عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
مقال عن الجهل صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأحد, 06 أغسطس 2017 20:33

مقال عن الجهل

للدكتور حامد طاهر

ــــــــــــ


ما زلت أتذكر ذلك المقال الذى سبق أن نشره

الكاتب الكبير أحمد حسن الزيات

فى مجلة الرسالة بتاريخ (23أكتوبر1939)

عن الجهل والفقر والمرض

باعتبارها عوامل النخر الثلاثة

التى تهدد كيان الأمم ،

وتخنق روح المجتمعات .

وقد قرأته فى نهاية الستينات

وما زال عالقا بذهنى حتى اليوم

ــــــــــ

وعلى الرغم من تباعد الزمن

وكثرة الشواغل والتجارب والمشاهدات ،

فما زلت مقتنعا بأن ثالوث :

الجهل والفقر والمرض

هو الذى يمثل أعتى التحديات

أمام أى حكومة ، وفى وجه أى إصلاح .

ــــــــــ

لكننى حين أتأمل فى عناصر هذا الثالوث

أجد أنه يشبه قاطرة يمثل رأسها : الجهل ،

وتمثل العربتان المسحوبتان خلفها

كلا من : الفقر ، والمرض .

فلا شك أن الجهل

هو الذى يعمى العقل

عن تدبر أمر الثروة ،

وكيفية استخراجها واستثمارها ،

ولهذا يسود الفقر

الذى يرتبط بالعوذ والتكاسل

والاكتفاء بأقل القليل ،

أما المرض الناتج عما سبق

فهو الذى يأتى على صحة الأفراد فيضعفها

وعلى نشاطهم فيخمده

وعلى حركتهم فيصيبها بالشلل التام .

ـــــــــــ

فما هو الجهل ؟

إنه حالة سلبية أو عدمية

يسقط فيها العقل فلا يعلم ،

ولا يتطلع للعلم .

وإذا كان العلم يتطلب جهدا بشريا ومشقة

فإن الجهل يتمرغ فى الراحة

وهو عبارة عن انتكاس ذهنى يركن للتقليد ،

ويرفض المبادرة ، ويستعصى على التغيير ،

كما يأبى التطور والتجديد .

ــــــــــ

والواقع أننا إذا حاولنا تقسيم العالم

إلى دول متقدمة ، ودول متخلفة

أو كما نسميها على سبيل الإشفاق : نامية

فإن الفارق الأساسى بينهما

يكمن فى اختيار طريق العلم ،

وكسر قيود الجهل .

ولا يتعلل أحد بأن التخلف يرجع

إلى عوامل خارجية كالطقس أو البيئة ..

فإن كثيرا من الدول المتقدمة

تعيش فى طقس قاس ، وبيئة أشد قسوة

وبالرغم من ذلك

استطاعت أن تتغلب عليهما بالعلم وتطبيقاته

(سويسرا بيئة جليدية شديدة الوعورة

ومع ذلك تقدمت فى صناعة الساعات وإدارة البنوك)

(واليابان لا توجد فى أرضها مواد أولية

ومع ذلك فإنها تستوردها من كل بلاد العالم

ثم تقوم بتصنعها بأعلى المواصفات وتعيد تصديرها) .

ــــــــــــ

والسؤال الآن : هل يمكن التغلب على الجهل ؟

أجل ، وبكل تأكيد .

وهو ليس مستحيلا ، لكنه صعب

كيف ؟

البداية بضرورة محو الأمية ،

ثم دفع الشباب إلى استخدام لغة العصر

ووسائله الحديثة ،

ونشر الثقافة العلمية فى كل ربوع البلاد

واكتساح كل مظاهر الجهل ،

وأسبابه المستقرة منذ مئات السنين :

(كانت جداتنا يعالجن ألم عيون الأطفال

بمسحوق أبيض حارق يسمى : الشيشم

وكثيرا ما أصاب هؤلاء الأطفال المساكين بالعمى

ومن أشهرهم : طه حسين ..

وما زلنا نشاهد فى الأحياء الشعبية

إقامة حفلات الزار للنساء

اللاتى يشعرن باضطرابات نفسية ،

بدلا من معالجتهن لدى طبيب نفسى ..

وما زالت مدارسنا وجامعاتنا

تختبر قدرة الطلبة على التحصيل بالحفظ ،

وليس بالمهارة اليدوية وحسن التصرف ..

وما زال الفلاح المصرى يشغّل الحيوانات فى الحقل

بدلا من الآلات الزراعية ..

وما زلنا نهدر الوقت فيما لا يفيد ،

ولا نحترم مواعيدنا ..

وما زلنا نتكلم كثيرا ولا نعمل إلا قليلا..)

تلك فقط بعض مظاهر الجهل ،

ذكرتها عفو الخاطر

لكننى أؤكد أن للجهل جيوشا

أشد شراسة من جيوش الأعداء

ولذلك ينبغى التصدى لها بكل قوة وعزيمة

وألا نترك للعلم بابا إلا طرقناه ،

ولا للمبادرات الناجحة تجربة إلا خضناها

وأن ننظر بكل التقدير والاحترام

لكل من يضيف إلى حياتنا شيئا جديدا

أو يمنع عنها هواء فاسدا

والخلاصة أن قاطرة الجهل لو تم رفعها

لتوقفت العربتان اللتان تجرهما

وهما : الفقر والمرض .

ـــــــــــــــ

بعض ما قالته الشعوب عن الجهل :

كل ما نجهله نعتبره من الأعاجيب ــ مثل لاتينى

الذى يعيش فى الجحيم (الجهل)

لا يعلم أن السماء موجودة ــ مثل إنجليزى

الذى يجهل أن سريره خشن

ينام جيدا .. ــ مثل دنمركى

الجهل يشيخ مثل الثور :

فتكثر دهونه ، ويضمر عقله ــ سنسكريتى

لا يوجد أفقر من الجهل ــ مثل عبرى

الجهل هو ليل العقل ،

لكنه بدون قمر ولا نجوم ــ مثل صينى

الذى لم يبن منزلا يظن

أن الجدران خرجت من الأرض ــ مثل أستونى

الجهل هو أم كل الشرور ــ مثل فرنسى

الجهل العميق هو الذى يولّد

المعتقد الأعمى ــ مثل فرنسى

الذى يعترف بجهله يظهره مرة واحدة

والذى لا يعترف به يظهره عدة مرات مثل يابانى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy