|
الأوتوماتية والعمل اليدوى
للدكتور حامد طاهر
ــــــــــــــــــ
أعتذر أولا عن استخدام مصطلح (الأوتوماتية) بهذا الشكل لعدم وجود مصطلح عربى مقابل له بالعربية . وعموما فالمقصود به هنا : برمجة الأجهزة الدقيقة والآلات العملاقة لكى تؤدى وظائفها حتى تخرج منتجا جيدا ووفيرا بدون أن تتدخل فيه أى من الأيدى العاملة ، باستثناء مهندس الكومبيوتر الذى يراقب حركة العمل والإنتاج . ولا يتدخل إلا عند اللزوم .
وهذا النظام أصبح معمولا به ومطبقا فى كل المصانع بدول العالم المتقدمة بدءا من التليفونات المحمولة والتلفزيونات والساعات الدقيقة حتى صناعة السيارات والطائرات والشاحنات وآلات الزراعة الضخمة التى تجمع المحصول وتصنفه حسب النوعية والحجم الخ . وبين هذا وذاك توجد مصانع الحلويات والمعجنات والشيكولاته وسكاكر الأطفال . وقد شاهدت فى التلفزيون مصنعا يتم فيه عمل الكرواسون من الألف إلى الياء ! دون أن تتدخل فيه يد بشرية واحدة .
ما أهمية هذه الأوتوماتية ؟ أولا أنها تستبعد العامل البشرى الذى يترتب عليه غالبا الخطأ والنسيان ويتعلل دائما بمختلف الأعذار عند االغياب . ثانيا أنها تضمن إخراج منتج جيد بمواصفات عالية الجودة حتى أنه يسبعد آليا أى خطأ أو حالة تشوه فى المنتجات . ثالثا أنه يقدم إنتاجا وفيرا فى مدة قصيرة ، بحيث يضمن للشركات المصنّعة القدرة على المنافسة الواسعة الآنتشار ليس فقط فى السوق المحلى ، وإنما أيضا فى الأسواق العالمية .
ماذا تفعل الدول النامية أمام هذا التحدى ؟ ــ أمور كثيرة قد تكون صعبة، لكنها ليست مستحيلة . منها ضرورة محو الأمية ، وضرورة إجادة اللغة الإنجليزية لأن معظم دول العالم تتحدث بها ، ومنها الالتحاق بمراكز تدريب وتأهيل لا بد أن تنشأ وتنتشر فى كل ربوع البلاد وكذلك ضرورة معرفة استخدام الكمبيوتر ،الذى أصبح مرجعا معرفيا لا غنى عنه. وبهذا الشكل يمكن تكوين قاعدة عمالية جيدة التدريب تستطيع استقبال والتعامل مع الأجهزة والآلات الحديثة
لقد بدأ يختفى من مجال العمل : الجهد العضلى للإنسان كما اختفى تشغيل الحيوانات فى الحقول ونقل الأمتعة الثقيلة . وهاتان الظاهرتان ما تزالان منتشرتين فى الدول النامية التى تفتقر إلى الآلات التى تقوم بذلك . ولا شك أن وجودهما هو الذى يضعف إنتاج هذه الدول ويحول دون دخولها مجال المنافسة العالمية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 |
