عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
لماذا البقاء للاقوى


لماذا البقاء للاقوى صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
الثلاثاء, 28 ديسمبر 2010 23:40

لماذا البقاء للأقوى ؟

 


بقلم د . حامد طاهر



منذ بدأ الإنسان الأول حياته على الأرض ، وقانون البقاء للأقوى هو السائد فوقها . ولأنه كان الكائن الوحيد الذى يستطيع استخدام عقله ويديه فقد نجح فى صنع أسلحته الفتاكه من الصخور الحادة ، وفروع الأشجار المسنونة لكى يدافع بها أولاً عن نفسه ، ثم ليصطاد بها ثانيا ما يحتاج إليه من الحيوانات والطيور والأسماك ، لكنه بعد ذلك وجد نفسه مضطرا لاستخدام تلك الأسلحة نفسها ضد منافسيه الآخرين من البشر ، حتى صار التغلب عليهم عادة لديه . وهكذا أصبح لدى الإنسان على الأرض ثلاثة أهداف أساسية يسعى لتحقيقها بالقوة، وكذلك بالحيلة التى هى أيضا نوع من القوة : الدفاع عن نفسه ، والحصول على طعامه ، ومغالبة المنافسين .


وعندما انتقل الإنسان من طور الفردية والوحشية إلى طور التجمعات المدنية ، لم يتخل أبدًا عن تلك الأهداف الثلاثة . فبعد أن كان يصارع وحده من أجلها ، صار يصارع مع الجماعة التى يعيش فيها . وهكذا نشبت الحروب بين القبائل والدول ، وبعد أن كان جميع أفراد الجماعة يقومون بهذه المهمة القتالية صارت من عمل مجموعة محددة ، تم تخصيصها لذلك ، وهى الجيش، أما الذين يثيرون القلاقل داخل الجماعة أو الدولة فقد أنشئت من أجلهم الشرطة ، وتم عقابهم بوضعهم فى السجون .


فى الماضى كان الإنسان الذى يمسك بعصا غليظة ويجيد استخدامها هو الذى ينتصر فى صراع البقاء . ونفس الأمر ما زال بالنسبة إلى الدول الحديثة فى عالمنا المعاصر . فالدولة التى تمتلك جيشا قويا ، جيد التدريب ويمتلك أسلحة متطورة هى التى تتغلب على خصومها . والخلاصة أن الأمر فى جوهره لم يتغير، وإن كان فقط قد تطور . ويبقى بعد ذلك ما يتعلق بالقوانين والأعراف والأخلاق ، وما جاءت به الأديان السماوية والديانات الوضعية .. وكلها تحث الإنسان على ضبط النفس ، وعدم الاعتداء على الآخرين ، والمحافظة على البيئة التى يعيش فيها الإنسان وينعم بخيراتها ، إلى جانب العطف على الناس ، ومساعدة الضعفاء، والرفق بالحيوان ، وعمل الخير ، لكن .. هل انصاع الإنسان لها ؟ إن أحداث التاريخ من خلال شريطه الطويل تثبت أنه لم يفعل ذلك إلا فى القليل النادر ، وتؤكد أنه إذا فعلها مرة ، فإنه قد انتهكها مرات ، ثم نراه يعود من جديد إلى طبيعته الأولى، ذات الأهداف الثلاثة التى ذكرناها .


وأخيرًا قد يسأل سائل : ما غرضك من هذا المقال ؟ وأجيب بأن شكوى الضعيف مهما كانت على حق لا قيمة لها إذا لم يأخذ بأسباب القوة ، وأن القوى المتجبر لا يلبث أن يلتقى ذات يوم بمن هو أقوى وأشد تجبرا   منه، وأن الغابة المليئة بالظباء الوديعة .. لا تخلو أبدًا من وجود الأسود المفترسة !

*    *

آخر تحديث الأربعاء, 24 يونيو 2015 23:12