عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
السياسة واولوياتها


السياسة واولوياتها صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
الثلاثاء, 28 ديسمبر 2010 23:51

السياسة وأولوياتها

 


بقلم د . حامد طاهر




السياسة فى معناها البسيط جدًا تعنى فن وأسلوب إدارة شئون الدولة الداخلية ، وعلاقاتها الخارجية . وفى العصر الحديث ، الذى انتشرت فيه الديمقراطية أصبحت السياسة تضم أيضا كل الآراء والأفكار المعارضة لأسلوب الحكم القائم ، وإن كنت أفضل أن أطلق على هذا "المجموع" مصطلح "الحياة السياسية" فى حين تقتصر السياسة على النظام القائم بالفعل فى كل دولة على حدة .


فإذا انتقلنا من ذلك إلى السياسة الداخلية ، وجدنا أن أهم الأولويات فيها تتمثل فى توفير الضرورات الإنسانية الثلاث : المأكل والمسكن والملبس. يليها مباشرة توفير العمل لكل القادرين عليه حسب تخصصاتهم ، ومع العمل لابد من توافر الصحة والتعليم بمفهومه العام الذى يتضمن التدريب وتنمية المهارات التى يتطلبها سوق العمل . وهذا السوق يقوم عادة على دعامتين : الحكومة من ناحية ، وأصحاب المشروعات الخاصة من ناحية أخرى . أما ميزانية الدولة فتصب فيها روافد كثيرة أهمها الضرائب تبعًا للأرباح ، والموارد الطبيعية ، وعائدات السياحة .. الخ .


لكن هذه السياسة الداخلية لا يمكن أن تمضى فى مسارها الطبيعى وتتقدم بالبلد إلى الأمام ، إذا لم تدعمها سياسة خارجية تقوم على تحسين العلاقات مع كل دول العالم ، وهذه العلاقات هى التى تساعد فى تعظيم حجم التبادل التجارى ، وتزيد من حركة السياحة ، كما يمكن أن تقدم المعونات والمساعدات فى مجالات التقدم العلمى والتكنولوجى ، وخاصة إذا كانت البلد نامية ، وتحتاج إلى الكثير منها .


ثم يأتى بعد ذلك كله أمر الترفيه عن الناس ، وهو متطلب ضرورى جدا ، لأن الحياة لا ينبغى أن تكون كلها عملاً وإجهادا ، بل لابد للإنسان العامل أو المجهد أن يشعر ببعض الراحة ، ويبتعد قليلا عن هموم العمل . وهنا يأتى دور المسرح والسينما والتلفزيون والرياضة ..


والسؤال الآن : هل تقوم البلاد المختلفة بترتيب أولويات السياسة على هذا النحو الذى ذكرته ، أم أنها تخلط بينها ، فتقدم ما ينبغى التأخير ، وتؤخر ما ينبغى أن يقدم ؟ الواقع أنها مع الأسف تفعل ذلك ، وبالتالى فإنها تخدع مواطنيها ، وتعرقل بالتالى مسيرتها ، فنشغلهم عن الأهم بما هو أقل أهمية ، بل إنها كثيرا ما تطرح عليهم مشكلات زائفة لكى تغطى بها على المشكلات الحقيقية . إن الأمثلة على ذلك كثيرة جدا ، ولو أننا طبقنا عليها سلم الأوليات الذى ذكرته لتبين لنا أن السياسة فى عالمنا المعاصر لم تعد هى : فن إدارة شئون الدولة ، بقدر ما أصبحت هى فن إقناع المواطنين بأن أحوالهم تسير على ما يرام !!


*     *

آخر تحديث الأربعاء, 24 يونيو 2015 23:15