عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
توابع ويكيليكس


توابع ويكيليكس صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
الأربعاء, 05 يناير 2011 21:33


توابع ويكيليكس

لكى نكون منصفين ، وغير مكابرين ، فإن ما فعله موقع ويكيليكس يعتبر بكل المقاييس أكبر وأخطر حدث معلوماتى فى عشر السنوات الأولى من القرن الحادى والعشرين . فهو أولاً  : من حيث كمية عدد الوثائق التى نشرها قد حقق سبقًا إعلامية غير مسبوق فى تاريخ الدبلوماسية العالمية ، والأمريكية منها على وجه الخصوص ، وثانيا: من حيث المضمون فقد كشف خبايا الغرف المغلقه ، والأحاديث الحميمة بين سياسيين ودبلوماسيين لم يكن من المتوقع أبدًا أن يكشف عنها فى يوم من الأيام ، وثالثها : من حيث ما يحتجزه فى جعبته ولم ينشره بعد .. جعل المتورطين فى سراديب السياسة العالمية يضعون أيديهم على قلوبهم التى تنبض بشدة خوفًا من افتضاح أمرهم ، أو إسقاط الأقنعة التى طالما وضعوها على وجوههم أمام العالم كله، وأمام شعوبهم على نحو خاص .. وأخيرًا وليس آخرا : فإن الموقع تجاوز بمراحل ما تفعله وكالات الأنباء العريقة والعتيقة وجعلها تلهث وراء ما ينشره، أو يعد بنشره فى المستقبل القريب .

وبالطبع الدول كلها ، وبدون استثناء ، غاضبة من ويكيليكس ، ومن حقها أن تغضب ، بل وتتوعد كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية. وهنا لابد من التوقف قليلا لطرح سؤال هام : من هو المسئول الرئيسى عن تسريب هذه الأعداد الهائلة من الوثائق الأمريكية؟ أليست وزارة الخارجية الأمريكية، وعلى رأسها السيدة الفاضلة هيلارى كلينتون ؟! ولماذا لم يتوجه أحد حتى الآن إليها باللوم على هذا الخرق الأمنى الموجود فى وزارتها ؟! ونفس الأمر ينطبق على وزارة الدفاع الأمريكية ؟! فهاتان الوزارتان هما المنبعان اللذان تدفق منهما طوفان الوثائق التى يبدو أنها تتجاوز النصف مليون وثيقة مصنفة بالكود (سرى) أى أنه لا ينبغى لغير الجهات المختصة أن تطلع عليها، فضلاً عن أن تتداولها ؟

ثم قد يسأل سائل : وما مدى الخطورة فى هذه الوثائق ؟ أولاً : أنها قد صرحت بنوايا الدول التى كان من المفترض أن تكون دائما طى الكتمان ، أو من المضنون به على غير أهله . ثانيا : أنها أفصحت عن الرأى الحقيقى فى بعض الشخصيات التى كان يجرى لقاؤها والتحدث معها بمستوى معين . ثالثا : أنها أدانت بعض رؤساء الدول الذين يهربون أموال بلادهم بأسمائهم إلى بنوك أجنبية ، ومهما حاولوا دفع ذلك فإن دخان التهمة سيظل عالقًا فى الهواء حولهم رابعا : أنها أظهرت ازدواجية الخطاب لدى بعض رؤساء الدول ، الذين يتحدثون مع شعوبهم بشكل ، بينما يتحدثون مع القوى الكبرى بشكل مضاد تماما . خامسًا : أنها أفقدت الدبلوماسية الأمريكية ، والغربية عموما مصداقيتها ، فسوف يعمل كل مسئول فى البلاد النامية ألف حساب لكل كلمة يقولها أمام هؤلاء الدبلوماسيين ! سادسًا : أنها أعادت وسائل الإعلام الحالية سنوات للخلف ، بمعنى أنها إذا لم تحصل فى الحال أو فى المستقبل على وثائق مماثلة ، تصبح أخبارها بايتة أو قديمة !  سابعًا : أنها أثبتت للرافضين لنظرية المؤامرة خطأ موقفهم : فالمؤامرة كانت موجودة ، وما زالت وسوف تظل .. طالما هناك طرفان : أحدهما ضعيف مظلوم ، والآخر قوى مستبد !

آخر تحديث الجمعة, 27 فبراير 2015 22:24