إفلاس القنوات الفضائية

بقلم د . حامد طاهر

كنا قد تفاءلنا خيرا عندما طلعت علينا القنوات الفضائية العربية والمصرية واستطاعت أن تجذب الكثير من مشاهدى تلفزيون الدولة من خلال توافر عدة عوامل أهمها سرعة ايقاعها وابهار شاشتها ومناقشتها لموضوعات محلية لم يكن يتعرض لها التلفزيون الرسمى وكذلك استغناؤها عن مذيعة الربط التى كانت تكثر من الماكياج ولا تقول شيئا من الورقة الفولسكاب التى تقرأ منها ومع ذلك تخطئ ! ثم بعد فترة وجدت تلك القنوات نفسها تكرر الوجوه والضيوف والموضوعات وحتى الافلام والمسلسلات التى تستعيرها من تلفزيون الدولة. بل انها راحت توظف لديها المذيعات والمذيعين القدامى الذين انتهت بالفعل صلاحية عمرهم الاعلامى ! وهكذا تبين أن "جديد" القنوات الفضائية لم يعد جديدا ، كما ثبت للمشاهدين التكالب التجارى على الربح من خلال الاعلانات واستغلال عائد رسائل SMS التى حجزت الجزء الأسفل من الشاشة حتى أصبحت رؤيتها تبعث على الغثيان ! أما الأخبار فإن القنوات الفضائبة تنقلها مباشرة من وكالات الأنباء العربية والعالمية وهذه تعلنها مشكورة الآن على شبكة الانترنت فإين السبق الإعلامى فى ذلك ؟!

الواقع أنه لم يبق للقنوات الفضائية سوى البرامج الحوارية وهذه قد أصبحت تستضيف شخصيات ثابتة ومن العجيب أنها تظهر فى أكثر من قناة فى اليوم الواحد حتى أن أحد أصدقائى الظرفاء قال لى : يبدو أن فلانا من هؤلاء قد أصبح يعمل فى القنوات الفضائية !! أما الأسوأ والأكثر إملالا فهو استئثار بعض المذيعات والمذيعين ببرامج طويلة المدة تتجاوز الساعتين (وهذا أمر غير متعارف عليه إطلاقا فى الإعلام المرئى ، وخاصة إذا تكرر كل يوم) يبقى استعراض ما ورد فى الصحف اليومية وليته اقتصر على   ذلك ، لكن مقدميه تحولوا إلى وعاظ وناصحين وموجهين لنا بل وشاخطين فينا ؟!

أما برامج الرأى والراى الآخر فهى بكل تأكيد موجهة من كل قناة حسب مخططها الذى تريد أن توجه إليه الراى العام المصرى والعربى ، ثم لا يفوتنى أن أشير فى النهاية إلى برنامج (الاتجاه المعاكس) الذى يقدم أسوأ مثل لحوار العرب مع بعضهم ، كما يريد أصحاب القناة أن يصدروه للخارج !!