|
الحشرات
قصيدة نثر جديدة
للدكتور حامد طاهر
ـــــــــــــــ
لا يكاد يوجد مكان بالمنزل
يخلو من الحشرات
فهى تسكن فيه قبل وجود السكان
وتستمر فيه مع وجودهم
ولا تغادره بعد رحيلهم
.. ..
الحشرات تنمو وتتكاثر على بقايا الطعام
وعندما لا تتوافر لها هذه البقايا
تقوم بعمليات السطو
داخل الخزائن
وحين تجدها محكمة الإغلاق
تنقب جدرانها من الخلف
وتبدأ فى نزح ما تقتات به
.. ..
الحشرات أمم وقبائل مختلفة
لكنها تتميز بالتوافق التام فيما بينها
فلم يحدث أن هاجم النمل جماعات الصراصير
ولا تصارعت العاكب مع الفئران
ويبدو أنها عقدت اتفاقا بينها
على أن يكون عدوها الرئيسى
هو الإنسان !
.. ..
ومهما حاول صاحب المنزل مكافحتها
واستخدم أعتى الأسلحة الفتاكة ضدها
ومهما استعان بشركات التطهير والإبادة
فإنها تسرع بالاحتماء فى جحورها
والانتظار حتى تنتهى الحملة عليها
ثم تعود للانتشار من جديد
.. ..
لقد أتقنت الحشرات صنع جحورها فى الجدران
كما أتقنت حفر أنفاقها فى الخشب
ويطيب لها فى معظم الأحيان
أن تجلس على أبواب جحورها
وتراقب حركة سيدة المطبخ
وبمجرد أن تضع شيئا يهمها أمره وتخرج
حتى تنقض عليه كالوحوش المفترسة
.. ..
ولا تقتصر الحشرات على الأصناف المعروفة لنا
بل إنها تشمل أيضا بعض أصدقاء العائلة
الذين نفتح لهم بيوتنا
ونرحب بهم
ونفضفض إليهم
وإذا بهم يتسللون إلى صدورنا
وينتزعون منها أدق أسرارنا !
.. ..
لذلك فإننى أتساءل :
أيهما أخطر :
هل هى الحشرات المقيمة فى المطبخ ،
أم الحشرات البشرية
التى نستقبلها فى بيوتنا ؟
ــــــــــــــــ
 |
