عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
فكرة إصلاح العالم صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأربعاء, 15 نوفمبر 2017 23:53

فكرة إصلاح العالم

قصة قصيرة

للدكتور حامد طاهر

ــــــــــــــــــ

صحا الأستاذ متولى الشرقاوى من نوم ثقيل

وهو ملبوس بكتابة مقال يدور حول فكرة

" إصلاح العالم "

لكى ينشره فى العدد القادم

من الجريدة التى يتعامل معها .

وبدلا من أن يتناول إفطاره المعتاد

راح يتجول فى غرفة مكتبه

ويلقى بنظرات خاطفة على الكتب المكدسة

فوق الأرفف والملقاة على المقاعد

حاول أن يمسك بأحدها ويتصفحه

فوجده يتحدث عن مشكلات البيئة ،

ومخاطر ثقب الأوزون .

أمسك بكتاب آخر

فوجده يبحث موضوع التحالفات الدولية

وتأثيراتها فى إشعال الحروب الأهلية .

أما الكتاب الثالث ، وكان أكبر حجما ،

فهو مليء بالصور التى ترصد معالم

الفن العالمى ..

ولأنه رآه أكثر من مرة

فقد أسرع بغلقه ، ووضعه فى مكانه .

ــــــــــــــــــ

توجه الأستاذ إلى المطبخ

وراح يعد فنجان قهوته المعتاد

ثم أخرج علبة الجبن من الثلاجة

وسخن قطعتى التوست

وأخذ يبتلع حبوب الضغط والسكر

وعندما جلس فى الصالة لتناول إفطاره

أخذت عيناه تتجولان فى المكان

الذى لم يتغير أثاثه من ربع قرن

إنه أثاث عتيق ، لكنه متين

فقد تحمل شقاوة الأبناء حين كانوا أطفالا

وصمد لكثرة الضيوف الذين توالواْ عليه

وحين وقع بصره على برواز زفافه المعلق

تذكر ما كانت تقوله زوجته

من ضرورة تحديث الشقة ، وعمل ديكور كامل لها

لكنه كان ينجح فى إقناعها

بعدم الحاجة لذلك ، ليس بخلا منه ،

وإنما تجنبا لحركة العمال ، وإفساد نظام مكتبته !

ويبدو أن رأيه كان صوابا

فقد توفيت الزوجة ،

ولم يعد يأتى الضيوف !

ـــــــــــــــــ

خرج الأستاذ إلى البلكونة الصغيرة

التى لا تكاد تتسع لأكثر من مقعدين

وجلس يتأمل حركة أوراق الشجرة الخضراء

التى تطل على شقته من الفيللا المجاورة

ورغم سماعه أصوات العصافير المزقزقة بها

فلم يتبين منها واحدة

وخطر بباله ثقب الأوزون

لكن السماء من فوقه كانت صافية

وبعض السحابات البيضاء تنساب بهدوء

أما أشعة الشمس فكانت تظهر وتختفى ..

وفجأة اندفع صوت الجارة العجوز

وهى تؤنب البواب على عدم تنظيف السلم

أمام باب شقتها

كان الرجل ينكر ، وهى تؤكد

ثم ما لبثت أن أغلقت الباب

وسكت صوتها تماما .

ـــــــــــــــــ

دخل الأستاذ إلى الصالة

وفتح التلفزيون

وجد أن برامج الأمس التى شاهدها

يعاد بثها كما هى ، فأغلقه

حاول أن يتصل بأحد أصدقائه

لكنه عاد فوضع السماعة

وقال لنفسه : لعله ما زال نائما

ولم يستيقظ بعد

أسند رأسه على الجدار

ووجد أنه يغوص فى نوم عميق

بعد أن طارت من ذهنه تماما

فكرة " إصلاح العالم " !

ــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy