عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
مدخل العالم فى هذه اللحظة


مدخل العالم فى هذه اللحظة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
الجمعة, 31 ديسمبر 2010 17:09




العالم في هذه اللحظة


[لم ينشر من قبل ]


ليبس من المستحيل، ولا حتى من الصعوبة أن يكوّن الإنسان المعاصر لنفسه فكرة عن أحوال العالم في اللحظة الراهنة، وذلك من خلال ما أصبحت تتيحه وسائل الإعلام بكل أنواعها التقليدية والحديثة من إمكانيات هائلة. فالأحداث في أي مكان في العالم يتم نقلها لحظة بلحظة، والتعليقات المباشرة عليها يستدعي لها الخبراء والمتخصصون ليتحدثوا حولها، والجمهور بكل طبقاته ومستوياته يتدخل لإبداء وجهة نظره. وإذا كانت هناك وسيلة إعلامية تحجب بعض المعلومات عن الناس، فإن هناك عشرات الوسائل الأخرى التي تبث عنها أدق التفاصيل! وهكذا فإن الإنسان المعاصر المتابع جيدا لمختلف وسائل الإعلام يمكنه أن يقف بسهولة على كل ما يجري في العالم من أحداث واتجاهات، وأن يكوّن بالتالي فكرته الخاصة أو رأيه الخاص، لكي يتخذ بعد ذلك موقفه المحدد والواضح، وبذلك يصبح مشاركا في عصره، غير منفصل عما يحدث فيه ..

من هذا المنطلق، سوف أحاول أن أرسم هنا ملامح تلك الصورة الحالية عن عالمنا المعاصر، وهو يصارع أزماته، ويحاول أن يتصدى لحل مشكلاته، ويتطلع مع ذلك لتحقيق آماله وطموحاته. فإذا بدأنا بالسيدة الأولى في العالم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وجدناها بعد انتهاء عهد بوش الكئيب تمر بأزمة مالية واقتصادية طاحنة، فقد أفلست فيها حتى  كتابة هذه السطور (72) مؤسسة مالية كبرى، وانهارت فيها صناعات عملاقة أشهرها صناعة السيارات، وزادت نسبة البطالة عن معدلاتها بكثير، وهبط مستوى حياة الأسرة الأمريكية هبوطًا حادًا، جعلها تضغط نفقاتها، وتستبعد الكثير من الكماليات. ومع ذلك كله، فمازالت أمريكا مشتبكة في حرب يائسة ضد ما يسمى بالإرهاب في أفغانستان، كما أنها مازالت عالقة في مستنقع العراق، الذي جاءت إليه للإصلاح، فأفسدت فيه كل جوانب الحياة!

وفي المقابل، بدأت (روسيا- بوتين) تقف من جديد على قدميها، وتحاول استعادة مجدها العسكري في الأقل، ولم يعد يهمها أن تلقي الرعب ببعض تصريحاتها في كل الدول الأوربية التي تقع في مرمى صواريخها، بل أن تتحرك عسكريا لتأديب إحدى جارتها وهي جورجيا. ولم يعد خافيا مدى الخلاف بين أمريكا التي (تريد) أن تكون القطب الأوحد في العالم، وبين روسيا التي لا توافق أبدا على تلك الإرادة.

أما الدول الأوروبية في القارة العجوز، فقد أنهكتها هي الأخرى الأزمة الاقتصادية والمشكلات القديمة والمحلية، وكانت تظن أن انضمامها للاتحاد الأوربي يجعل منها قوة كبرى ولكنها كانت مخطئة، فالاتحاد في مجمله ضعيف، والشعوب الأوروبية نفسها غير مرتاحة له. وأسوأ عيوبه أنه أفقد كل دولة فيه شخصيتها السابقة، ولم يعد بمقدروها أن تتحدث بنفسها عن أي مشكلة في العالم إلا من خلال منسق للسياسة الخارجية يشبه مندوبي التعازي في سرادقات الموتى!

أما في مشرق العالم، فهناك العملاق الذي كان نائما، ثم صحا وبدأ العمل الجاد بكل همة ونشاط، حتى أصبح يمثل إحدى أكبر القرى الاقتصادية في العالم، وهو الصين. وأهم ميزات الصين موقعها الجغرافي البعيد، وتماسك شعبها، تم التهديد المباشر لبعض الدول التي تساندها أمريكا مثل اليابان وكوريا الجنوبية، ولذلك فإن أمريكا حاليا تسعى لمزيد من التقارب مع الهند في مواجهة الصين، لكن الهند رغم نجاحها في المجال الفضائي، وبعض ميادين الإلكترونيات مازالت مثقلة بأعباء التنمية الاجتماعية، وأهمها حالة الفقر الشديد لدى غالبية أفراد الشعب!
فإذا استعرضنا بعد ذلك حالة القارة السمراء: إفريقيا، وجدنا كل بلد فيها يحاول النهوض فلا يستطيع. وذلك بسبب ما وضعه فيه الاستعمار الغربي من الألغام والمعوقات. ورغم محاولات إنشاء الاتحادات والاتفاق على بعض الشعارات الوطنية، فإن النفوذ الأجنبي مازال مسيطرًا على معظم الحكومات الأفريقية، وهو يتجه بكل واحدة منها نحو الانكفاء على ذاتها، وعدم إمكانية وضع يدها في أيدي زملائها. إن الهدف الأجنبي هنا هو استمرار استنزاف المواد الأولية للقارة السمراء، وهي تلك المواد التي تقوم على أساسها الصناعات المتطورة في الدول الغربية.
لكننا ينبغي ألا نغفل الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، وهي التي توجد فيها مجموعة دول أمريكا اللاتينية. وهي بالطبع من دول العالم الثالث، وعلى خلاف جذري مع سياسة الهيمنة الأمريكية، ولذلك فإن حركات التمرد والمعاندة لا تهدأ فيها. وعلى الرغم من وقوعها مباشرة في مرمى الولايات المتحدة، إلا أنها مستعصية على الخضوع لها، بل إنها أصبحت تمثل شوكة مزعجة جدا في جنبها!

فإذا جئنا بعد ذلك إلى المنطقة العربية، وجدناها- في هذه الأيام- هادئة جدا ومستقرة، ولا يعكر صفوها سوى التهديدات الإسرائيلية الصادرة من حكومتها الجديدة المتعصبة. وإذا كان لكل فعل رد فعل فإن التعنت الإسرائيلي يقابله تشدد عربي بل وتماسك في المواقف إلى جانب غضب فلسطيني لا يهدأ.. ومع الأسف، لا تريد أمريكا، التي أبعدت كل وسطاء التسوية وانفردت هي وحدها بها، أن تساعد في حل المشكلة الفلسطينية، بل الواضح أنها حريصة على أن يستمر الوضع كما هو عليه، لكي لا تتفرغ البلاد العربية لتحقيق رغبتها في التنمية، التي هي في واقع الأمر تمثل تهديدًا للمصالح الأمريكية والأوروبية!
وإلى جانب ذلك كله، يطالعنا البحث العلمي في البلاد المتقدمة سواء في الغرب أو في الشرق بمنجزات متوالية. فهناك نجاحات في مكافحة بعض الأمراض المستعصية، وهناك تطلع مستمر لغزو الفضاء، وهناك أقمار صناعية ذات أهداف متعددة تجوب الفضاء وتصور كل ما يتجول على الأرض أو يرقد في باطنها. ثم هناك الرياضة والفن.. اللذان يحاولان تسلية الناس عن مشكلات الواقع، ويخرجانه ولو قليلاً من الكآبة التي تسببها متابعة أحداثه ومآسيه!
أما الأخطار الطبيعية الكبرى فقد أصبحت ضاغطة، وهي تهدد كل سكان الأرض بدون استثناء: ثقب الأوزون، وارتفاع حرارة الكرة الأرضية، وتآكل جليد القطب الذي سوف يزيد من مستوى مياه المحيطات والبحار، ويوقف طمي الأنهار، وربما أغرق بعض المدن الشاطئية.
وأخيرًا وليس أخيرًا، يبرز خطر الإرهاب، الذي لم يعد يستثنى بلدًا مهما كانت قوته، ولا مكانًا في العالم أيا كان موقعه. ولأن المبادرة دائمًا في يده، فهو يختار المكان والزمان الذي يضرب فيهما. والضحايا دائما مدنيون أبرياء. أما الهدف فهو الإعلان عن نفسه كحاله غضب ورفض لا يبدو في الأفق المنظور أي حل لها..

*  *  *

 

 

 




العالم في هذه اللحظة


[لم ينشر من قبل ]


ليبس من المستحيل، ولا حتى من الصعوبة أن يكوّن الإنسان المعاصر لنفسه فكرة عن أحوال العالم في اللحظة الراهنة، وذلك من خلال ما أصبحت تتيحه وسائل الإعلام بكل أنواعها التقليدية والحديثة من إمكانيات هائلة. فالأحداث في أي مكان في العالم يتم نقلها لحظة بلحظة، والتعليقات المباشرة عليها يستدعي لها الخبراء والمتخصصون ليتحدثوا حولها، والجمهور بكل طبقاته ومستوياته يتدخل لإبداء وجهة نظره. وإذا كانت هناك وسيلة إعلامية تحجب بعض المعلومات عن الناس، فإن هناك عشرات الوسائل الأخرى التي تبث عنها أدق التفاصيل! وهكذا فإن الإنسان المعاصر المتابع جيدا لمختلف وسائل الإعلام يمكنه أن يقف بسهولة على كل ما يجري في العالم من أحداث واتجاهات، وأن يكوّن بالتالي فكرته الخاصة أو رأيه الخاص، لكي يتخذ بعد ذلك موقفه المحدد والواضح، وبذلك يصبح مشاركا في عصره، غير منفصل عما يحدث فيه ..

من هذا المنطلق، سوف أحاول أن أرسم هنا ملامح تلك الصورة الحالية عن عالمنا المعاصر، وهو يصارع أزماته، ويحاول أن يتصدى لحل مشكلاته، ويتطلع مع ذلك لتحقيق آماله وطموحاته. فإذا بدأنا بالسيدة الأولى في العالم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وجدناها بعد انتهاء عهد بوش الكئيب تمر بأزمة مالية واقتصادية طاحنة، فقد أفلست فيها حتى  كتابة هذه السطور (72) مؤسسة مالية كبرى، وانهارت فيها صناعات عملاقة أشهرها صناعة السيارات، وزادت نسبة البطالة عن معدلاتها بكثير، وهبط مستوى حياة الأسرة الأمريكية هبوطًا حادًا، جعلها تضغط نفقاتها، وتستبعد الكثير من الكماليات. ومع ذلك كله، فمازالت أمريكا مشتبكة في حرب يائسة ضد ما يسمى بالإرهاب في أفغانستان، كما أنها مازالت عالقة في مستنقع العراق، الذي جاءت إليه للإصلاح، فأفسدت فيه كل جوانب الحياة!

وفي المقابل، بدأت (روسيا- بوتين) تقف من جديد على قدميها، وتحاول استعادة مجدها العسكري في الأقل، ولم يعد يهمها أن تلقي الرعب ببعض تصريحاتها في كل الدول الأوربية التي تقع في مرمى صواريخها، بل أن تتحرك عسكريا لتأديب إحدى جارتها وهي جورجيا. ولم يعد خافيا مدى الخلاف بين أمريكا التي (تريد) أن تكون القطب الأوحد في العالم، وبين روسيا التي لا توافق أبدا على تلك الإرادة.

أما الدول الأوروبية في القارة العجوز، فقد أنهكتها هي الأخرى الأزمة الاقتصادية والمشكلات القديمة والمحلية، وكانت تظن أن انضمامها للاتحاد الأوربي يجعل منها قوة كبرى ولكنها كانت مخطئة، فالاتحاد في مجمله ضعيف، والشعوب الأوروبية نفسها غير مرتاحة له. وأسوأ عيوبه أنه أفقد كل دولة فيه شخصيتها السابقة، ولم يعد بمقدروها أن تتحدث بنفسها عن أي مشكلة في العالم إلا من خلال منسق للسياسة الخارجية يشبه مندوبي التعازي في سرادقات الموتى!

أما في مشرق العالم، فهناك العملاق الذي كان نائما، ثم صحا وبدأ العمل الجاد بكل همة ونشاط، حتى أصبح يمثل إحدى أكبر القرى الاقتصادية في العالم، وهو الصين. وأهم ميزات الصين موقعها الجغرافي البعيد، وتماسك شعبها، تم التهديد المباشر لبعض الدول التي تساندها أمريكا مثل اليابان وكوريا الجنوبية، ولذلك فإن أمريكا حاليا تسعى لمزيد من التقارب مع الهند في مواجهة الصين، لكن الهند رغم نجاحها في المجال الفضائي، وبعض ميادين الإلكترونيات مازالت مثقلة بأعباء التنمية الاجتماعية، وأهمها حالة الفقر الشديد لدى غالبية أفراد الشعب!
فإذا استعرضنا بعد ذلك حالة القارة السمراء: إفريقيا، وجدنا كل بلد فيها يحاول النهوض فلا يستطيع. وذلك بسبب ما وضعه فيه الاستعمار الغربي من الألغام والمعوقات. ورغم محاولات إنشاء الاتحادات والاتفاق على بعض الشعارات الوطنية، فإن النفوذ الأجنبي مازال مسيطرًا على معظم الحكومات الأفريقية، وهو يتجه بكل واحدة منها نحو الانكفاء على ذاتها، وعدم إمكانية وضع يدها في أيدي زملائها. إن الهدف الأجنبي هنا هو استمرار استنزاف المواد الأولية للقارة السمراء، وهي تلك المواد التي تقوم على أساسها الصناعات المتطورة في الدول الغربية.
لكننا ينبغي ألا نغفل الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، وهي التي توجد فيها مجموعة دول أمريكا اللاتينية. وهي بالطبع من دول العالم الثالث، وعلى خلاف جذري مع سياسة الهيمنة الأمريكية، ولذلك فإن حركات التمرد والمعاندة لا تهدأ فيها. وعلى الرغم من وقوعها مباشرة في مرمى الولايات المتحدة، إلا أنها مستعصية على الخضوع لها، بل إنها أصبحت تمثل شوكة مزعجة جدا في جنبها!

فإذا جئنا بعد ذلك إلى المنطقة العربية، وجدناها- في هذه الأيام- هادئة جدا ومستقرة، ولا يعكر صفوها سوى التهديدات الإسرائيلية الصادرة من حكومتها الجديدة المتعصبة. وإذا كان لكل فعل رد فعل فإن التعنت الإسرائيلي يقابله تشدد عربي بل وتماسك في المواقف إلى جانب غضب فلسطيني لا يهدأ.. ومع الأسف، لا تريد أمريكا، التي أبعدت كل وسطاء التسوية وانفردت هي وحدها بها، أن تساعد في حل المشكلة الفلسطينية، بل الواضح أنها حريصة على أن يستمر الوضع كما هو عليه، لكي لا تتفرغ البلاد العربية لتحقيق رغبتها في التنمية، التي هي في واقع الأمر تمثل تهديدًا للمصالح الأمريكية والأوروبية!
وإلى جانب ذلك كله، يطالعنا البحث العلمي في البلاد المتقدمة سواء في الغرب أو في الشرق بمنجزات متوالية. فهناك نجاحات في مكافحة بعض الأمراض المستعصية، وهناك تطلع مستمر لغزو الفضاء، وهناك أقمار صناعية ذات أهداف متعددة تجوب الفضاء وتصور كل ما يتجول على الأرض أو يرقد في باطنها. ثم هناك الرياضة والفن.. اللذان يحاولان تسلية الناس عن مشكلات الواقع، ويخرجانه ولو قليلاً من الكآبة التي تسببها متابعة أحداثه ومآسيه!
أما الأخطار الطبيعية الكبرى فقد أصبحت ضاغطة، وهي تهدد كل سكان الأرض بدون استثناء: ثقب الأوزون، وارتفاع حرارة الكرة الأرضية، وتآكل جليد القطب الذي سوف يزيد من مستوى مياه المحيطات والبحار، ويوقف طمي الأنهار، وربما أغرق بعض المدن الشاطئية.
وأخيرًا وليس أخيرًا، يبرز خطر الإرهاب، الذي لم يعد يستثنى بلدًا مهما كانت قوته، ولا مكانًا في العالم أيا كان موقعه. ولأن المبادرة دائمًا في يده، فهو يختار المكان والزمان الذي يضرب فيهما. والضحايا دائما مدنيون أبرياء. أما الهدف فهو الإعلان عن نفسه كحاله غضب ورفض لا يبدو في الأفق المنظور أي حل لها..

*  *  *

آخر تحديث الجمعة, 29 مايو 2020 15:59