عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
نحو علم الحضارة المقارن صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأربعاء, 03 يناير 2018 23:26

نحو علم الحضارة المقارن

للدكتور حامد طاهر

ـــــــــــــــــ

الحضارة مثل الكائن الحى

تبدأ وتنمو،

ثم تكبر وتنتشر ،

وأخيرا تشيخ وتسقط ،

ولا يبقى منها سوى بعض المعالم

أو الأطلال ..

ــــــــــــــــــــــ

ومما يثبته التاريخ

حقيقة تتابع الحضارات

أى : عدم تواجد حضارتين فى زمن واحد

وذلك بخلاف الثقافات

التى يمكنها أن تتواجد بل وتتداخل مع يعضها

والفارق الآخر بينهما :

أن الحضارة تكون غالبا عالمية

بينما تظل الثقافة محلية .

ــــــــــــ

كذالك فإن الحضارات جميعا

تأخذ بعضها من بعض

ولا يعتبر هذا الأخذ سرقة أو اغتصابا

بل إنه يتم بمنتهى الرضا والتسامح

والأمر هنا أشبه بإشعال شمعة من شمعة كبيرة

حتى تكبر ، وتصبح مثلها

وربما أعظم منها .

ـــــــــــــــــــــــ

والملاحظ أن كل الحضارات السابقة

تنتسب إلى جنسية أصحابها

أو إلى المكان الذى ظهرت فيه

مثل الحضارة المصرية أو الصينية

أو الرومانىة ..

أما الحضارة الوحيدة التى تنتمى إلى دين

فهى الحضارة الإسلامية .

ــــــــــــــــــــــ

وهناك عوامل أصبحت معروفة

تقف وراء نهضة الحضارات

وتساعدها على مزيد من الانتشار والاستمرار

ومن أهمها على الإطلاق :

تطبيق مبدأىْ التسامح بين الأفراد ،

والتعايش بين المعتقدات .

وكلما فتحت الحضارة أبوابها

لاستقبال الوافدين إليها من الأجانب المؤهلين

فى مختلف المهن والحرف والآداب والفنون

وأحسنت دمجهم فى بيئتها ومجتمعاتها

قوى نشاطها ، وتنوعت عناصر تفوقها .

ــــــــــــــــــ

وبالتالى فإن انغلاق الحضارة على نفسها

والتمسك الزائف بتعصبها القومى أو المذهبى

هما اللذان يؤديان إلى ضمورها

وتساقط أوراق ازدهارها .

ـــــــــــــــــــ

ومن أسوأ ما أنتجه الفكر الأمريكى المعاصر

فكرة ( صدام الحضارات )

وعلى الرغم من أنها أصبحت سياسة خارجية

يتم تطبيقها بغشاوة !

فإنها تشتمل على خطأيْن فادحيْن

الأول : أنه لا توجد حاليا أكثر من حضارة واحدة

هى الحضارة الغربية الحديثة

حتى يجرى التصادم بينها !

والخطأ الآخر أنها فكرة عنصرية متطرفة

تهدف إلى جعل دولة واحدة (وليست حضارة)

تهيمن على العالم كله

لمجرد أنها تمتلك أكبر قوة عسكرية

ونحن نشاهد أن هذه القوة

قد أصبحت فى أيدى بعض الدول الأخرى

بل لعلها فى طريق الانتشار !

ـــــــــــــــــــ

إن ما يسمى بـ (حوار الحضارات)

لا طائل من ورائه

والأهم ــ فى رأيى ــ أن نتجه

إلى إنشاء علم جديد يسمى :

( علم مقارنة الحضارات )

ندرس فيه كلا منها

محاولين التوصل إلى جوهرها

وعوامل قيامها وسقوطها

ثم الأهم : بيان مساهمتها فى مسيرة الإنسانية

ومن المؤكد أن هذا العمل سوف يطلعنا

على مجموعة من القيم االعليا

الموجودة فى كل الحضارات

بحيث تكون هادية لمن يرغب أويريد

إقامة حضارة جديدة .

ــــــــــــــــــــــ

أما بالنسبة لما نشاهده اليوم

من اختلافات ثقافية وأحيانا مناوشات

فهى ناتجة من تمسك كل شعب أو طائفة منه

بثقافته المحلية ( الخاصة والمحدودة )

والمشكلة هنا ترجع إلى تقصيره الشديد

فى عدم رؤية الأماكن الأخرى

أو الشعوب الأخرى

مما يتسبب فى ضيق الأفق

وتضخم الذات وىؤدى إلى التعصب..

وعلينا أن نتذكر جميعا

المبدأ الإنسانى الرائع

الذى وضعه الله للبشر فى قوله الحكيم :

( يا أيها الناس

إنا خلقناكم من ذكر وأنثى

وجعلناكم شعوبا وقبائل

لتعارفوا .. )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy