عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
مستقبل النيل المصرى


مستقبل النيل المصرى صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
الأربعاء, 05 يناير 2011 22:08

مستقبل النيل المصرى

 


بقلم د . حامد طاهر

 


أولا : لماذا النيل المصرى ؟ لأنه السبب المباشر ، وربما الوحيد، الذى هيأ لشعب مصر الاستقرار فى هذه المنطقة من العالم ، حيث استطاع أن يقيم أول حكومة منظمة عرفها التاريخ ، وبناء حضارة مزدهرة  ما زالت آثارها الرائعة قائمة رغم مرور آلاف السنين. أما الأمر الثانى فهو أن مجرى النيل داخل الأراضى المصرية يعتبر أطول من مجراه فى أى دولة افريقية تشاركه فيه . وثالثا أن عدد السكان المصريين الذين يشربون من النيل ، ويعيشون عليه يتجاوز عدد السكان فى أى دولة افريقية يمر بها نهر النيل . وليس معنى هذا كله أن تستأثر مصر بمياه النيل ، وتحرم منه أحدا ، بل أنها قد توافقت منذ زمن طويل على توزيع الحصص ، حتى يستفيد من النيل كل من يعيش على ضفافه .


لكن هذا النيل ، الذى وصفته الأغانى المصرية بالنهر الخالد ، قد أصبح يتعرض حاليا لبعض المخاطر التى تتطلب وعيا مصريا ، وحكمة أفريقية تضبطان الأمور ، وتحدان من المخاطر ، التى يأتى فى مقدمتها : مطالبة عدد من الدول الافريقية التى يجرى النهر فى أراضيها باعادة توزيع هذه الحصص ، وبالتالى تطالب بتخفيض حصة مصر منها ، والتى تبلغ (55) مليار متر كعب فى العام ، وهذه الكمية – مع تزايد سكان مصر – قد أصبحت تكفى بالكاد لاحتياجاتها الضرورية من الرى ومياه الشرب . أما الخطر الثانى فيأتى من انفصال جنوب السودان ، وهذا معناه أن ينفرد هذا الجزء بحصة خاصة به ، سوف تؤثر بالتأكيد على حصة كل من مصر والسودان (الشمالى) . ويكمن الخطر الثالث فى سعى بعض الدول ذات التوجه الاستعمارى ، بالإضافة طبعا إلى اسرائيل ، إلى مساعدة دول حوض النيل فى بناء المزيد من السدود على النيل الافريقى ، وهو الأمر الذى سوف ينعكس بالسلب على حصة دولة المصب الكبرى ، وهى مصر !


ولست أدرى من منكم يتذكر معى أننا كنا نعلن بكل حسم ووضوح أن مسألة التلويح بمياه النيل تعتبر خطا أحمر لن تقبل مصر تجاوزه ، بل إنها يمكن أن تحارب من أجله ، لأنه هو شريان الحياة الرئيسى لها . لكننا عدنا وتقبلنا الأمر الواقع ، وحاولنا إقامة حوار متكافئ مع الدول الأفريقية المتذمرة فلم نوفق فى ذلك ، حتى أنها أسرعت بعقد اتفاقية فيما بينها دون أن تشارك فيها كل من مصر والسودان (قبل أن يصبح بلديْن !) .


والسؤال الآن : ماذا نفعل أمام تلك المخاطر ، خاصة وأن نسبة الزيادة السكانية عندنا فى ارتفاع رهيب : من أين سيشرب كل هؤلاء ؟ وكيف يزرعون نباتهم ، أو حتى يغسلون أوانيهم وثيابهم ؟


وإجابتى البسيطة والمتواضعة أننا منذ هذه اللحظة علينا أن نوجه جزءا من اهتمامنا لتحلية مياه البحر ، وفى نفس الوقت ، نعتبر النقطة الواحدة من ماء النيل ثروة لا تقدر بمال ، فلا ينبغى هدرها ، ولا رش الشوارع أمام المقاهى     بها .. أما الرى الزراعى فلا بد أن يتوقف الأسلوب العتيق فى غمر الحقول بالماء، وأن يحل محله الرى بالرش أو التنقيط ، مع التخلى نهائيا عن المحاصيل التى تتطلب المزيد من المياه ، وأخيرًا لابد من خطة علمية وعملية لعدم تسرب نقطة واحدة من ماء النيل فى البحر المتوسط ، فاهل مصر أولى بها .. أما الذين يستخدمون حمامات السباحة فى فللهم فأقول لهم : راعوا الله والوطن فى هذا الماء ، ويكفى أن تستحموا بالدش ، فهو أطهر لكم !


آخر تحديث الأربعاء, 24 يونيو 2015 23:26