عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
التعليم وهمومه


التعليم وهمومه صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها د . حامد طاهر   
السبت, 10 يوليو 2010 01:54




التعليم وهمومه

بقلم

د . حامد طاهر



ينفرد المجتمع المصرى عن سائر مجتمعات الأرض بموسم الثانوية العامة ، الذى تحتشد له الأسرة ، و يستعد له الطلبة ، وتتهيأ له وزارة التربية ، ويجند له المدرسون للمراقبة والتصحيح .. وعندما يأتى الامتحان صعباً يسقط الكثير من الطلبة صرعى ، وتمتلئ وسائل الإعلام بمستوى الأسئلة ، حتى يتدخل الوزير فيأمر بإعادة توزيع الدرجات كى ينقذ بعض الغرقى ، ويهدئ النفوس الغاضبة .. هذا ما يحدث كل عام ، منذ أكثر من نصف قرن ، وقد بلغ من تكرار المأساة أنها أصبحت عادة ، يتلقاها الناس بفتور ، ويمضون عليها دون اكتراث . أما المختصون بالأمر فلم يحركوا ساكناً حتى اليوم ، وكل ما فعلوه هو إعلان بعض التطوير الذى لا يتحقق فى الواقع . وهكذا تسير شئون التعليم فى معظم مراحله ، إن لم يكن كلها .


السبب الرئيسى فى مشكلة الثانوية العامة أنها هى نهاية المرحلة المدرسية ، والتى يؤهل الحصول عليها ، وبمجموع ضخم ، للالتحاق بالكلية الجامعية التى يرغب فيها الطالب ، وتتمناها أسرته . هى اذن سنة دراسية حاسمة . وقد جعلها التطوير سنتين  وهناك من كان يدعو لجعلها ثلاث سنوات ، وهناك الآن من يدعو إلى عدم كفايتها فى الالتحاق بالجامعة ، التى لابد أن تعقد امتحانات قبول أو رفض للطلبة الحاصلين عليها !! يعنى المسائل مازالت مضطربة ، والحلول متعددة ، ولا يكاد يوجد صوت واحد يقف ليسأل المجتمع بكل صراحة : لماذا نتعلم ؟ وماذا نتعلم ؟ وكيف نتعلم ؟ ومتى نتعلم ؟ وهى الأسئلة الأربعة التى تحدد الإجابات الحاسمة عليها اتجاه المجتمع نحو النهوض والتقدم ، أو استمرار وقوفه بل قعوده فى مكانه الذى لم يبرحه من نصف قرن !!



ثم هل يتعلق هبوط التعليم الذى أصبحنا جميعاً نشكو منه إلى : ضعف تأهل المعلمين ؟ أم إلى اهمال من الطلبة ؟ أم إلى تعقيد المناهج والمقررات ؟ أم إلى تسيب الإدارة المدرسية ؟ أم إلى هجرة التدريس فى الفصول إلى المنازل لممارسة الدروس الخصوصية ؟ وللحق أقول : إن أى وزير - مهما كانت كفاءته وصرامته – لن يستطيع أن يقضى على هذه المظاهر السلبية دفعة واحدة  لذلك لابد أن تشاركه فى عمله كل من الأحزاب السياسية ، ومؤسسـات المجتمع المدنى ، والمفكريـن والأدبـاء والإعلامييـن ، بالإضـافة طبـعاً إلـى الحكومة ، التى يهمها أن يكون التعليم أحد روافد التنمية البشرية ، وليس مصدراً لمزيد من البطالة فى المجتمع .


وقبل كل ذلك لابد ان تجرى عملية مسح شاملة ودقيقة لكل مؤسساتنا التعليمية الحكومية والخاصة بهدف تحديد مواطن القوة والضعف فى كل منها ولاشك اننا سوف نعثر على نقاط مضيئة كثيرة لكنها قد تكون منزوية او مغمورة بسبب كثافة السلبيات التى اشرنا الى بعضها ثم تاتى بعد ذلك مرحلة ترتيب الاولويات للبدء باكثرها اهمية . ويبقى دائما ان التعليم جزء لايتجزء من سيادة الدولة ومسئوليتها لاينبغى ان يترك للمبادرات الفردية ولا للتدخلات الاجنبية .

 

آخر تحديث الأحد, 01 فبراير 2015 14:54