عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الاتحاد الاوربى وماينتظره


الاتحاد الاوربى وماينتظره صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
الثلاثاء, 28 ديسمبر 2010 23:56

الاتحاد الأوربى وما ينتظره

 


بقلم د . حامد طاهر

 



لست متخصصا فى الاقتصاد ، لكننى أستطيع أن ألاحظ ، والملاحظة حق لكل إنسان ، أن دول الاتحاد الأوربى قد بدأت تتهاوى اقتصاديا الواحدة بعد الأخرى .. وكانت اليونان أولاها ، ثم راح الحديث يدور على اسبانيا والبرتغال وايطاليا ، لكن المفاجأة جاءت من ايرلنده التى أسرع الاتحاد الأوربى إلى إقالتها من عثرتها الاقتصادية والمالية بتخصيص  عشرات المليارات لها . وبالطبع هناك دول فى هذا الاتحاد الهش مرشحة للسقوط الاقتصادى ، وفى مقدمتها مجموعة الدول التى تقع فى أوربا الشرقية ، وكانت تحت قبضة الاتحاد السوفيتى السابق . ان الواقع يكشف عن أن هذا الاتحاد الأوربى ليس كيانا متماسكا بالفعل ، وأنه مهما قام بمساندة بعض أعضائه فإنه لن يستطيع أن يمضى فى هذا الطريق إلى ما لا نهاية، فلولا المانيا ، ذات الاقتصاد القوى ثم بريطانيا وبعدهما فرنسا لما وجدنا بلدًا أوربيا يزدهر من تلقاء نفسه ، ويعتمد على قدراته الذاتية .


إن فكرة الاتحاد الأوربى فكرة مثالية إلى حد بعيد ، ولا أتردد فى القول بأنها فكرة عنصرية ، قامت على أن شعوب هذه القارة (مختلفة) عن غيرها من شعوب القارات الأخرى ، وهذه الفكرة ترجع فى جذورها العميقة إلى روح الاستعمار الأوربى الذى اغتال معظم بلاد العالم ، وخاصة فى افريقيا وآسيا ، ثم بعد ذلك فى أمريكا واستراليا .. وإذا كان يقال أن الاتحاد الأوربى قد قام لإحداث التوازن مع القوة الأمريكية أو السوفيتية السابقة ، فإن هذا كلام لا معنى له ، لأن الاتحاد الأوربى واقع بكامله منذ الحرب العالمية الثانية فى قبضة الولايات المتحدة الأمريكية ولا يمكنه بحال من الأحوال الخروج عليها أو معارضتها ، أما الاتحاد السوفيتى الذى تقلص حاليا إلى دولة روسيا فإن الاتحاد الأوربى لم يعد يناصبها العداء ، وخاصة بعد أن تخلت عن مذهبها الشيوعى الذى كان يهدد رأسمالية أوربا وديمقراطيتها .. ويكفى أن نرى روسيا الحالية تشارك فى الدرع الصاروخى فى الذى يحمى أوربا نفسها ؟!


ماهى التوقعات ؟ مزيد من الانهيار الاقتصادى للدول الأوربية الهشة، ونفاذ صبر الدول القوية اقتصاديا فى دعمها .. ثم انكفاء كل دولة أوربية على مشكلاتها الخاصة ، وتغليب مصلحتها على مصالح الاتحاد الأوربى الذى أصبح هيكلا بدون روح .. وما نراه حاليا من تصريحات سياسية لبعض قادة دول هذا الاتحاد فإنها لا تعدو أن تكون أقوالاً بدون رصيد فعلى .


والخلاصة أن الاتحاد الأوربى قام على فكرة خاطئة ، وهى توحيد المختلفين فى الجنس، واللغة ، والثقافة والإمكانيات .. وكلما انكفأ على ذاته ، وعلت فيه أصوات العنصرية البغيضة ، والنظرة الدونية والعدائية للآخر فإنه سوف يزداد ضعفًا وضمورا ، ولن يطول الزمن كثيرًا عن تفككه وتناثر وحدته .


*    *


آخر تحديث الأربعاء, 24 يونيو 2015 23:17