عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
عصر الاوراق


عصر الاوراق صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
الأربعاء, 05 يناير 2011 22:14


عصر الأوراق

 


بقلم د . حامد طاهر


من أين تأتى الأوراق ؟ من أشجار الغابات . والواقع أنها أصبحت فى تناقص مستمر لسببين : أولهما اضطراب الطقس الذى لم يعد يزودها بالأمطار اللازمة والثانى : التجريف المستمر لها من جانب شركات الأخشاب العملاقة . أما المنافس الأقوى للورق فيتمثل فى الاسطوانة المدمجة التى أصبح من الممكن أن تستوعب ملايين (وليس آلاف) الصفحات بعد أن كان يتم تكديسها فى مجلدات . ومؤخرا أعلنت حكومة المحافظين فى بريطانيا عن نيتها لإغلاق بعض المكتبات العامة من الأحياء . لماذا ؟ لأن روادها أصبحوا قلة ، وثانيا لأنها تشغل حيزا يمكن استغلاله فى مشروعات استثمارية أخرى تعود على الأحياء والحكومة بالفائدة . وليس معنى هذا أن الانجليز يحاربون الثقافة والعلم ، كلا لكنهم يقولون : إن عصر الأوراق قد انتهى ، وحل محله عصر الكمبيوتر ..


أما الصحف والمجلات فإن مستقبلها غامض ، ومصيرها فيما يبدو محتوم . والدليل على ذلك أن بعض الصحف العالمية قد أغلقت ، والكثير منها بدأ يرضح لضغط عصر المعلومانية فراح ينشر مادته الصحفية على الانترنت ليطلع عليها من يشاء دون مقابل . وقد تسألنى: من الذى يقرأ الصحف اليوم ؟ وأجيبك بأنهم عشاقها القدامى الذين ارتبطو بها عاطفيا ، وليست لديهم الوسائل والإمكانيات لمتابعتها على شبكة الانترنت . وهؤلاء بالطبع سوف يختفون بعد جيل أو جيلين على أكثر تقدير ، لأن الشباب الصاعد لم يعد يرتاح إلى قراءة الأوراق، وأصبح يفضل عليها الجلوس بالساعات أمام شاشة الكمبيوتر .


لكن هل يعنى هذا أن مستقبل القراءة مظلم ؟ كلا على الإطلاق فالمسألة تتعلق باختلاف الأدوات والوسائل تبعًا لتعاقب العصور . وبيان ذلك أن الثقافة فى (عصر المشافهة) كانت تعتمد على الحديث والاستماع المباشرين، بدون وسيلة كتابة ، ثم جاء بعد ذلك (عصر المخطوطات) المكتوبة باليد ، ثم تلاه (عصر الكلمة المطبوعة بالحبر) .. ونحن فى هذه اللحظة نشهد إنحسار هذا العصر ، ولا عزاء للمتمسكين به مهما عارضوا أو انفعلوا ؟ ولماذا نذهب بعيدا : فى مصر حاليا جريدة خاصة هى (اليوم السابع) أنشأت لها موقعًا على الانترنت ، وأصبح عدد زوار موقعها الالكترونى يتجاوز بمئات المرات عدد من يقرأونها !! هذا فقط مجرد مثال . أما الأروع فهو أننى حصلت منذ فترة على اسطوانة مدمجة تحتوى على مليونى بيت من الشعر العربى . وتخيلوا معى كيف كنت أحصل على الدواوين التى تضم مليونى بيت من الشعر ؟ وما حجم مكتبة المنزل التى يمكن أن تتسع لها ؟ والخلاصة أن عصر الأوراق يتراجع ليحل محله عصر آخر .. على شاشة الكمبيوتر .




آخر تحديث الأربعاء, 24 يونيو 2015 23:28