عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
حكاية الديموقراطية فى العالم


حكاية الديموقراطية فى العالم صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
الثلاثاء, 28 ديسمبر 2010 22:44

حكاية الديمقراطية في العالم

بقلم

د . حامد طاهر



الديمقراطية اختراع  يوناني قديم ، ومعناها حرفيًّا حكم الشعب بالشعب . وكانت أثينا تطبق هذا المبدأ بحذافيره ، فتعطي لكل مواطن يوما في العام فرصة للاشتراك في مجلس النواب ، الذي كان يضم خمسمائة مقعد، وبذلك يتاح له فرصة إبداء الرأي في ذلك اليوم ، والمساهمة في صياغة تشريع جديد ، أو تعديل تشريع قديم . وبالطبع لم تكن الأمور تجري على نحو صحيح ، فالكثير من هؤلاء النواب كانوا أميين وليسوا على المستوى العقلي المطلوب ، والدليل على ذلك أنهم هم الذين قرروا ذات يوم في اجتماع صاخب إعدام فيلسوفهم الشهير سقراط بتهمة إفساد الشباب ، مع أنه أول فيلسوف عالمي دعا الناس كلهم إلى التفكير العقلي الصحيح والذى كان يحدث أن جماعة من المتحكمين فى هذا المجلس النيابى كانوا يتجولون بين الصفوف ، ويستحثون الأعضاء على الموافقة أو عدم الموافقة على الرأى المطلوب أو المرفوض !

وعندما سقطت اليونان تحت قوة روما العسكرية ، تبنت هذه الأخيرة الديمقراطية ، ولكن بأسلوبها الخاص ؛ مخصرتها على النبلاء ، وحرمت منها العبيد والفقراء ، ولم يكن صوت أحد من نوابها يعلو على صوت الإمبراطور، الذى اعتبروه صاحب حق إلهي ، لا يخطئ ، ولا يجوز أن يعترض على قراراته أحد .

ثم بعد الرومان ، دخلت أوربا في عصورها الوسطى ، التي حكم فيها الأباطرة والملوك بصورة استبدادية كاملة ، وساعدتهم الكنيسة على ذلك ؛ لذلك لم يكن يتصور وجود أي أثر للديمقراطية طوال تلك الفترة ؛ وإذا ما ظهر صوت معارض كان يتم إخماد روح صاحبه بالحرق أو الإعدام العلني ؛ لأنه لم يكن يعارض النظام السياسي فقط ، بل الإلهي كذلك .

ومن خلال هذه الظلمة الضاربة ، راح العلم يتقدم ببطء ، والأفكار الفلسفية تحرك العقول ، حتى هبت الثورات الكبرى فى أوربا ، كالفرنسية التى أطاحت بالملكية ، وأحلت محلها الجمهورية ، وفي بريطانيا التي حددت سلطات الملك ، ووضعت نظامًا برلمانيًا محكمًا ، وقد لمست الشعوب التي أخذت بالديمقراطية مزاياها ، وخاصة فى أوربا الغربية بينما ظلت أوربا الشرقية ، وعلى رأسها روسيا ، متخلفة نتيجة وجود نظام القياصرة فيها .

وبالطبع تطورت الديمقراطية كثيرًا عن شكلها اليوناني القديم ، فقد أصبح الشعب فى كل منطقة يختار ممثلاً له ، وهؤلاء الممثلون هم الذين يشكلون البرلمان (والكلمة بالفرنسية تعنى مكان الكلام) ، فإذا اجتمع عدد منهم أكثر من غيره ، تشكلت منهم الحكومة ، وأصبحت الأقلية معارضة ، وعندما تفشل هذه الأغلبية فى تحقيق مصالح الناخبين ، يسقطونها فى الدورة التالية .. وهكذا تسير الأمور .

أما فى العالم العربي ، فما زالت بعض بلاده لم تأخذ بالنظام الديمقراطي أساسُا ، والتي تأخذ بها لا تطبقها كما ينبغي .
وفى إفريقية ربما حصل رئيس فى الانتخابات على أصوات أكثر ، ولكن الرئيس المنتهية ولاتية يرفض التخلي عن المنصب . لماذا ؟! هكذا بكل بجاحة !

*    *

 

آخر تحديث الأحد, 01 فبراير 2015 15:03