عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
حزين لانقسام السودان


حزين لانقسام السودان صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
الأحد, 09 يناير 2011 19:06

حزين لانقسام السودان

 


بقلم د . حامد طاهر

 


اذا كان هناك بعض الاخوة فى جنوب السودان ومن ورائهم الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية عموما سوف يسعدون بانقسام السودان الى دولتين .. فاننى حزين جدا من هذا الانقسام . وايا كانت دوافعه العرقية والدينية والسياسية فان تقسيم هذا البلد العربى الكبير والذى كان يعد اكبر بلد افريقى من حيث المساحة وسلة غذاء محتملة للعرب جميعا يعتبر بكل المقاييس حدثا ماساويا فى تاريخ العرب الحديث ولا يكاد يشبهه فى ذلك سوى تقسيم فلسطين الذى حدث فى عام 1948 ..


صحيح ان السودان ( الشمالى ) قد قصر كثيرا فى احتضان الجنوب ولم يحقق له التنمية اللازمة لابنائه مع توافر موارده البترولية المكتشفة حديثا ..


وصحيح ايضا ان البلاد العربية ممثلة فى جامعة الدول العربية قد اهملت طويلا مشكلة جنوب السودان . وتركتها حتى اللحظة الاخيرة الى دولة قطر لاجراء بعض المباحثات التى لم تسفر عن اى نتيجة ..


لكن يبقى ان اطراف التقصير لم تكن لديها الوسائل ولا الامكانيات للابقاء على وحدة السودان وتركه الجميع يتهاوى ويتجزء وتدور فيه المعارك الحربية بين اهله انفسهم وليس ضد عدو اجنبى عنهم !.


لن تكون العواقب حميدة على كل الاحوال : فالجنوب ملبد بالمشكلات القبلية وهو قابل لكل التدخلات الاجنبية ذات المصالح والاغراض الخاصة والخبيثة ، كما ان الشمال مازال معرضا للخطر فى دارفور وابيي .. وفى داخله نفسه ! اما الجار الاكبر مصر فسوف تتعرض من جديد لمعركة اقتسام حصص مياه النيل وخاصة بعد قيام دولة جديدة على المنبع ..


والماساة اننا فى حين نرى اوروبا الغربية تمد يدها بل وتفتح احضانها لدول اوروبا الشرقية لكى تضمها الى الاتحاد الاوربى لكى تتقوى وتزداد ثراء ، فاننا نجد العالم العربى يتجزء ويتشرذم وتكاد تتناثر اشلاؤه .. فالعراق مهدد ايضا بالتقسيم الى ثلاث دول صغيرة ، ولبنان على كف عفريت بين فريقين يتسارعان على السلطة والفلسطينيون اصبحوا فصيلين متعاندين ، واليمن يستخدم قةته المسلحة لضرب جزء من شعبه، والصومال لا حياة فيه لمن تنادى .. وبين المغرب والجزائر مشكلة الصحراء المزمنة ، والامازيغية تكاد تهدد الجزائر فى وحدتها .. وفى وسط هذه المعمعة من تجزئة المجزا تحدث الفتنة فى مصر بين المسلمين والاقباط ..


اذا ليست المسالة وحدها هى تقسيم السودان بل انها مجرد حلقة فى سلسلة طويلة يقف ورائها مخطط شرير ، بدات معالمه فى الظهور .. فهل يدرك العرب شئ من ذلك ؟! واذا ادركوا هل يوجد منهم رد فعل رشيد ؟!


آخر تحديث الأربعاء, 24 يونيو 2015 23:37