عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
وقفة مع حوادث الطرق


وقفة مع حوادث الطرق صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
الثلاثاء, 28 ديسمبر 2010 23:25

وقفة مع حوادث الطرق

بقلم

د . حامد طاهر

فوجئت بإحصائية مصرية ، وليست أجنبية مغرضة ، تقول : إن حوادث المواصلات على الطرق عندنا تبلغ فى العام الواحد : سبعة آلاف قتيل ، وخمسة وثلاثين ألف جريح ، وطبعًا الله وحده هو الذى يعلم من الذي سينجو من هؤلاء المصابين ، ومن الذي سيصبح طوال عمره معاقًا . والغريب هنا أن أحدًا من المسئولين عن سلامة الطرق، والسيارات ، وحركة المرور لا يتقدم بحل مناسب ، ولا أحد فى وسائل الإعلام يركز على تلك المشكلة التى أصبحت بالفعل أزمة ، لابد من جهد وطنى متكامل لمواجهتها ، ووقف نزيف الدم المتناثر منها على الأرض .

وعندما تذهب لتسأل رجال المرور يقولون : إن عدد السيارات يفوق قدرة استيعاب الطرق ، وحين تذهب إلى وزارة الاقتصاد والمالية المسئولة عن الاستيراد تجد تشجيعًا هائلاً لمستوردي السيارات من كل أنحاء العالم ليغرقوا السوق المصرية بها ، وعندما تسأل المحافظات والمحليات عن حالة الطرق الموجودة بها ، والخطط الموضوعة لإصلاحها وتطويرها يقولون : إن الميزانية ليست عندنا ، وإنما هي مركزية فى الوزارة ، وعندما تسأل المقاولين الذين يقومون برصف الطرق بصورة خالية من الضمير يقولون : إن المستخلصات لا تصرف لنا بسرعة من الحكومة .. أما سائقوا السيارات والشاحنات ، فأنت منهم أمام أمرين : إما أنهم مساطيل يتعاطون مخدرًا أثناء قيادتهم ، وإما أنهم مهملون لا يهتمون على الإطلاق بحالة المركبة التي يقودوها ، وقلما يتابعون حالة كاوتش العجلات الذى يتسبب فى الكثير من حوادث انقلاب سياراتهم !

والملاحظ أن الضحايا تتساقط كل يوم ، والحوادث تستمر فى الوقوع، ومن كثرتها لم تعد تثير الدهشة ، ولا تدعو لتدارك الوضع ، وكأن هذه الأرواح التي ذهبت هباء لا قيمة لها ، وكأن الإنسان الذي كرمه الله تعالى قد انحط إلى أدنى من مستوى الحيوانات فى الغابة !

إن كل إنسان يقتل أو يصاب فى حادث سير يترك وراءه فجيعة كاملة لأسرته وأصحابه ومعارفه .. فضلا عن تأثير غيابه على العمل والإنتاج . وإذا كان العالم كله يدعو إلى ما يسمى بالتنمية البشرية ، ويقصد بها الارتقاء بمستوى مهارة الأفراد اليدوية ، وحسن اتخاذهم القرارات فى مختلف المواقف، فإن من أوائل الحفاظ على الثروة البشرية تهيئة الظروف اللازمة لصيانة حياتهم ، وسلامة أجسامهم .

إن حوادث الطرق تقع فى كل بلاد العالم ، لكن سببها الرئيسى هو تهور السائقين ، كما أنها فى أغلب الأحوال لا تودي إلا بأصحابها . أما عندنا فإن الميكروباص الذي ينقلب بركابه ، أو الشاحنة المخالفة التي تكتسح رتلاً من السيارات فإنهما يتركان وراءهما الكثير من الضحايا .. والسؤال الهام لدار  الإفتاء : هل يعتبر هؤلاء شهداء ؟ثم هل يعتبر المتسببون فى مقتلهم : مفسدين فى الأرض ؟!

*    *

 

آخر تحديث الأحد, 01 فبراير 2015 15:09