عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
من الجماعات الدينية للتقدم صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 30 أبريل 2018 00:43

 

( من الجماعات الدينية للتقدم )

مقال للدكتور حامد طاهر

ـــــــــــــــــــــ


يحتوى القرآن الكريم ــ لمن يريد أن يعمل عقله ويتدبرتعاليمه ــ على تسع آيات محكمات تدعو المسلمين جميعا إلى التمسك بدينهم ، وعدم الفرقة فيه . ومعنى ذلك تجنب الاختلاف المتعصب فى الدين ، الذى يؤدى إلى تمسك كل فريق برأيه ، والتكاتف فى الدفاع عنه ، وإقصاء الفرق الأخرى ، ومعاداتها ، بل والتصارع المسلح معها ، مما يوقع المجتمع كله فى الفشل [ولا تنازعوا فتفشلوا] (سورة الأنفال، آية46) .


والآيات المشار إليها توجد فى ست سور من القرآن الكريم ، الذى يتلوه المسلمون آناء الليل وأطراف النهار ، ويقرأونه فى صلواتهم ، ويضرعون به إلى الله تعالى فى دعواتهم ، وهى حسب ترتيب المصحف : (آل عمران، والأنعام ، والتوبة، والروم ، والشورى ، والبينة) . أما الآيات فهى :


ــ (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) [آآل عمران ، أية 103)

ــ ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات ) [آل عمران ، آية 105]

ــ (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) [الأنعام ، آية 153]

ــ (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شىء) [الأنعام ، آية159]

ــ (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين) [التوبة ، آية107]

ــ ولا تكونوا من المشركين . من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) [الروم 31،32]

ــ (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) [الشورى ، آية13]

ــ ( وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) [الشورى ، آية 14]

ــ ( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة)[البينة ،آية 4]

والمعنى الصريح الواضح من مجموع هذه الآيات كلها يتمثل فيما يلى :

أ‌) دعوة المسلمين جميعا إلى ضرورة التمسك بدينهم .

ب‌) نهيهم بشدة عن التفرق فيه .

 

 

ومعلوم أن التفرق فى الدين إنما يبدأ من فهمه فهما خاصا يخالف الفهم الذى يجمع عليه عموم المسلمين . والقرآن الكريم يشير إلى بعض أهم أسباب هذا الفهم الذى يؤدى إلى نشأة الفرق وهو (البغى) ، أو (الإضرار والتفرقة بين المؤمنين) ــ وقد حدث ذلك بالفعل لدى المشركين ، ثم أهل الكتاب الذين جاءتهم البينات الواضحة لكنهم لم يقتنعوا بها ، ووقعوا فى الفرقة والاختلاف ، وراحت كل فرقة منهم تتمسك برأيها الخاص ، وتتعصب له ، وتعادى من أجله الفرق الأخرى . وهنا ينهى القرآن الكريم الرسول صلى الله عليه وسلم بكل حسم أن يتبرأ من أمثالهم : (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شيء) [الأنعام ، آية159] .

 


تلك هى تعاليم الإسلام القاطعة ، كما أكّد عليها القرآن الكريم ، والتى تتعلق مباشرة بالاختلاف فى الدين ، الذى يؤدى إلى الفرقة، والتى ينشأ عنها تكون الفرق ، ثم تصارعها فيما بينها ، وتشتيت كلمة المسلمين ، وتحويل جهودهم من البناء والتنمية إلى تشرذم كل طائفة ، وكيدها لمن يختلف معها من الطوائف الأخرى ، بل ومعاداتها للمجتمع كله ، وخاصة حين يقوى عودها ، ويكثر أتباعها ،

 


ويساعدنا القرآن الكريم فى فهم أحد بواعث الاختلاف الدينى حين يذكر فى سورة الشورى [آية14] أن هؤلاء المختلفين فى الدين ماكان ينقصهم (العلم) الهادى لهم إلى الصواب، والمنزل عليهم من السماء ــ لأن الدافع الحقيقى لهم كان هو (البغى) . والبغى فى اللغة العربية يعنى الظلم والاعتداء ، وكلاهما من بواعث النفس الشريرة ، وليسا من مجال العقل .

 


ومما لم يخضع حتى الآن للدراسة النفسة والاجتماعية المتعمقة : حالة زعماء تلك الفرق والجماعات الدينية الذين انشقوا عن عموم المسلمين ، من أجل الوقوف على دوافعهم الحقيقية ؟ وهل كانت تتعلق بـ : الثروة ، او السلطة ، أو الشهرة ، أو البغى الذى اختصه القرآن الكريم بالذكر ، وهو الذى يشمل ويستتبع الثلاثة السابقة .

 


وبالنسبة إلى السنة النبوية ، فقد تنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم محذرا فى نفس الوقت من ضرر الاختلافات التى ستقع فى أمته ، والتى ستفترق بسببها إلى اثنتين وسبعين فرقة ، كلها فى النار إلا واحدة : هى ما عليه جماعة المسلمين

 


ويشهد الواقع التاريخى على تحقق تلك النبوءة . فبعد وفاة الرسول ،صلى الله عليه وسلم ، مباشرة ، امتنع مسيلمة وأتباعه من أهل اليمن من دفع الزكاة إلى بيت المال فى المدينة بحجة أنها كانت تدفع للرسول نفسه ، وبالتالى لا يحق لأحد أن يأخذها من بعده ! وهذا ما دفع الخليفة الأول أبو بكر الصدّيق إلى شن الحرب عليهم ، وبذلك أعاد الأمور إلى صحيح الدين .

 


وقد توالى بعد ذلك ظهور الأفكار المضللة ، والتى راحت جماعات من المسلمين تتحلق حولها ، بل وتتعصب لها ، ومنها : مسألة عقاب مرتكب الكبيرة ، ومسألة القدر ، ثم تلا ذلك الخلاف العجيب الذى دار حول الصفات الإلهية ، ومنها ما عرف بفتنة خلْق القرآن . وكان فى الخلفية من ذلك كله : الصراع المحموم بين الفرق الدينية الكبرى ذات الطابع السياسى من الخوارج والشيعة ضد أهل السنة .

 


وفى مجال الفقه الذى يعنى بالأحكام الفرعية للدين ، انتشرت آراء كثيرة ، استقرت أخيرا فى أربع مذاهب توزعت على مناطق معينة من العالم الإسلامى ، وهى : المالكى والحنفى والشافعى والحنبلى . وعلى الرغم من الاختلافات الطفيفة بين هذه المذاهب الأربعة ، فقد تصادم أتباعها بالقوة ( يروى الرحالة المقدسى فى كتابه أحسن التقاسيم أنه حين زار مدينة بخارى فى القرن الخامس الهجرى شاهد بنفسه كلا من الأحناف والشافعية يتقاتلون بالسيوف فى الشوارع ! وأنه عنما دخل المسجد الجامع بها فوجئ بوجود إمامين : واحد لكل طائفة منهما !

 


قانون نشأة الفرق الدينية


تبدأ الأمور بشخص ( فقيه أو داعية ) يكون على درجة عالية من الذكاء ، والاطلاع ، والقدرة على التأثير فى الجماهير بحسن حديثه ، واستقامة سلوكه . وغالبا ما يتجمع حوله عدد من الأفراد الذين يقتنعون بدعوته ، ويروجون لها ، حتى يتكاثر عدد أتباعه ، ويصبح هناك إجماع على طاعته ، واستجابة لكل ما يصدر عنه . ولكى يزيد من ارتباطهم به ، يضع لهم مختصرا لتعاليمه ، ثم يقوم بتنظيمهم فى طبقات تشمل :


الأتباع المتحمسين (النخبة) عموم الأتباع المتعاطفين مع الدعوة وللحفاظ على تماسك الفرقة أو الجماعة يعمل مؤسسها على ترسيخ مبدأ التعصب لها من ناحية ، وإبعاد أى تأثير خارجى عنها من ناحية أخرى . ومن الضرورى للفرقة ان يسود بين أتباعها مبدأ الطاعة المطلقة حسب درجة وتارخ انتماء كل فرد منها للجماعة . وهذا هو ما يفسر لنا استمرار بعض الفرق والجمعيات الدينية مثل الشيعة والخوارج منذ أكثر من ألف عام حتى اليوم .


إن هذا القانون الذى يمكن تطبيقه بسهولة على كل ما ظهر من الفرق والجماعات الدينيىة فى تاريخ المسلمين السابق ، ما زال صالحا للتطبيق على ما ظهر من أمثال تلك الجماعات الدينية فى مائة العام الأخيرة من العصر الحديث . والفارق الوحيد أن الاستعمارالغربى قد وجد فى تلك الجماعات التى تنشر وترسخ الفرقة والشقاق بين المسلمين فى الوطن الواحد ، وبينهم وبين إخوتهم فى الأوطان المتجاورة ــ أرضا خصبة لدعمها ، وتقوية بعضها على حساب بعضها الآخر ، وإذكاء نار العداوة بينها جميعا ، حتى يكون هوالكاسب الوحيد ، وتظل له السيطرة عليها جميعا .


وأنا هنا لا أريد أن أذكر أمثلة محددة ، لكى لا أثير أصحابها ، ويكفى أن أدعو القارئ ، أيا كان اتجاهه ، أن يطبق ما ذكرته فى قانون نشأة الجماعات الدينية على أى جماعة دينية ظهرت بين المسلمين فى العصر الحديث ليتأكد بنفسه من صحة هذا القانون .

 


والنتيجة :


أن المجتمعات الإسلامية إذا ما قررت النهوض من كبوتها الحالية ، والانطلاق بقوة فى ركب التقدم الحضارى ، الذى أصبحت تشهده معظم بلاد العالم ، سواء فى الغرب أو فى الشرق ، فما عليها إلا أن تتخلص تماما وبصورة حاسمة من تلك الجماعات الدينية ، التى تتعارض فى نشأتها واستمرارها مع تعاليم الإسلام التى حددها القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، وأن توجه المواطنين بدلا من الانشغال بمقولاتها .. إلى تحقيق التقدم والتنمية فى مجتمعاتهم . وفى رأيى أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال :


ــ محو الأمية الألفبائية ، والإلكترونية .

ــ تطبيق منهج البحث العلمى الحديث على كل مجالات الحياة .

ــ تنقية ثقافة المجتمع من الشعوذة والخرافات .

ــ تشجيع مبادرات العمل الخيرى لمساعدة الحكومة فى خدمة المجتمع .

ــ التواصل الإيجابى مع المجتمعات المتقدمة لمحاكاتها فى وسائل التقدم .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 20 ديسمبر 2019 15:04