عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
ثلاثة عصــور صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأربعاء, 03 يناير 2018 23:24

ثلاثة عصــور

للدكتور حامد طاهر

ـــــــــــــــــ

نحن نعيش حاليا فى عصر الصورة

وهذا العصر له ظروفه الخاصة ومتطلباته

وقد جاء بعد عصريْن تاريخيين وطويلين

هما عصر المشافهة ، وعصر الكتابة .

والملاحظ أن كلا منهما قد فقد الكثير من أهميته

التى كانت له فى الماضى ،

وهذه هى سنة التطور

ـــــــــــــــــــ

أما عصر المشافهة فكانت تجرى فيه

عمليات نقل الأخبار والمعلومات

إما وجها لوجه

أو من خلال رواة ينقلون

ما يريدون حسب أهوائهم

وبهذا الأسلوب وصلت إلينا

معظم مواد الثقافة القديمة

بكل ما اشتملت عليه

من صواب وخطأ ،

أو زيف ومبالغة

[ لكننا ينبغى أن نستثنى هنا علميْن

اخترعهما المسلمون اختراعا ،

وهما : علم مصطلح الحديث ،

وعلم الجرح والتعديل ــ

اللذان اشتملا على قواعد صارمة

لفحص كل ما ورد على ألسنة الرواة

وتصنيفه فى درجات ،

وكذلك البحث الدقيق عن أحوالهم

من حيث الصدق والأمانة ..الخ ]

ــــــــــــــــــ

وبالنسبة إلى عصر الكتابة

فإنه قد منح الأخبار والمعلومات

قدرا كبيرا من الثبات ، وحماها من التلاعب

وهوالأمر الذى ساعدها على الاستمرار

لمئات بل لالآف من السنوات

وقد بدأ عصر الكتابة بسيطا وساذجا

لكنه ما لبث أن تطور عبر القرون

من الكتابة المسمارية على ألواح الطين

إلى الكتابة الهيروغليفية على الحجر

ثم على الجلود والورق

وأخيرا اخترعت المطبعة

والمشكلة هنا أن الناس

قد استقبلوا (المكتوبات) بكل توقير

ولم يتوقفوا كثيرا أمام سؤال بسيط :

من أين جاءت هذه المكتوبات ؟

ألم تأت هى الأخرى من أخبار ومعلومات شفهية !

يعنى هى أيضا معرضة لما تعرضت له سابقتها .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وأخيرا حل عصر الصورة الذى نعيشه الآن

وقد حسب الناس أنهم قد وضعوا أيديهم أخيرا

على الحقيقة الكاملة

فلا روايات شفوية زائفة أو مموهة

ولا مؤلفات كاذبة أو مبالغا فيها

ولكنها الرؤية المباشرة ، والمشاهدة المؤكدة

إذْ كيف لا أصدق بوجودك وأنت تتحدث إلىّ ؟!

وكيف أنكر الحادث الذى وقع لك

وأنا أرى الدم يتساقط من جسدك ؟!

ومن خلف المشهد .. كانت تكنولوجيا التصوير

تتطور على نحو فائق السرعة ..

وأساليب المونتاج تتقدم وتتعقد ..

والفن السينمائى يرينا الأشخاص والأحداث

بصورة لم تحدث من قبل ..

بل راح التلاعب فى تركيبة المشهد ، وشكل الشخص

يظهر على غير حقيقته !

ومع الوقت ..

بدأنا ندرك أننا قد أصبحنا ضحايا خدعة أخرى

فى عصر الصورة ،

لا تقل مكرا وتحايلا عن الخداع

الذى سبق أن تعرضنا له

فى عصرىْ المشافهة ، والكتابة !

ــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy