عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
حوار الأجيال (بين فأْريْن) صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الثلاثاء, 18 يوليو 2017 18:04

حوار الأجيال (بين فأْريْن)

للدكتور حامد طاهر

ــــــــــــــ

فى جلسة صفو بين الوالد وابنه

سأل الفأر الصغير أباه :

ــ لماذا خلقنا الله بهذا الضعف والهشاشة ؟

ــ كيف يا بنىّ ،

ونحن نكوّن عائلات ، ونتقاسم الطعام ،

وننجب ذرية ،

ولنا فى أذهان الناس اعتبار لا يمكن تجاهله ؟!

ــ أنا لا أقصد هذا يا أبى

ــ وماذا تقصد يا بنىّ ؟

ــ أقصد أننا نعتبر فريسة متاحة

لكل الأشرار

فإذا سكنا فى الحقول

تسللت إلينا الثعابين

وبثت سمها القاتل فينا ، ثم ابتلعتنا ،

وإذا نجونا منها

هبطت علينا الصقور والبوم

فمزقتنا بمخالبها

وحملتنا لتطعم بنا فراخها ،

وإذا خرجنا من جحورنا للبحث عن طعام

لم نعدم ثعلبا ماكرا يهاجمنا ويفترسنا

وهنا قاطعه الوالد :

ــ لكننا فى البيوت أكثر أمانا من الحقول

ــ أبدا يا والدى ..

فهم ينصبون لنا الفخاخ التى تنقضّ علينا

وينتهى مصيرنا بالإغراق فى الماء

أو الإحراق بالنار !

وكثيرا ما يربّون من أجلنا قطا شرسا

يظل يتربص بنا ويطاردنا

حتى نتحول إلى وجبة سهلة

بين أنيابه ومخالبه ..

قل لى بالله عليك يا أبى :

لماذا يحدث لنا كل هذا ،

ونحن لا نؤذى أحدا .

ولا نأخذ إلا أقل القليل

الذى يتبقى من طعام الناس ؟!

ـــــــــــــ

كان الوالد ينصت لابنه الفأر الصغير

وهو بين الدهشة من بيانه ،

وبين إعجابه بنضجه المبكر

والواقع أنه لم يجد ما يرد به عليه

فالولد مقنع جدا

وكلامه كله صحيح

وفجأة لاح له مخرج من الإحراج

فقال له :

ــ لكن يا بنىّ ..

إن كل طائفة من الحيوانات والحشرات

لها أعداؤها المتربصون بها

وإذا تأملت حياتها فى الغابة

ستجد أن الصراع لا يتوقف أبدا

بين المفترس والفريسة

وهذا ما يحدث التوازن فى الطبيعة

رد الابن :

ــ لكن هذا لا ينطبق علينا يا أبى

فنحن مسالمون

وكل ما نفعله هو اصطياد حشرة

من هنا أو من هناك

يعنى نحن نساعد على تخليص البيئة

من بعض الأضرار التى تفسدها

ــ حسنا يا بنى ..

وها أنت تعترف بأننا نفترس غيرنا

كما يفترسنا من هو أقوى منا

ــــــــــــــت

نظر الفأر الصغير فى عينىْ والده اللامعتين

ولم يبد أنه اقتنع بمنطقه

ولم يخلّصه منه إلا مجىء الأم

وفى فمها قطعة جبن جافة

فوضعتها بينهما

وراح الثلاثة يلتهمونها فى صمت ..

ــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy