل السريع معها بواسطة التعليقات التى يكتبونها لأصحابها ، وهكذا حدث نوع من التواصل الشبابى الواسع المدى والبعيد بالطبع عن رقابة الأسرة والدولة ، مما دفع بعض أصحاب المدونات إلى أن يتمادوا فى النقد ، وأحيانا فى التجريح الذى أصبح يمثل مادة جاذية لزملائهم المتعاطفين معهم ، أو حتى لمتصحفى الانترنت عموما .


يبلغ عدد المدونات فى العالم أكثر من مليونى مدونة، يتابعها عشرات الملايين . وقد انتشرت فى العالم العربى كما فى أنحاء العالم . ويضم العراق أكبر عدد من المدونين بالنسبة إلى سائر الدول العربية . وعلى الرغم من محاولة القنوات الفضائية ، والتلفزيونية المحلية فتح المجال للمشاهدين لكى يشاركوا بآرائهم ويعلقوا على الأحداث ، فإن هذا التوجه لم يقلل من عدد المدونات التى أصبحت تتزايد كل يوم ، بل فى كل ساعة . والحجة المفترضة لأصحابها أنهم يجدون فى المدونة مطلق الحرية لكى يقولوا ما يشاءون ، أما فى هذه القنوات فإنها تخضع للرقابة والفلترة ، ولذلك ينفرون منها .


ولعل هذا يضع أيدينا على الدوافع الحقيقية لظهور المدونات وانتشارها بهذا الكم الهائل . أما الدافع الثانى وهو لا يقل عن الأول أهمية ، فيرجع إلى التطور الخيالى فى الثورة الإلكترونية ، التى أصبحت تتيح الفرصة لأى شخص فى العالم أن يوصل فكره ورأيه وتعليقاته لأوسع دائرة من المتابعين ، سواء فى الدولة التى يعيش فيها ، أو فى أى دولة أخرى . ودافع ثالث يرجع إلى انتشار الروح الديمقراطية فى العالم ، بحيث جعلت كل مواطن فيه يطالب بأحد حقوقه التى أقرتها وثيقة حقوق الإنسان (فى إحدى موادها) وهى التى تتيح له أن يعتنق ما يشاء من الآراء، وأن يعمل على الترويج لها .


والسؤال الآن : لماذا تضايق هذه المدونات مختلف الدول ، فتقوم بمناهضتها، والتضييق على أصحابها ؟ أولاً : لأنها تتجاوز أحيانا حدود ما يمكن أن يسمى بدائرة الأمن القومى لكل بلد ، وهذه الدائرة تحرص على عدم تسرب أى أخبار قد تسىء للبلد ، أو ينتفع بها الخصوم . ثانيا : أن هذه المدونات قد تهتك بعض الأسرار لشخصيات مهمة فى المجتمع أو فى الدولة مما يهز الصورة المثالية التى ينبغى أن يكون عليها نظام الحكم فيها . ثالثا : أنها قد تدعو أحيانا إلى القيام باحتجاج جماعى ، أو تسيير مظاهرة فى حين أن الدعوة إلى مثل ذلك يكون ممنوعًا بحكم القانون . رابعًا : أنها قد تعتمد أحيانا على الاشاعات وتروج لبعض الشائعات التى تثير البلبلة فى المجتمع ، وتفقده بالتالى روح العمل والإنتاج. وأخيرًا : هل يمكن القضاء على ظاهرة المدونات ؟ والإجابة : كلا بالتأكيد . إذن فما الحل ؟ هذا ما ينبغى أن يشارك فيه المسئولون عن حماية المجتمع ، والمدونون أنفسهم !


آخر تحديث الأربعاء, 24 يونيو 2015 23:39